رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

تقارير

انعقدت بمشاركة دولية وإقليمية واسعة،، “اجتماعات بروكسل”،، السودان يكسب الرهـان..

التزام بسيادة السودان ووحدته، وسلامة أراضيه، وإعادة إعماره..

 

السعودية ترفض تشكيل حكومة موازية، وتحذر من التدخلات الخارجية..

السفير كبير: لمسنا تطوراً إيجابياً في التعامل مع القضية السودانية..

الكتلة الديمقراطية تطالب بتجريم الميليشيا وتفعيل عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي..

تيسو ون

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

جددت المملكة العربية السعودية تأكيداتها على سيادة السودان، وصون مؤسساته ومقدراته، وحرصها على استقراره والحفاظ على أمنه ووحدته وسلامة أراضيه، وقال نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم الخريجي، خلال مشاركته في أعمال الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية المعنية بتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، إن استقرار السودان يمثل امتداداً للاستقرار الإقليمي والأمن الجماعي للدول العربية والأفريقية، مؤكداً حرص المملكة على بذل جميع الجهود، ودعم المساعي المشتركة لإيقاف الحرب في السودان، وحث طرفي القتال على استئناف المفاوضات من خلال منبر جدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وشدد الخريجي على رفض المملكة لأي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية للدولة السودانية بما قد تمس وحدته، ولا تعبّر عن إرادة شعبه الشقيق، بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية، محذراً من مغبة التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، وتأثيراتها ومساهمتها في تأجيج الصراع وإطالة أمد الحرب، مما يتهدد وحدة السودان، ويخلق بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية.

حيثيات الاجتماعات:

38c451f4 39e5 4a49 8973 4f8d81f8d740

وشاركت المملكة العربية السعودية في فعاليات الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية المعنية بتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان والذي اختتم أعماله بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وضم الاجتماع المنظمات الخمس الرئيسة متعددة الأطراف والتي تتمثل في الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التنمية الحكومية الأفريقية “إيغاد”، والجامعة العربية، بالإضافة إلى البلدان الراعية لمبادرات السلام وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، ومصر، وكانت الاجتماعات التشاورية الثلاثة التي عُقدت في كلِّ من مصر وجيبوتي وموريتانيا، انتهت جميعها إلى التوافق إدانة أعمال العنف في السودان وجميع انتهاكات حقوق الإنسان، وتدمير البنى التحتية المدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس، والاستيلاء على المباني والمنازل المدنية وتشريد أصحابها قسراً، واستمرار جهود المجموعة الاستشارية ومساعيها من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ التزامات طرفي الصراع في إعلان جدة الموقع بتاريخ 11 مايو 2023م.

مسارات ملموسة:

c63e65fb fbdd 4d07 b19a 681df7dbd293

وناقش المشاركون في الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية المعنية بتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان من خلال ثلاث جلسات عمل مستهدفة، مسارات ملموسة نحو خفض التصعيد والحوار المدني والسياسي، فضلاً عن حتمية وصول المساعدات الإنسانية واحترام القانون الإنساني الدولي، مؤكدين أن تكلفة التقاعس عن العمل في السودان لا تتجلى فقط في حقيقة أن الحرب قد أدت إلى تفاقم الحالة الإنسانية الكارثية، التي تعد أكثر الأزمات الإنسانية والنزوح تدميراً في العالم، مما يعني أن إعادة بناء الهياكل الأساسية المتضررة، تتطلب بنفس القدر جهداً جماعياً هائلاً، محذرين من الآثار الأمنية والتنموية الكبيرة لفاتورة الحرب على المنطقة بأسرها، وجدد المشاركون في الفريق الاستشاري التزامهم بوحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادة الشعب السوداني، مأمنين على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات جماعية ومنسقة من أجل إسكات البنادق في السودان، واستعادة الطريق نحو انتقال مدني، ومعالجة مستقبل السكان المتضررين من الحرب في السودان على وجه السرعة، ولا سيما النساء والشباب.

تطور إيجابي:
وقال سفير السودان ببروكسل ورئيس بعثته لدى الاتحاد الأوروبي السفير عبد الباقي حمدان كبير، إن الاجتماع التشاوري الرابع حول تعزيز تنسيق مبادرات السلام والجهود الدولية المبذولة من أجل السودان والذي اختتم أعماله ببروكسل، يأتي في وقت حساس تسعى فيه الحكومة السودانية إلى تفعيل خارطة الطريق الوطنية للسلام والاستقرار والتي تهدف إلى إنهاء الحرب وتثبيت دعائم الانتقال المدني، ونوه كبير في إفادته للكرامة إلى التطورات السياسية والعسكرية التي يشهدها السودان من خلال تعيين رئيس وزراء يجري مشاورات واسعة لتشكيل حكومته المدنية، في وقت تفرض فيه القوات المسلحة والقوات المساندة لها هيبتها في مختلف محاور وجبهات العمليات وتملك زمام المبادرة عقب تنظيف العاصمة الخرطوم والولايات المجاورة في الجزيرة وسنار والنيل الأبيض وحصر المتمردين في مناطق محدودة في كردفان ودارفور يجري التعامل معهم، وأبان كبير أن الاجتماع ومن خلال المشاركة الواسعة، وفّر منصة لتعزيز التنسيق بين الفاعلين الدوليين وتوحيد الرؤى حول آليات دعم إحلال السلام، وتحقيق الانتقال المدني في السودان، مشيراً في هذا الصدد إلى الجهود التي بذلتها سفارته في تغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة منذ انطلاقة الحرب التي أوقدت نارها ميليشيا الدعم السريع بتمردها على القوات المسلحة في الخامس عشر من أبريل 2025م، الأمر الذي انعكس إيجاباً على التطور الإيجابي الملموس في تعاطي الاتحاد الأوروبي مع القضية السودانية، إضافة إلى تفاعل الكثير من الأصدقاء وشركاء جهود تحقيق السلام في السودان، منوهاً إلى الدور المحوري الذي ينتظر سفارة السودان لدى الاتحاد الأوروبي في متابعة مخرجات هذا الاجتماع، وتكثيف جهودها الدبلوماسية لضمان حشد الدعم السياسي والفني والإنساني اللازم لإنجاح مسار السلام الشامل في السودان وفق خارطة الطريق التي طرحتها الحكومة.

تجريم الميليشيا ودعم الحكومة:

4847f70c ec6e 4d64 8ea6 f21e15f99cfd

وعلى صعيد ردود الأفعال الداخلية، دعت الكتلة الديمقراطية الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية المعنية بتعزيز مبادرات وجهود السلام في السودان إلى ضرورة تحويل التصريحات إلى أفعال فورية، وشدد المتحدث الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية دكتور محمد زكريا فرج الله على ضرورة تجريم ميليشيا الدعم السريع‬ كمصدر رئيسي للعنف وانتهاكات حقوق الإنسان، منادياً بأهمية دعم الحكومة السودانية، وفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي فوراً لتمكين دوره في تعزيز المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها ودعم جهود الإغاثة، مؤكداً على أهمية دعم الحوار السوداني السوداني الشامل كمسار وحيد للحل السياسي في السودان.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الاجتماع التشاوري الرابع حول تعزيز تنسيق مبادرات السلام والجهود الدولية المبذولة من أجل السودان، والذي اختتم أعماله بالعاصمة البلجيكية بروكسل، يمثل وبحسب مراقبين دفعةً قوية لدعم خارطة الطريق الوطنية التي دفعت بها الحكومة السودانية إلى منضدة المجتمع الدولي، ويؤكد في الوقت نفسه أهمية التكاتف الدولي في مساندة الشعب السوداني لعبور المرحلة الحرجة نحو السلام والأمان والاستقرار، وإرساء دعائم التنمية وإعادة الإعمار.

زر الذهاب إلى الأعلى