النصر يأتي في اوان القوة ولكن السلام يجنبك. الهزيمة !
حرب السودان ليست حالة استثناء عن غيرها من الحروب التي تدور رحاها في عدد من النقاط الساخنة منها ما تجاوز العشر سنوات واخرى تناهز هذا المدى الدامي.. وغير الذي يصارع مليشات ودول تتبادل الإقتتال بين من تصور غريمه لم ولن ينتصر ومنهما من يتوهم القوة و (يغامر) بعتاده بل و(يقامر) بشعبه وجنوده على طاولة ميسر عناده على امل ان يعوض خسارته ولكن بخسارات متتالية متعددة.. اما هو مكابرا او بتحريض من الذين دفعوه ولن يحتملوا الوقوف خلفه الى مالا نهاية متى ما ارتخى اصبعة عن الصغط على الزناد.. و تراجعت قوته العسكرية واللوجستية!
الان الحرب عندنا دخلت في تعقيدات الاصطفاف الجهوي فاخذ ت بعض الحركات المسلحة اما اعلنت انحيازها الفعلي للدعم السريع لاسباب مماثلة فشقت عصا الطاعة على جبهتها المتصدعة.. و لوحت بحرية التصرق في نصيبهاكيفما شاء لها الهوى.
وكنا حذرنا كثيرا ان تجييش الشباب من سكان الوسط النيلي بذريعة اسناد القوات المسلحة وقلنا انه لامحالة سيثير نعرات في مناطق من قبيل هذه بتلك وهاهو غباش الصورة بدا ينجلي من خلف دخان المشهد الذي لم ينقشع بنصر طالت حبال الصبر في انتظاره. ولا الجهة الموعودة بالهزيمة النكراء سلمت بانكسار ساعدها وليس أصبعها فقط!
وكلما لاحت بارقة امل من هنا او هناك للذهاب في سكة السلام الاقل كلفة من فاتورة الحرب.. نجد ان جماعة البل من وراء (الكي بورد) في عواصم العيش المترف او قادتهم المهندمبن بالجلابيب والشالات المطرزة التي استبدلوها ببدلة السجن وهم يكبرون ويهللون حول طاولا ت الموائد الفاخرة الدسم ولم نرى احدا من كبار قادتهم يمتشق سلاحا في الميدان ولكنهم يتجشاون بعبارات شحن الجوعى والمهوسين للشهادة ونكاح السبعين حورية جهادا تحت لافتة كرامة الوطن راكضبن امام الجيش الذي اقر قادته من تحت ( البدروم) ان راية السلام البيضاء ولا اقول الاستسلام اجمل منظرا الف مرة في عيون المكتوين من المدنيين بنار الحرب حينما ترتفع وهي تقطر دما ولو كان من عروق جنود الجيش فضلا عن كباد الامهات المنفكرة اوقلوب الاباء الوجلة عليهم وعلي دمار الوطن في سجال ليس تطاول حريقة الزاحف الى العمق بل والتخوم القريبة من العاصمة وليس فيه حتى الان مهزوم تراحع ولكن قل اين هو المنتصر منهما الذي تقدم على الاخر عمليا وليس اعلاميا !