الأعمدة

· قصة كوبري شمبات من الولادة وحتى الممات : بقلم: أمير شاهين

omdertimes

تملكنا الحزن والأسى اليوم لدى سماعنا صباح اليوم اخبار دمار وتفجير كوبري شمبات ومشاهدة بعض الصور لهذا الخراب الذي تم على يد الدعم السريع على حسب بيان القوات المسلحة، فالكوبرى كان ومنذ انشائه في العام 1965 نقطة الوصل والتواصل بين المدينتين الشقيقتين ام درمان العاصمة الوطنية والخرطوم بحري العاصمة الصناعية. وقبل انشاء الكوبري المغدور كانت وسيلة الانتقال الوحيدة بين المدينتين كانت معديه شمبات التي نراها في الصورة المرفقة والتي كان الركاب يصلون اليها بواسطة الترام Tramway ( الترماى) الذى كان ينقل الركاب داخل المدن وفى هذا الصدد فان الأستاذ صلاح لبيب شيخ الموثقين و رائد الكتابة عن تاريخ بحرى متعه الله بالصحة والعافية يذكر بانه في العام 1911م استخدم (الترام) داخل مدينة بحري، وكان يسمى (السِمِع) يربط ما بين المحطة الوسطى بحري حتى مشرع معدية (شمبات) وكان أسرع وسيلة في ذلك الوقت، وأمام ذلك المشروع شيدت كلية الزراعة بشمبات، وكانت تتولى التجارب الزراعية قبل نقلها إلى (مدني)، يمر الترام شرق حلة حمد ثم حلة خوجلي حتى الصبابي ويمر بمناطق زراعية حتى الموقع بشمبات، ويعود ناقلاً القادمين من أم درمان من مشرع (أبوروف) الذى كان في الجهة الأخرى . حتى داخل مدينة بحري، وهذا يعنى ان المواطنين كانوا ينتقلون ما بين امدرمان و بحرى بالترام للوصول الى المعدية ثم ركوب المعدية لعبور النيل من والى ام درمان، و المعدية في بحرى كانت توجد في مشرع (مكان ركوب المعدية) شمبات . ومع ازدياد كثافة السكان بين المدينتين وازدياد الحوجة للانتقال السريع والامن بين المدينتين، تقرر انشاء جسر يربط بين المدينتين وفى نفس مكان مشرع شمبات وفى ذلك الوقت كان عدد من المواطنين ينتقلون عبر كوبري النيل االابيض (كوبري ام درمان) الرابط بين ام درمان والخرطوم
وفى العام 1962م تم توقيع العقد بين حكومة السودان والتي كان يراسها الفريق إبراهيم عبود في الفترة من 1958 الى 1964 م و شركة ريتشى الإيطالية التي قامت بتشييد الكوبرى والذى تم تدشينه رسميا في يوليو 196م م وبحسب راى الكثير من المؤرخين فان انشاء الكوبرى كان واحدا من إنجازات حكومة عبود العسكرية التي ثار الشعب ضدها واسقطها في العام 1964 والغريب ان الكثير من السودانيين تبكوا بعدها بزوال حكم عبود و اطلقوا الهتاف المشهور ” ضيعناك و ضعنا معاك يا عبود ” وظل الكوبرى يعمل منذ وقتها الى ان تم تدميره اليوم 11 نوفمبر2023 .
نسال الله ان يعود السلام الى بلادنا و الامن و الأمان والعودة الى الحياة الطبيعية وحينها ستكون الأولوية الملحة هي إعادة بناء و تعمير ما خلفته هذه الحرب الطاحنة اللعينة وحينها فقط سوف يعود كوبرى شمبات مرة أخرى ذلك الرابط الأبدي بين بحرى و شرق النيل و ام درمان وغرب النيل .
والى اللقاء.
الصورة الثانية افتتاح الكوبرى 1965 والثالثة دمار الكبرى نوفمبر2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى