التعليم وقت الحرب .. كيف ستتعامل الوزارة مع التحديات المحتملة أثناء الدراسة ؟
تقرير : الخير صالح عبدالله
أفرغت الحرب الدائرة في السودان منذُ منتصف أبريل / نيسان الماضي وضعًا إنسانيًا وإقتصاديًا لايُطاق؛ حيث تسببت حرب الجنرالين في وفاة مالايقل عن (5700) مدنيًا، وهدّمت مئات المنازل وأبقت بذلك آلاف الأشخاص بلامأوئ وطال التدمير أيضًا المؤسسات الحكومية والتعليمية مما تسببت في نُزوح رُبع سُكان السودان داخل الوطن وخارجه. الامرالذي زاد من أثقال المسؤولية لدى المُنظمات الدولية والأقليمية . وحرمت الحرب الطُلاب من مواصلة تعليمهم الدراسي زهاءٍ (6) أشهر. يدخل السودان اليوم في قائمة الدول العربية التي عانت من حالة تأخر إفتتاح الموسم الدراسي أو حتي إلغاءه بسبب الحرب الدائرة الآن . فالحرب المُستعرة في السودان أضطر بعض الطلاب هربًا من الصراع المتواصل، حيث نزح بعض الطُلاب خارج الوطن فيما أصبح آخرين لاجئين في ولايات النيل الأبيض والقضارف وباقٍ الولايات التي في منأي عن ألسنة لهب الحرب. ونتيجةً لهذه الظروف القاسية تبقى الدراسة غاية بعيدة المنال في نظرهم ، خاصةً ان مواصلة التعليم أضحى يُمثل أقل غاية لهم في الوقتٍ الحالي.
قرار فتح المؤسسات التعليمية صدم الجميع
في اللحظة التي يتمنى فيها كل سوداني ذهاب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى ” جدة ” لإستئناف التفاوض بين الجيش السوداني وقوات ” الدعم السريع ” أصدر الوزير المُكلف بتسيير مهام رئاسة مجلس الوزارة توجيهًا بفتح المدارس والجامعات في الولايات التي تشهد ظروفًا أمنيًا مُستقرًا فيها على ان يتم في تاريخ لايتجاوز نهاية شهر أكتوبر الحالي. ” القرار لم يكن موفقًا ولا واقعيًا ” هكذا وصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد الأسباط القراري الوزاري القاضي بفتح مؤسسات التعليم في السودان. وعزى الأسباط الأسباب إلى تمدد الصراع يومًا بعد يوم في الولايات مما يُعرض حياة الطُلاب والمعلمين للخطر، فضلًا عن بيئة العمل على حسب قوله.واضاف الاسباط : ” ان المعلمين لم يصرفوا رواتبهم منذُ (5) أشهر؛ علاوة على أثار النُزوح التي فرقت الاُسرإلى مناطق بعيدة عن مُدن وقرى الطلاب” وأشار الاسباط إلى موقف المعلمين الرافضين لهذا القرار من قبل لجنة المعلمين . وختم الاسباط بان هناك الكثيرمن الأسباب التي تجعل تنفيذ مثل هذا القرار ضربًا من المستحيل.
ملايين الطُلاب محرمون من الدراسة و(يونيسف) تدعو إلى إعادة فتح المدارس
خلفت الحرب في السودان حالة عدم الاستقرار في التعليم ، ووقع الطُلاب عمومًا ضحية هذه الأزمة . رصدت منظمة ” يونيسيف ” في السودان فئات الطُلاب الذين حكم عليهم قُسرًا بالتخلى عن الدراسة وهم نُصف عدد اجمالي السكان . فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن الأطفال في السودان لن يتمكنوا من العودة إلى المدرسة خلال الأشهر المُقبلة إذا إستمرت الحرب الأمر الذي سيعرضهم لمخاطر فورية وطويلة الأجل – بما في ذلك النزوح والتجنيد من قبل الجماعات المُسلحة والعنف الجنسي.
وحذرت مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسف في السودان من أن“ السودان على وشك ان يصبح موطنًا لأسوأ أزمة تعليمية في العالم “.وأضافت قائلة: “ظل الاطفال يعانون من احول الحرب منذ مايقارب من نصف عام والآن بعد ان أُجبروا على الإبتعاد عن فصولهم الدراسية ومعلميهم وأصدقائهم اصبحوا معرضين لخطر الوقوع في الفراغ الذي سيُهدد مُستقبل جيل كامل “. إلى جانب القراءة والكتابة والرياضيات، يتعلم الأطفال أيضا المهارات الاجتماعية والعاطفية في المدرسة، والتي يمكن أن تصبح في وقت الصراع وسيلة مهمة للتعامل مع العنف والفقدان والصدمات. وفي الوقت نفسه، توفر المدرسة للأطفال الوصول إلى العديد من الخدمات الحيوية الأخرى المنقذة للحياة مثل التغذية والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي.ودعت منظمتا اليونيسف وإنقاذ الطفولة السلطات السودانية إلى إعادة فتح المدارس في المناطق الآمنة، مع دعم وسائل التعلم البديلة في المجتمعات حيث لم يعد من الممكن فتح المدارس بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن. كما دعت المنظمتان المجتمع الدولي إلى التضامن مع الأطفال السودانيين الذين أصبح تعليمهم على المحك، وتوفير الموارد والدعم لضمان عودة ملايين الأطفال السودانيين إلى المدرسة، وضمان حصول الأطفال المتأثرين بالصراع على فرصة الوصول إلى التعلم والدعم النفسي والاجتماعي في أماكن آمنة.