رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

حتى لا تصبح قرارات كامل ادريس .. ( حبالا بلا بقر)

جميل جدا ان تكون من اولويات اهتمام السيد رئيس الوزراء دكتور كامل ادريس الارتكان عند معاناة المواطن من حيث غلاء المعيشة و سعيه لتخفيض الجمارك على السلع الاستراتيجية و تسهيل إجراءات التعليم العالي وتخفيض الرسوم الدراسية الخ كما رشح في الاخبار اخيرا ..ان هي صحت تلك التسريبات .
ونامل ايضا ان تكون اعادة تاهيل مؤسسات الصحة من اولويات حكومة الرجل التي اطلق عليها تفاؤلا مسمى الامل .
الذي يظل فسحة ظليلة في النفوس التائقة لعودة الحياة متعافية تدريجيا ولو في حدها الادنى قبل ان تنهشها براثن الحرب السامة التي ادمت الارواح والاجساد معا.
غير ان اتخاد مثل تلك القرارات بهذه الصورة الفوقية يصبح تعجلا يفتقر إلى الموضوعية غير القابلة لتتنزل الى ارض الواقع البائس في عدم اكتمال هياكل الحكومة المنوط بها وضع التوصيات في مثل تلك الامور الحيوية والحساسة المذكورة آنفا ..وفقا للدراسات والتقصي بواسطة الوزراء كل في مجال اختصاصه وفي معينه المجالس الاستشارية الفنية .
فمن اين استقى السيد رئيس الوزراء مع احترامنا لحماسه وحرصه على مصلحة المواطن ..تلك القرارات دون الرجوع لمصلحة الجمارك مثلا حتى تمده برؤيتها في هذا الصدد.
ثم إن معدلات درجات القبول بالتعليم العالي هي مسالة اكاديمية بحتة تقررها بالتشاور مع مؤسسات التعليم المختلفة وزارة التعليم العالي بما يحفظ المستوى المطلوب لجودة التعليم دون ان يكون معيار القبول هلاميا يخلط بين الطالب المتفوق مع الآخر ضعيف المستوى..كما ان الرسوم الدراسية امر ينبغي بحثه مع ذات المؤسسات لتقييم تكلفتها و هامش مكاسبها على ضوء اسعار العملة الصعبة جدا و تارجح المحلية منها التي تتلاعب بها رياح الايام بل والساعات!
وهذا المقياس ينسحب ايضا على تسعير السلع الذي تقع مسئوليته على عاتق قطاع التجارة بشقيهاالداخلي والخارجي ولم يسمى بعد وزير اي منهما ..فكيف لرئيس الوزراء اتخاذ قرار بتخفيض السلع وكانه صاحب بقالة يحسب تلك العملية من واقع ما اشترى به وما يحصله من ربح او ما يجنبه الخسارة عند البيع .
وعليه فإن اتخاذ مثل تلك القرارات كنموذج للعجلة في استدرار عاطفة الراي العام سيكون دون شك مثل تحضير الحبال قبل استجلاب البقر الذي نخشى ان يتشابه على الرجل في غمرة بدايته المندفعة .

والله من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى