رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

«نسمات أيلول».. دراما سورية تعيد دفء العلاقات والحنين إلى حضن الوطن

رغم الزخم الكبير الذي تشهده الساحة الدرامية من مسلسلات بأفكار وسيناريوهات متباينة، استطاع المسلسل السوري «نسمات أيلول» أن يترك بصمة خاصة ومميزة هذا الموسم.

العمل من تأليف معين صالح، وإخراج الشقيقين يزن ورشا شربتجي، جاء بطابع مختلف، إذ أعاد للمشاهدين ذلك الشعور البسيط والحميمي الذي افتقدته مجتمعاتنا لسنوات؛ شعور التواصل الحقيقي والدفء الإنساني، والضحكة الصافية من القلب، واحترام الكبير للصغير، والمشاركة في تفاصيل الحياة اليومية.

قرية واحدة.. صورة وطن كامل

نجح المسلسل في تقديم صورة صادقة عن حياة الريف السوري من خلال اختيار موفق لموقع التصوير في الضيعة، حيث تناول يوميات شخصيات بسيطة من طلوع الفجر حتى مغيب الشمس.

كانت صباح الجزائرية بشخصيتها القريبة من القلب، محورًا للتجمع العائلي، وسط أبنائها وأحفادها وجيرانها، في مشاهد تفيض بحميمية افتقدناها وسط صخب حياتنا الحديثة.

الاغتراب والحنين.. قصة نادين تحسين بك

في واحدة من أكثر شخصيات العمل تأثيرًا، أدت النجمة نادين تحسين بك دور فتاة عاشت وترعرعت في أستراليا، ثم عادت لتمضي إجازة قصيرة في قريتها. وبينما لم تعرف الطفلة في داخلها تراب هذه الأرض من قبل، وجدت نفسها تتعلق بتفاصيلها: شمسها، ضحكات أهلها، ودفء الجلسات البسيطة.

ورغم قصر الإجازة، وقفت الشخصية حائرة في يومها الأخير؛ بين العودة إلى أستراليا، أو البقاء في بيت جدتها. ومع أن قرارها كان بالرجوع، إلا أن قلبها ترك هناك، ووعدت بأن تقضي عطلة كل عام في حضن الوطن.

دراما تلامس الحنين وتوقظ الحواس

ما يميز هذا العمل، أنه لم يعتمد على بهرجة المشاهد أو تعقيد الحوارات، بل جاء صادقًا، بسيطًا، يمس الوجدان. الكاتب معين صالح برع في رسم تفاصيل دقيقة تعبر عن حب الأرض، وعن ذلك الشغف الدفين الذي يربط الإنسان بوطنه مهما ابتعد.

في زمن طغت فيه العزلة الرقمية والجفاء الاجتماعي، قدم «نسمات أيلول» دراما تستحق أن توصف بأنها دراما الحياة الحقيقية، دراما القلوب، والضحكات العفوية، والحكايات التي تروى في حضن الطبيعة.

آخر السطر:

الحياة تُعاش مرة واحدة… فعشها كما تحب، مع من تحب.

زر الذهاب إلى الأعلى