رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

هو الفرق بين الفتنة.. والفطنة يا شيخنا !

في خضم هذا الغبار الذي إثارته الحرب الاسرائيلية الامريكية من جانب وفي طرفها الآخر تقف إيران وحيدة كالسيف ..نلاحظ كلنا ان اخبار حربنا المنسية اصلا قد تضاءلت تحت ضجة تلك الحرب الدائرة بين الاطراف عاليه.
وحيث إن الشيء بالشيء يذكر ..نعيد إلى الذاكرة الجمعية المفعمة بالشاغل الخاص ومتابعة الشان العام ..
ان مجموعة من علماء السودان والعهدة على الدكتور الشيخ عبد الحي يوسف انهم ذهبوا لمقابلة وزير الخارجية التركية باعتبار ان بلاه تعتبر من الوجهة الفكرية حليفا مقربا للإسلاميين السودانيين وطلبوا من الرجل بحق تلك العلاقة الواصلة ان تمد تركيا جيشنا السوداني بمعدات عسكرية لهزيمة خصمه العاق الدعم السريع .
بيد ان رد الوزير التركي كان صادما للجماعة..حينما وصف السجال العسكري الدائر في السودان بانه محض فتنة داخلية..وتركيا تربأ بنفسها عن تغذية الفتن ما ظهر منها وما بطن .

وبالمقابل فبالامس وتحديدا عبر خطبته في احد مساجد الجمعة الفائتة وقف الدكتور الناجي مصطفى والذي عرفناه متسربلا بعدة لبوس منها روب المحاماة و البزة العسكرية الجهادية و عباءة الخطابة ..فاطلق سهاما طاشت من منبر ذلك المسجد في عدة اتجاهات لم يستثني الرجل فيها حتى حلفاء القوات المسلحة من الحركات المشتركة فضلا عن ما اصاب المعارضة بكل فصائلها وحتى احزاب الموقف الرمادي التي ترابط قريبا من حكومة بورتسودان متهما إياهم بعدم صفاء الموقف الوطني تجاه حربنا على خلاف ما فعلته المعارضة الإيرانية التي قال إنها احرجتنا بان تغاضت عن خلافاتها مع نظام الحكم الايراني واتخذت موقفا وطنيا قويا لمساندة الدولة في مواجهة العدوان التي تتعرض له بلادهم .
ولعل الاخ الناجي الذي تملكته لوثة الخلط بين الفتنة التي تنشا بين ابناء الوطن الواحد ايا كانت اسبابها ودوافعها و سوء منقلبها والتي هي امضى سلاحا من القتل وبين الفطنة الوطنية التي تجمع السواعد بمختلف مكوناتها لتصبح مصدا قويا لعدوان خارجي غاشم يستهدف عزة التراب الوطني و كرامة شعبه بصرف النظر عن درجة اخطاء النظام الحاكم من صحة توجهاته السلطوية .
ولعل من ثوابت التاريخ القريب والبعيد ان تجنيب العواطف في لحظة تفعيل العقول هي الفارقة في احترام مبدا الخلاف درءا لوخامة عواقب الاختلاف الذي ينبغي الا يفسد لمودة المواطنة قضية في وطيس الازمات فيجعل من التنابذ بالخيانة والارتزاق والعمالة هو ديدن الصراع بدلا عن الالتفات إلى تطبيب جراحات الوطن ليس بتغطيتها صدئة متقيحة تحت ضمادات الانفعال الوقتي وانما بتحمل إزالتها بمبضع الالم الممض الذي يستاصل شافتها واستقاء الدروس من تجربتها القاسية
وهنا يكمن الفرق بين اللحمة الوطنية الصادقة في ساعات الشدة وتكالب المحن وبين المواقف الذاتية الضيقة الافق التي تفضي إلى الهدم عوضا عن البناء .
والله من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى