رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

مؤامرات عنصرية .. انتبهوا

كمال كرار
على أيام الانقاذ المبادة وفيما قبل اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥، كانت هناك دراسة أمنية بغيضة تتمحور حول ما يسمى بالحزام الأسود المهدد للمشروع الأخواني ..
والدراسة عنصرية بامتياز فحواها أن العاصمة القومية محاصرة بالحزام الأسود ( وهم السودانيين الذين تمتد جذورهم للجنوب أو كردفان ودارفور والنيل الأزرق) من جهاتها الثلاث .. الجنوب والغرب والشرق.. وأن الجزء الشمالي فقط ( يقصدون شمال بحري إلى الجيلي وقري ) لا يخضع للحصار الاسود ..
وفي توصيات الدراسة توصيات أمنية للجهات المختصة بنسف الحزام الأسود عن طريق الازالة والبلدوزر، والتركيز في الاعلام على أنه سكن عشوائي، وغير منظم،وعدم إمدادهم بالكهرباء والمياه، ولا حتى خطوط المواصلات المعروفة، وعدم التصديق بمدارس أو مراكز صحية وكنائس في تلك المناطق ..
وكل إزالة وبلدوزر في مكان الحزام الأسود يقوم في محلها مخطط سكني فاخر للطفيلية والحرامية والكيزان الذين سرقوا أموال الشعب.
والدراسة البغيضة توصي بضرورة عمل حزام أبيض خلف الحزام الأسود، لمحاصرته إلى حين إزالته بالكامل، ومشروع سندس نفسه كان جزءا من هذا الحزام الأبيض ..
والدراسة لم تكتف فقط بما هو يجري في الخرطوم، بل شملت الحزام الأسود داخل الجيش والشرطة،ولهذا صنعت الانقاذ المليشيات ( البيضاء ) لمواجهة المتمردين ( السود ) في إطار تصفية الحزام الأسود ..
والدراسة اعتبرت كنابي الجزيرة جزءا لا بتجزأ من الحزام الأسود المفترض إزالته .
وإنهار هذا المخطط العنصري فوق رؤوس (الكيزان) بفضل المقاومة الباسلة للشعب،تلك المقاومة التي تصاعدت حتى أطاحت بنظامهم باندلاع ثورة ديسمبر .
الآن وتحت ستار الحرب بنفض الغبار عن تلك الدراسة وجاري تنفيذ التوصيات العنصرية البغيضة .. ودوننا الآن ما يحدث ويرى بالعين المجردة .
وللتذكير فقط .. كافوري هذا الحي الفاخر الذي سكن فيه رموز الانقاذ وسدنتها .. كان قبل انقلاب الانقاذ قرية تسمى ( عزبة كافوري ) سكانها كانوا يعملون في مزرعة عزيز كافوري لانتاج الألبان، فطردهم النظام من مكانهم الذي مكثوا فيه لسنوات طويلة خلت،ثم بنيت القصور الفاخرة من المال المنهوب .. فيما سكن الفقراء في مايو والمويلح وكرتون كسلا في مناطق كانت خالية وفي معظمها كانت ( كوش) جمع كوشة .. خالية من البشر ومن مظاهر الحياة .. فمن هم العشوائيون والمتسلطون !! من احتلوا أراضي الغير .. أم من اكتفوا بالعيش على هامش الحياة ؟
السودان نسيج فريد من البشر متعدد الألوان والديانات.. لكن الدم الذي يسري في العروق خليط بديع يسمى ( السودانية) .. ومن يريد التقسيم على أساس أبيض وأسود وبنفسجي .. فمكانه ليس وسط هذا الشعب نادر المثال ..
وستسقط المؤامرات .. يا أيها الكمريرات ..

زر الذهاب إلى الأعلى