
تحول اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة إلى “تلاسن” حاد بين الرئيسين وتبادل الاتهامات. ظهر ترامب في حالة عصبية، حيث قال لزيلينسكي إنه منح أوكرانيا الكثير من الأسلحة التي ساعدتها في الحرب ضد روسيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قدمت لهم 350 مليار دولار، وأنه لولا ذلك لكانت الحرب انتهت لصالح روسيا في غضون أسبوع. وأضاف أن أوكرانيا بدون دعم أمريكا ليس لديها أوراق لعب. ورد زيلينسكي بقوة قائلاً: “أنا لست هنا لألعب الورق”.
وقال ترامب غاضبًا: “باراك أوباما منحكم الأسلحة، أما أنا فقد منحتكم صواريخ جافلين (مضادة للدروع)”. ثم أكد ترامب لزيلينسكي قائلاً: “يجب أن تكون ممتنًا لي”، وواصل توبيخه قائلاً: “أنت تقامر بإطلاق حرب عالمية ثالثة، ما تفعله يعكس قلة احترام لدولتنا”.
وانتهى اللقاء الملتهب بعدم موافقة أوكرانيا على التوقيع على اتفاق اقتصادي يسمح لامريكا بالوصول إلى المعادن الأوكرانية وغيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز. وصف ترامب هذه الاتفاقية بأنها لمصلحة بلاده نظرًا لدعمها لأوكرانيا، لكن زيلينسكي رفض هذه الطريقة وأبدى استياءه من سياسة ترامب. بذلك، رفعت الولايات المتحدة يدها عن أوكرانيا، وهي خطة ترامب لتقليص التورط في الحروب الخارجية ودعم الولايات المتحدة للدول حسب مصالحها.
غادر زيلينسكي الاجتماع، وتم إلغاء المؤتمر الصحفي بين الرئيسين. وقد أشار المراقبون إلى أن الحرب ربما لم تكن لتندلع إذا تم التوصل إلى اتفاق مع روسيا، وهو ما أثار غضب الرئيس الأوكراني. بدأت الشرارة في اللقاء الحاد، مما أدى إلى تدهور غير متوقع في العلاقات بين الرئيسين. عقب المشادة، غرد كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البولندي مؤكدين دعمهما لأوكرانيا، مما يعد بمثابة إشعار بتخلي الولايات المتحدة عن أوكرانيا.
لا شك أن هذا اللقاء يشكل نقطة تحول جديدة في تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وسيؤثر على التحالفات والمحاور بين أمريكا وأوروبا. ويبدو أن ترامب ماضٍ في تنفيذ قراراته بتقليص التزامات بلاده في العديد من الاتفاقيات والمواثيق، ما يجعلنا ننتظر المزيد من التطورات في سياساته في الأيام المقبلة.
نقطة على السطر : مشادة البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي وضعت النقطة على السطر الأخير في علاقة أمريكا من حرب أوكرانيا !