الصراع على الخارجية أم وجهين !
حينما يكشف الصحفي الكوز عبد الماجد عبد الحميد عن النوايا الكيزانية المبيتة للقضاء على ما تبقى من رمق الدبلوماسية الاحترافية وهو يتساءل عن سبب احتفاظ البرهان بوزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق محتجا في ذات الوقت على إقالة وكيل الوزارة السفير الكوز دفع الله الحاج على !
فهي كلها إشارات نحو الصراع المحتدم في هذا المرفق الهام الذي بهتت صورته كثيرا و خفت صوته بشدة في غمرة التجاذبات على الاستئثار بصلاحياته ما بين الولاء للعسكر و الهيمنة الكيزانية على الشعيرات القليلة في لحية الدبلوماسية السودانية التي خلفها احتكار علي كرتي حصريا لأروقتها وبعثاتها ولم يفلح غندور والدرديري من بعده في انتزاع ما ذهب منها إلى القصر مشدودا بنفوذ عوض الجاز .
و من ثم حاولت حكومة حمدوك عبثا حلقها بموس الثورة إلى أن جاء الانقلاب البرهاني ليمشطها من جديد بما فيها من بقايا القمل الإنقاذي الذي أفسد مهنية دبلوماسية الكفاءة لصالح محاباة الولاء للتنظيم ممثلا في كوادرة المدللة !
الان يتصاعد الصراع في زوايا الوزارة التي يريد الكيزان استغلال فرصة تغولهم في هذا الزمن الضائع من عمرهم الافل على مداخل ومخارج سلطة الحيرة الانقلابية وإدخال الخارجية في بيت طاعتهم وهم ناقمون على امتثال الوزير المكلف علي الصادق بصورة كلية لتعليمات وإرادة البرهان بصورة واضحة من منطلق المثل القائل من تزوج امك فهو ابوك .
وحتى يستطيع الرجل مد رجليه مرتاحا ومكلفا على كرسي الوزارة دون أن يضايقه أحد فقد أقال وكيل الوزارة السفير الكوز دفع الله الحاج علي الذي يدلل على كوزنته الصارخة اطناب الصحفي عبد الماجد في الثناء على كفاءته و تزكية أهليته لتولي الوزارة بدلا عن علي الصادق !
وعلي كل إن هو حسم الصراع لصالح هذا الطرف أو ذاك فالأمر سيان ..فالمرفعين هو اخ البعشوم ..ولن تعود الوزارة في وجود العسكر والفلول كما كانت في عهد المحجوب و زروق وجمال محمد احمد وفخر الدين محمد وبشير البكري وفرانسيس دينق ومنصور خالد وإبراهيم طه ايوب وغيرهم من اساطين الدبلوماسية التي كانت تنحني لها الجباه حيثما أطلت برصين الخطابة وآبلت بمثالية النجابة بل وترفع لها حتى قبعات أصحاب العيون الزرقاء في أقاصي المعمورة.
كيف ستعود لسابق مجدها بعد كل التجريف الذي انتقص من هيبتها و أضعف من قبضتها وجعل عسكريا متهورا مثل ياسر العطا ناطقا باسمها الذي لم يتبقى غيره في تعريف سيرتها الحالية وقد تبددت مهامها بين تهجين الكوزنة و الدوس عليها باحذبة الإنقلابيين !