
حينما يتبرم كاتب مساند بقوة للجيش و في مكانة الزميل الاستاذ ضياء الدين بلال حيال ما اسماه الصمت المطبق في الآونة الاخيرة من طرف القيادات العسكرية وإعلام القوات المسلحة وعدم الظهور لشرح الموقف الميداني وتمليك الراي العام حقيقة مجريات المعارك ..فإن ذلك يعتبر قرعا لجرس الانذار يشيء بان تحت رماد المرحلة الحالية وميض يخشى ان يتمدد الى اعلى لاسيما وان الاخ ضياء ظل من كوادر الصف الإعلامي الاول الذين قادوا حملات مساندة القوات المسلحة وظل ولا زال برابط قريبا من القنوات التي تغطي اخبار حرب القوات المسلحة و مسانديها ضد قوات الدعم السريع
ولعل انزعاج الاخ ضياء من خفوت اصوات الشحن الشعبي التي وسعت دون شك من وقفة اغلبية الشعب السوداني الساحقة خلف قواته المسلحة خلال عامي الحرب المنصرمين ..قد دفع زميله الصحفي المحسوب على التيار الإسلامي الاستاذ عبد الماجد عبد الحميد ليكتب محاولا تهدئة روع الاخ ضياء وازاحة موجة مخاوفه من ان يكون تحت الاكمة ما تحتها بما يشيء بان تنقلب موازين الكفة إلى صالح الدعم السريع بعد ان بداء في تجميع شعثه من جديد وظهور قائده حميدتي في استعراض علني ينم عن تنامي المخاوف من ان بداية الحرب الحقيقية قد تاخذ مناحي اخرى من جديد لا قدر الله بعد دحر تلك القوات من محيط العاصمة وبعض مناطق الوسط وسعيها للتموضع في مساحات بعيدة وان كانت مكشوفة.
لا شك ان الهبة الشعبية العارمة خلف القوات المسلحة قد انتجت صلابة معنوية قادت إلى انتصارات ملموسة بثت الطمأنينة في نفوس شعبنا الذي ناذى من تداعيات هذه الحرب اللعينة وتفلتات الدعم السريع
غير ا ان لمؤشرات الاخيرة التي برزت في مواقف بعض الحركات المسلحة وهذا هو الشق الآخر من موضوعنا وهي التي اصطفت إلى جانب القوات المسلحة بعد ان قدمت خطوات واخرت خطوات خلف خطوط الحياد شهورا ..ربما تزيد من الشكوك حول مصداقية وقوفها مع القوات المسلحة من منطلقات وطنية صادقة وخالصة..فالتجارب السابقة مع بعض قادة تلك الحركات تعيد إلى الأذهان تراجعها من شراكة الحكم لاسباب ذاتية من الواضح انها قد تتجدد الآن في مقايضتها خوض المعارك الميدانية مقابل تثبيت حصتها واستمرارها في التشكيل الحكومي دون مساس لا بالحصة المحددة في اتفاق جوبا ولا بالمواقع التي شغلوها طويلا ولا بالاشخاص الذين تححروا فيها !
ونخشى ما نخشى ان يكون شجر تلك المساومات قد بدا يتحرك خلف غموض مستقبل تلك العلاقة وهو ما حرك شكوك الاخ ضياء على مايبدو و دفع عبد الماجد إلى محاولة طمانته بان الموقف لازال تحت سيطرة القيادة العسكرية والسياسبة رغم تامين الاخير على وجوب الحذر من نوايا تلك الحركات ..وكانه يقول من منطلق العارف ببواطن الامور اسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون الذي هو واحد منهم كما يزعم !
و ربك يستر من الذي يترائي لزرقاء يمامة الصراع الخفي خلف ضبابية المعارك المنسية!
إنه من وراء القصد.