رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

المنوعات

قصص عن قتلة تحولوا إلى كتّاب، وسجناء صاروا طلابًا،

FB IMG 1750931929290

FB IMG 1750931931811
في إحدى زنازين البرازيل، حيث الجدران صامتة كالقبر، والزمن لا يتحرك إلا ببطءٍ مؤلم، جلس رجلٌ فوق سريرٍ معدني بارد، يحمل في يده شيئًا لم يكن سلا*حًا ولا سيجارة… بل كتابًا.
عيناه اللتان اعتادتا على مراقبة الحراس والعتمة، بدأت تتبعان السطور كما يتتبع الجائع رائحة الخبز.
هكذا بدأت القصة.
لم تكن مزحة ولا حلمًا. بل قانونًا رسميًا:
في سجون البرازيل، بات من الممكن أن تختصر أيام سجنك — لا بالهرب، ولا بالرشوة — بل بالقراءة.
كل كتاب يُقرأ بعناية، ويُكتب عنه تلخيص يُظهر الفهم والعمق، يُكافأ صاحبه بخصم 4 أيام من محكوميته.
وبعدد 12 كتابًا سنويًا، يمكن أن يُخفض السجين 48 يومًا من حبسه.
لكن الشرط واضح: لا غ*ش، لا نسخ، لا تلخيص سطحي.
كل سطر يُقرأ، وكل فكرة تُفهم، تفتح نافذة نحو العالم… نحو الذات.
لم يعد السجن فقط مكانًا يُكبت فيه الجسد، بل صار فرصةً لأن يتحرر العقل.
الكتب كانت بمثابة مرايا، يرى فيها السجين ماضيه، ويسأل نفسه:
“هل يمكن أن أكون إنسانًا جديدًا؟”
منهم من قرأ رواية وخرج منها باكيًا…
ومنهم من خطّ أول جملة كتبها في حياته بيدٍ مرتعشة على ورق مسود، قائلًا:
“هذا أول انتصار لي منذ دخولي السجن.”
الفكرة لم تكن تخفيف العقوبة… بل إعادة بناء إنسان
ففي مكانٍ امتلأ بالضياع، ظهرت القراءة كخيط نور.
وما بدا للوهلة الأولى قانونًا إداريًا، تحوّل إلى رحلة داخل الذات،
رحلة من الظلمة إلى الفهم، ومن الصمت إلى التعبير، ومن الإدانة إلى إدراك الخطأ.
في البرازيل، لم يعد هذا سؤالًا نظريًا.
بل حقيقة موثقة، حُفرت في مئات التقارير، وعشرات القصص…
قصص عن قت*لة تحولوا إلى كتّاب، وسجناء صاروا طلابًا،
وأرواح فقدت كل شيء… ثم وجدت نفسها بين دفّتي كتاب.

زر الذهاب إلى الأعلى