
قطعا قد أفلحت الأمم المتحدة حينما أطلقت في بواكير عمرها مبادرات من بنات الفكر والفكر الإبداعي ( يومنة ) المناسبات والاحداث والفعاليات المهة المتصلة بالمنظومات والأسرة الكونية.
اليومنة فلسفة عميقة تستدعي فرص الأستفادة من مفهوم ومحتوى عدد السنين والحساب وكذلك ديناميكية حركة الايام وتداولها بين الناس بوصفها وسيلة زمنية للتواصل والوصول والتوصيل وحمل وتحميل الأعمال والأعمار لآجال مسماة من عزيز حكيم…
فضلا عن انها أي الأيام مؤشر ومرصد دقيق لقراءة محتواها الخالي والغالي. فأهمية رفع قدرها ومحتواها عبر فلسفة اليومنة لاتكمن في أنها دول وماعون زمني فحسب.. وإنما لإرتباطها العضوي والمعنوي بالناس وغير الناس ” ذلك أن من بين الأيام يوم الَولود ويوم العهود والأيام الخالية والغالية ويوم الدخول وكذلك الخروج..
وفي سياق فلسفة اليومنة قدمت الرؤى المتجددة السودانية جملة من المبادرات الفكرية البنيوبة العميقة عبر منصة الامم المتحدة العاملة في المجال لا ندرى هل بلغتها ام لا.. منها على سبيل المثال مقترحات اليوم العالمي لحل القضية الفلسطينية الإسرائلية عبر ثلاث حوارات ابداعية متكاملة الحوار السياسي… الحوار الحضاري…. وحوار الحضارات…
ثم مقترح اليوم العالمي لعقد المؤتمر الأممي حول ماهية وهوية وهوى ورسالة الوجود البشري واثرها على الكون والكونيات تحت شعار لا يستقيم الظل والعود أعوج وهنا المقصود ظل ( الخليفة ) مثال الإختلال الفاضح في ميزان العدالة الإنسانية والكونية الصادرة عن ظلم الإنسان لربه ولنفسه ولأخيه الإنسان ولشركاء الكون ( المناخ والبيئة ) وكذلك فوضى الحروبات العبثية الدموية التي لاتبقى ولاتذر والفشل الصريح في عدم الإيفاء بمطلوبات رسالة التغيير وإستدامة الإعمار ماديا وروحيا ..
ثم مبادرة اليوم العالمي للوفاء والتقدير ورد الجميل تلخص من خلاله جملة من الأيام المتفرعة من ذات المعنى..
فمن رأي الرؤى المتجددة السودانية الذي إنتهى بها إلى هكذا مقترح فإنها ترى وبشكل واضح بأن السبب الرئيس الذي يقف خلف كافة اشكال المعاناة والفتن والصراعات والحروب والدمار والانتهاكات والخصومات وهضم الحقوق وإنعدام وضمور الواجبات والمسئوليات بالبيئة البشرية والشراكات البيئية المحيطة.
النقص الحاد في معدلات الشكر والوفاء والتقدير ورد الجميل
فإن تفعيل هذه القيمة والفضيلة الأنسانية الرسالية النبيلة يقود في اتجاهين إتجاه مكافحة المهددات الفطرية والمكتسبة بالذات البشرية..
مثل الشح والجحود والمكر والمكر السيئ والعلوان العلو الصغير والكبير والحقد والحسد والإستكثار والإستخشاء والكراهيات والمراءاة ومنع الماعون والهمز واللمز والتربص وإستراق السمع التحسس التجسس الكيد. والإتجاه الآخر إيحابي يصب في مجالات وإتاحات التنمية والترقية الكونية الشاملة وعلى وجه الخصوص البشرية عبر مساراتها الحتمية الفطرية السليمة والإجتماعية السمحاء والإنسانية البارة والرسالية المبرورة…
وبالرجوع لليوم العالمي لمحاربة خطاب الكراهية كثير من الناس يتساءلون عن جدوى تخصيص يوما عالميا لمحابة الكراهية والكراهيات من خلال مصادها المختلفة وخطاباتها المتعددة وفرص الإستئصال والمعالجة المستدامة….
