رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

جيش الجاكومي وقلب الصور ة !

الاتفاقات سواء كانت سياسية اوصفقة اقتصادية او مصالحة قبلية او حتى برتكولا وطنيا موسعا هي عمل إنساني بالدرجة الاولى يصبح قابلا للصواب والخطا في ذات الوقت.
و لابد ان يخضع للمراجعة الدورية للتاكد من إنه يمضي في الاتجاه الصحيح لتدعيمه اكثر او ان هو شابه شيء من الخطا يخضع لإصلاح اعوجاجه.
ومما لا شك فيه ان اتفاقية سلام جوبا التي بدات بعد كل هذه السنوات تتناثر شظايا خلافات اطرافها بالقدر الذي ينذر بما لا يحمد عقباه لا قدر الله.
ولعل اكبر ما اصاب تلك الاتفاقية من خلل هو تقسيم البلاد إلى مسارات تكرس للمناطقية والجهوية بصورة انعكست الآن في تمسك قادة حركات دارفور بنصيبها دون مساس بالنسبة المحددة لهم والإصرار على البقاء في ذات المواقع التي شغلها ممثلوها.
وهو ما اثار غضب قادة مسارات الوسط والشمال الذين يرون انهم فصيل اصيل في الإتفاقية يجب ان يعود إليهم نصيبهم من قسمة السلطة الذي تخطاهم في المرحلة السابقة من تنفيذ بنود الاتفاق في ذلك الصدد.
وبما ان الاتفاقية كانت تنص في جانب منها على إدماج قوات الحركات بصورة كلية في القوات المسلحة القومية وتسليم السلاح وبالتالي تتحول إلى كيانات سياسية مدنية .
إلا إن ذلك الشرط يبدو انه اصبح من الماضي بعد ان ثبت ان من يرفع السلاح في وجه السلطة هو من يحصل على كيكته كاملة بالقوة منها .
مما دفع بالسيد محمد سيد احمد الجاكومي الذي يتزعم مسار ولايات الشمال إلى قلب تلك الصورة ليتحول من كيان مدني إلى تنظيم مسلح فقال في الاخبار اخيرا إنه سينشيء جيشا من خمسين الف مقاتل سيقوم الرئيس الاريتري اسياس افروقي بتدريبهم وإعدادهم بغرض ان يكونوا جاهزين لاي مكروه تتعرض له ولايات ذلك المسار.
وهو توجه خطير يزيد من المخاوف التي تنتاب مجتمعنا من تناسل المليشيات التي تكاثرت من افرازات هذه الحرب اللعينة ..رغم تحذير العقلاء من ابناء هذا الوطن المخلصين من تنامي هذا السرطان الفتاك ..آخذا بالعبر من مصير الدول التي اصبح فيها السلاح والعنف خارج مؤسسات الدولة الشرعية مما جعل الفوضي هي الحاكمة فيها .
والعاقل من اتعظ بسقطة اخيه في حفرة الحماقة لا ليسقط خلفه ومعه وطن بحاله وهو المعطوب اصلا بالحروب و المشكلات المتكالبة عليه من كل صوب وحدب.
لينطبق عليه المثل القائل.
هي في البئر وسقط عليها فيل كبير
حما الله وطننا من عواقب تلك السقطات التي يعمق فخاخها معاول الغافلين والمشغولين بالمكاسب الذاتية.. يا هدانا الله واياهم .
وهو من وراء القصد.

زر الذهاب إلى الأعلى