الأعمدة

همس القوارير : ناهد اوشي / الحرب ..نصف الكوب المملوء

الحرب التي اندلعت في الرابع عشر من ابريل وتجاوزت المائه والثلاثون يوما واشعلت نيرانها التي اوقدها المرجفون في مدينة الخرطوم ودارفور وقضت علي أخضر الموارد ويابس الازمات الاقتصاديه التي طحنت المواطن السوداني واضحي لأربعة أشهر بلا راتب شهري ولا اجرة يوميه حيث توقف دولاب العمل منذ الخميس الثاني عشر من أبريل. والشاهد أن تلك الحرب اللعينه خلفت وراءها ماسي كثيره ودمار شمل كافة مناحي الحياة خاصة بالعاصمه الخرطوم حيث احتل (غريب) دار المواطنين ولسان حال الجميع ينطق باستفهامات الطيب صالح (من أين اتي هولاء) .وترك المواطنين مساكنهم واحلامهم واعمالهم بعد ان عبثت بها أسلحة التمرد واعملت فيها دمارا وتخريبا واضطر المواطنين الي النزوح الي الولايات الامنه المستقره نوعا ما .وعمليات النزوح التي تجاوزت الالاف للاسر بمثابة هجره داخليه الي الجذور حيث عاد كل مواطن الي موطنه الصغير ومكان نشاءته الاولي قبيل الاستقرار في العاصمه لأجل الدراسه او العمل أو العلاج فالخرطوم كانت هي مركز للخدمات حيث تقبع الموسسات العريقه و البنوك والجامعات والمصانع والشركات بها لهذا فقد نزح اليها الالاف واصبحت ذات كثافه سكانيه عاليه بسبب ذاك النزوح وعند اندلاع الحرب أصبح النزوح عكسي وشهدت الولايات كثافه سكانيه عاليه و(رب ضارة نافعه) فبرغم تأثيرات الحرب اللعينه الا ان عودة المواطنين الي الجذور وانتقال العديد منهم الي العيش بالولايات خلقت نوعا من الالفه والتعارف بين الناس ومعرفه العادات والتقاليد للأجيال الحاليه حيث كادت ان تندثر بعض التقاليد السودانيه لابتعاد النشي عنها والاستعاضه بالسوشيال ميديا والسباحه مع العالم الافتراضي .وعوده المواطنين للولايات خلقت نوعا من التكاتف والتراحم واكرام الضيف وتطبيق(ويوثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصه) فاثر اهل الولايات علي أنفسهم كما أثر من قبلهم اهل المدينة المنوره مع المهاجرين واستضافوا اولئك النازحين في بيوتهم وتقاسموا معهم حتي الخدمات الصحيه والتعليميه وضرب اهل الولايات عظيم الأمثال في التكاتف وما يفعله شباب كرمه بالولايه الشماليه ودول المهجر خير مثال حيث أطلقوا مبادرة (نقطة ضوء) لتوفير الف(غسله) حيث يواجه حوالي 8الف مريض كلي مخاطر تقليص عدد (الغسلات ) من مرتين في الأسبوع الي
( غسله)واحده بسبب نقص مواد غسيل الكلي وعمل اولئك الشباب علي توفير الغسيل لحوالي 113مريض كلي بمركز سعد الدين للكلي بالبرقيق ومركز ارقو واستوعب المركزين المرضي القادمين من الخرطوم في تلاحم يسر القلب .فبرغم المحن الا ان الشعب السوداني يتمتع بخصال جميله قل إن توجد في شعب غير السودان. كما واظهرت تلك الحرب قيمة الولايات واهميه التوزيع العادل للخدمات بها فتمركزها بالخرطوم اثبت فشل تلك الخطه و ضرورة وضع خطه استراتيجيه لجعل كل ولاية عاصمة بمفهومها الخدمي حتي لا نواجه خطر افتقاد تلك الخدمات عند تمركزها بولاية واحده
همسه اخيره
تصور كيف يكون الحال
لو ما كنت سوداني واهل الحاره ديل اهلي
لو ما جيت من زي ديلا
وااا اسفاي واااا ماساتي واااا ذلي
وديل اهلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى