
في ذكرى انقلابها المشئوم اليوم وضمن مقال يتنزى بالتحسر وتساقط الدموع على سقوط الإنقاذ تحت حوافر ما اسماها الكاتب الكوز عبد الماجد عبد الحميد ..
( بالثورة المصنوعة)
ولست ادري من الذي صنعها غير الشارع السوداني.
قال صاحب القلم الذي ظل يدلق حبره هدرا في قرطاس التحريض ضد الثورة التي وقف لها العالم اجلالا بالقدر الذي لم يحتمل صداه الذين ضاعت ملامح مصالحهم خلف غبار التغيير حتى انقضوا عليه في ليل بهيم ونزعوا شوكته باظافر الحقد الدفين .
وهاهو الكاتب المعروف بتعصبه الكيزاني يقولها صراحة ان اسود ايام حياته هو يوم سقوط الإنقاذ..و طفق يفند شعوره الاليم متباكيا على ذلك اللبن المسكوب وقد طفت فوقه موجة الدماء التي اسالتها هذه الحرب اللعينة .
ثم انبرى الرجل في مقاله الدامع بشجون التناجي وهو يناشد الرئيس المعزول عمر البشير ليقول كلمة في حق الإنقاذ للتاريخ !
فما الذي يريد ان يسمعه عبد الماجد من البشير الذي وصفه عراب الحركة الإسلامية الراحل الترابي في شهادته للعصر عبر قناة الجزيرة بانه لم يشارك حتى في الإعداد للانقلاب وانما احضروه قبل يومين فقط من التنفيذ بحكم اقدمية رتبته العسكرية للركوب على سرج الأنقاذ.!
وماذا يريد الكاتب الانقاذي من رجل ختم حياته كرئيس جمهورية بان دس تحت وسادته ملايين العملات الاجنبية معللا بسذاجة طفولية بما هو اقبح من الذنب بانها كانت هدية من ولي العهد السعودي وهو الذي سبق ان صادق على اعدام شباب كالورد
( مجدي مححوب و الآخرين ) لم تكن المبالغ التي وجدت عندهم كحق مستخق تصل إلى ربع ما وجد عند المشير المطلوب للحديث كما دعاه عبد الماجد .
فماذا سيقول البشير يا حضرة الصحفي الانقاذي و الذي جلس ذليلا امام الرئيس بوتين في اخر زياراته إلى روسيا الإتحادية وهو يطلب حمايته من امريكا التي دنا عذابها واعددتم سيوف الجهاد في بداية الإنقاذ لضرابها .
صمت البشير يا عبد الماجد ابلغ من كلامه ان هو إثر الإرتكان اليه خجلا من الإنكسار بالإعتذار للشعب السوداني على ثلاثين عاما ونيف سالت فيها من الدماء البريئة ما جعل البشير يعترف في احد خطبه الرمضانية العشوائية بانهم ازهقوا ارواحا لاسباب لم يكن يستحق ان يموت فيها مجرد خروف !
ابعد هذا كله تريد الرجل ان يتكلم !
إلا إذا كان صوته هو ما يطرب حلمك بعودة عقارب الساعة إلى ما قبل سقوط زمانكم الذي انقضى بماله من قليل للوطن وبما عليه من كثير لصالحكم الذاتي ولن يجدي البكاء على صمت البشير ولا الرجاء لاستنطاق لسانه المبلوع خلف لهاة الخرف وفوات الزمن متجاوزا جدوى لزوم الحديث !