الأعمدة

السعودية تسعى أن تكون ” حمامة سلام ” في الشرق الأوسط .. هل تنجح ؟

 

بعد أسبوع من إندلاع المعارك في السودان بين الجيش والدعم السريع فتحت المملكة العربية السعودية محادثات في مدينة جدة بين طرفى الصراع . وجاءت مبادرة جدة في أعقاب دعوة دول مجلس التعاون الخليجي لضبط النفس في السودان بعد الهجوم الذي إستهدف منشأة دبلوماسية سعودية في العاصمة الخرطوم .

ولاتزال المساعى السعودية قائمة بشأن الحرب في السودان الذي أكمل يومه الـ 106 دون رغبة حقيقية من طرفى النزاع لإيقاف الحرب التي إندلعت منذُ 15 أبريل 2023 في السودان .

فخلال الأشهر الماضية دعت المملكة العربية السعودية والولاية المتحدة الأمريكية السودانيين إلى اجتماع في مدينة جدة يوم السبت الموافق 6 مايو 2023 وذلك لرسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع .

وفي بيان رسمي قالت الخارجية السعودية حينذاك ” تحث المملكة والولايات المتحدة الأمريكية كلا الطرفين على إستشعار مسؤوليتهما تجاه الشعب السوداني والإنخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنب الشعب السوداني المزيد من المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة ” .

المملكة السعودية .. وسيط سلام في الشرق الأوسط .

خلال السنوات الماضية إستطاعت المملكة العربية السعودية ان تلعب دورًا بارزًا على خريطة السياسة الدولية عبر وساطاتها في إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط من خلال الجهود الدبلوماسية التي قامت بها ” الرياض ” في السنوات الماضية .

ففي العام الماضي قالت الحكومة إنها توسطت في تبادل سُجناء بين روسيا وأوكرانيا أسفر تلك الوساطة عن تبادل إطلاق سراح سُجناء روسيا وأوكرانيا بينهم أثنين من الأمريكيين و5 مواطِنيين بريطانِيين .

وأعلنت المملكة العربية السعودية في ديسمبر الماضي ساعدت بالتوسط في إطلاق سراح نجمة التنس العالمية ” بريتني غرينر ” من الإحتجاز الروسي في عملية تبادل أسرى مقابل إطلاق سراح تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت .

سياسة المملكة الجديدة في الشرق الأوسط

إستخدمت المملكة العربية السعودية مكانتها الدولية الموثوقة من خلال تقديم الوساطات بين الأطراف لإحلال الأزمات في بلدان الشرق الأوسط وهذه السياسة أضحت جديدة على المملكة العربية السعودية . وعلقت ” آنا جاكوبس ” كبيرة المحللين الخليجيين في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية حينما قالت : ” المملكة العربية السعودية تسعى لفرض نفسها أكثر فأكثر على المسرح الدولي من خلال الوساطة ورفع مكانتها الدبلوماسية “.

دبلوماسية المملكة من آجل النمو الاقتصادي

تهدف الدبلوماسية الجديدة التي تُنتهجها المملكة بغرض أعطاء أولوية للنمو الاقتصادي في الداخل وهذا لايتم إلا بتحقيق الاستقرار الإقليمي . يسعى الاقتصاد السعودي الذي تبلغ قيمته 1 تريليون دولار إلى الإبتعاد عن سمعته السابقة كدولة مُنتجة للنفط إلى الإتجاه لتُصبح رائدة في مجال السياحة والأعمال . لذا تحاول السعودي لعب دورِ الوسيط في الشرق الأوسط . ومع ذلك فإن جهود المملكة السعودية يُقابلها تحديات كوسيط سلام نظرًا لسياستها القتالية وسمعتها السيئة في ملف حقوق الإنسان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى