
الجريدة / فدوى خزرجي
كشفت الدكتورة أديبة إبراهيم السيد، عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء – فرعية خصوصي أم درمان، عن تسجيل 1286 حالة وفاة بالكوليرا في سبع ولايات سودانية، وذلك في ظل ما وصفته بـ”الوضع الكارثي المتفاقم”.
وأوضحت الدكتورة أديبة في تصريح خاص لـ”الجريدة” أن ولاية الخرطوم تصدّرت عدد الوفيات، حيث سُجّلت 500 حالة وفاة في مدينة أم درمان وحدها، و346 حالة في الخرطوم. كما سُجّلت 45 وفاة بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة، و305 حالات في الولاية الشمالية، و33 في ولاية نهر النيل، بالإضافة إلى 57 حالة وفاة في شمال كردفان.
وأكدت أن العدد الفعلي للإصابات يفوق الأرقام المعلنة بكثير بسبب صعوبة الحصر، وسط تفشي العدوى وانتشارها على نطاق واسع. ووصفت الدكتورة أديبة الوضع الصحي في البلاد بأنه “ينذر بكارثة إنسانية”، مرجعة الأسباب إلى تلوث المياه، وانقطاع الكهرباء، وانعدام مياه الشرب النظيفة، وتكدس النفايات في الشوارع. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تفشي الكوليرا، وحمى الضنك، وأمراض أخرى.
وفي مستشفى النو بمدينة أم درمان، أفادت الدكتورة أديبة بأنه تم تسجيل أكثر من 450 إصابة بالكوليرا و150 حالة وفاة، مؤكدة أن الوضع هناك “خارج السيطرة”. كما وصفته بـ”الكارثي” أيضًا في مناطق جنوب الحزام بالعاصمة الخرطوم.
وحذّرت من نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة، وخاصة المحاليل الوريدية، موضحة أن مريض الكوليرا يحتاج إلى ما بين 50 إلى 60 كيس محلول وريدي يوميًا، وهي غير متوفرة حاليًا. وقد تسبب هذا النقص في مضاعفات صحية خطيرة وارتفاع عدد الوفيات. وأشارت إلى أن المجاعة وسوء التغذية أسهما بدورهما في تسريع انتشار الأمراض.
كما لفتت إلى نقص الكوادر الطبية، خاصة في أم درمان ومراكز العزل، مما اضطر المستشفيات إلى تنويم المرضى في الممرات وخارج العنابر، وهو ما دفع إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية في مستشفى النو.
وناشدت الدكتورة أديبة وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية الدولية، والصليب الأحمر، لتوفير الأدوية والمحاليل الطبية بصورة عاجلة. كما دعت الكوادر الطبية إلى الاستنفار والعمل بالمستشفيات، خاصة في أم درمان.