للإجابة على هكذا تساؤلات أجرت الرؤي المتجددة بحوثا ودراسات معمقة حول مصادر الكراهية والكراهيات وبواعثها وحواضنها وبؤرها فجاءت النتائج على النحو التالى..
تمهيد :– تتواجد وبصورة عملية شعوب العالم في ثلاث مباحث وكتل بشرية وهي المجتمع الطبيعي والمجتمع الطبقي والمجتمع المقدس ولكل مجتمع من تلك المجتمعات فلسفات زهنية وسلوكية ومسلكية معلنة ومبطنة تحتفظ في مجملها بأكبر نسب متفاوتة للكراهية وخطاب الكراهية… ثم تأتي الكراهيات وخطابها بعد ذلك تباعا على النحو التالي…
١- كراهية فطرية هيكلية أزلية ( فالناس على اطلاقهم أهبطوا بعضهم لبعض عدو عدا إستثناءات قيمية اخلاقية محددة…
٢- كراهية جهل وجاهلية وتجاهل فالإنسان عدو ما يجهل..
٣- كراهية مجتمعية مركبة فطرية ومكتسبة مصدرها العلو المفرط والدونية المقعدة والعرقية والقبلية والجهوية والعنصرية والفصل العتصري والتمفصل..
وقد شرحنا في قراءات سابقة الفرق بين مفهومي الفصل والتمفصل العنصريين…
علما بأن العنصرية وادواتها التي ذكرنا هي بالاساس سلوك شيطاني مستلف بواسطة شياطين الإنس. ولذلك أي مخلوق عنصري ويتحرى في حله وترحاله ومعاملاته فهو شيطان من شياطين الإنس ولو ظهر بأي حلية وحلاوة وطلاوة وإطلاع وطلاء…
فالعنصري والعنصرية مخلوق مختال فخور.. فهو قبل ان يكون له رأي حول المخلوق له راي ضمني معلن ومبطن حول الخالق نفسه ( والبرقص مابغطي دقنو ) ( والبيأكل الرأس مابعاف العيون ) أمثال سودانية…..
٤- كراهية سياسية نمطية وسياسية آيدلوجية مثال ( التصنيفات الحزبية الإقصائية العدائية المدمرة..
٥- كراهية مصدرها الموروث الثقافي الإستلابي والسلبي المنتشر والمنشور بجهالة وعن عمد عبر صور الثقافة الخمس.. والذي ترتب عليه تشكيل زهنيات جمعية وفردية تصر علي المصنفات السياسية الإقصائية والإنكفائية والإجتماعية العرقية والجهوية والقبلية المتطرفة تصر على تحميل الأجيال اللاحقة جيل عن جيل وبصورة ممنهجة تحميلهم ممارسات وأخطأء أممنا التي خلت.. وهذه تسمى ( كراهية تبعات الموروث الثقافي والتاريخي ).
٦- كراهية تضارب المصالح وتقاطعاتها..
٧- كراهيات غرائزية شهوانية متطرفة ( زين لهم حب الشهوات ) وفي حالة النساء على سبيل المثال يتعاطى معهن الشهوانيون وعبدتهن من العرقيين والقبليين والجهويين والطبقيين مجرد مستهلكات طبقية عرقية وحرثية ولدينا المزيد..
جملة الكراهيات المذكورة لمن يريد ويسعى لمعالجتها وإستئصالها مطلوب منه وضع تدابير تخطيطية محددة وتصميم خطابات مكافحة ذكية متخصصة تخاطب الدوافع والاسباب والمصادر وحجم الأضرار وطرق واساليب ووسائل المعالجة النهائية الآمنة….
وكل عام وانتم بخير ومعافاة دائمة من وباء الكراهيات وخطاب الكراهية….