رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

إسرائيل تدفع ثمن تهورها.. ونتنياهو يستنجد بترامب بعد صدمة المواجهة مع إيران

في اليوم السابع من المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريح اعتبره مراقبون اعترافًا غير مباشر بحجم الأزمة التي تواجهها حكومته، إذ قال: “لم نحظ بصديق أفضل من الرئيس ترامب، ونقدّر كل قرار يتخذه، لكننا سندافع عن أنفسنا بكل قوة”.

هذا التصريح جاء في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة من التوتر غير المسبوق، بعدما بدأت تدفع ثمن مغامرتها العسكرية الأخيرة بقصف أهداف داخل إيران، الأمر الذي قابله طهران برد عسكري واسع النطاق، هو الأعنف في تاريخ المواجهات بين الطرفين.

وبحسب تقارير ميدانية وشهادات من داخل إسرائيل، فقد تعرضت مناطق إسرائيلية لضربات مباشرة، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية، وأثارت حالة من الهلع والرعب في الشوارع والطرقات. وقد شوهدت حركات نزوح من بعض المستوطنات، وبدأ مستوطنون يبحثون عن سبل للعودة إلى بلدانهم الأصلية، في ظل شعور متزايد بانعدام الأمن.

ورغم الخسائر التي لحقت بالطرفين، فإن المراقبين يؤكدون أن قوة الرد الإيراني، التي شلّت مفاصل الداخل الإسرائيلي لساعات طويلة، وجهت ضربة قاسية لصورة إسرائيل الأمنية التي طالما تباهت بها.

في الداخل الإسرائيلي، بلغت الانتقادات الموجهة لحكومة نتنياهو ذروتها، خاصة في اليومين الأخيرين، حيث وُصفت الحكومة بأنها معزولة دوليًا، بعدما فقدت معظم أصدقائها التقليديين في الغرب بسبب حربها المستمرة على قطاع غزة، وما صاحبها من مجازر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، ورفضها كل الدعوات الأممية لوقف القتال، وتجاهلها المتكرر لقرارات مجلس الأمن.

وجاءت الضربة الإيرانية لتزيد المشهد تعقيدًا، وتؤكد أن خيار الحروب لا يوفر الأمن لشعوب المنطقة. كما كشفت التصريحات الأخيرة لنتنياهو استنجاده الصريح بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في محاولة لجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع إيران، وهو ما قوبل بتردد واضح من ترامب، في ظل إحجام القوى الغربية عن الانخراط في مواجهة قد تنزلق بالمنطقة إلى حرب مفتوحة.

ويرى مراقبون أن ما أقدم عليه نتنياهو لم يكن سوى خطوة غير محسوبة العواقب، أدخلت حكومته في مأزق داخلي وخارجي، ودفعت إسرائيل إلى عزلة سياسية غير مسبوقة. كما أن تحميله المسؤولية لدول أخرى يكشف، وفق محللين، عن تراجع ثقل إسرائيل الدبلوماسي على الساحة الدولية.

وبغض النظر عن النتائج النهائية لهذه المواجهة، فإن إيران، وفق محللين، نجحت في كسر هيبة الحكومة الإسرائيلية، وفرضت معادلة ردع جديدة من شأنها أن تعيد رسم خريطة موازين القوى في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى