الأعمدة

إلى الراحل غير المقيم حميدتي والراحل حتما البرهان واركان حربه .

اخيرا وبعد ظهور قائد قوات الدعم السريع خلال جولاته الإقليمية والتي توجها بالامس في أديس أبابا مجتمعا مع تنسيقية القوى المدنية فقد قطع الشك في وفاته بيقين وجوده حيا ..ولطالما انشغل أعداؤه بتأكيد إشاعة موته أكثر من أفراد قواته الذين لم تفت في عضد تفلتاتهم غير الإنسانية وتجاوزاتهم اللا أخلاقية تلك الإشاعة ولم يتوقفوا عن ذلك الداب حتى بعد ظهور حميدتي لحما هزيلا وشحما ذائبا وعظما ناتئا ولعل اولئك المنفلتون وهم مشغولون في غيهم لايعرفون لمشاهدة التلفاز سبيلا ولم يسمعوا حتى بظهور قائدهم .
الرجل قدم اعتذارا خجولا ومتلعثما للشعب السوداني عن كل الذي بدر من قواته ومن جاروها بسوءات الافعال في حق الآمنين من نهب وسلب وهمبتة واغتصابات لن يرد مظالم أهلها إلا معاقبة كل من ارتكب جرما من ذلك القبيل ولا يستثنى من ذلك أي كبير ولو كان قائد الدعم السريع نفسه الذي يعتبر اعتذاره المتاخر عنوانا صريحا للاعتراف الذي يستوجب أن يذهب بالرجل نفسه قبل الآخرين ليصبح تحت تصرف العدالة الدولية أو المحلية حينما يعتدل ميزانها في ساحة القصاص !
نعم الحرب لا تقوم على قدم وساق واحدة فهي صراع بين طرفين أو أكثر ولا مثالية مطلقة لطرف دون الآخرين إلا من ناحية التفاوت النسبي في التجاوزات والانتهاكات و طريقة تقتيل الأبرياء أو اهمالهم..ولذلك فإن تقصير مسئؤل الدولة الاول وقائد الجيش الفريق البرهان وأركان حربه عن فرضية حماية المواطنين منذ انطلاق الحرب حتى تركوهم لقمة سهلة للطرف الآخر وغيره و بقية جوقة الانفلاتات اللصوصية ومن ثم جعلوا حاميات القوات المسلحة تتساقط مكرهة بالانسحابات المذلة وكأن هنالك درجة من التواطوء بفتح ممرات وصول قوات الدعم السريع في يسر إلى أهم مدن البلاد في الغرب والوسط إلى درجة استشعار اهل النخوة الشعبية لدنو الخطر من ترابهم و كرامتهم وشرفهم وحرماتهم فاستنفروا طاقات وقيمة أرواح الشباب الذين كنا ندخرهم لمستقبل البناء والتعمير ليتصدروا المشهد الذي خلفه تخاذل هؤلاء القادة الذين حان أوان ترجلهم عن سرج القيادة.. إذ ..لم يحسنوا توجيه لجام فرسه نحو مقاصد النصر وهو ما يحتم أيضا محاسبتهم بذات القدر الذي يضعهم في قفص الاتهام كتفا بكتف مع قائد الطرف الآخر من تلك المعادلة المخزية..بل قد يكون الرجل المتمرد قد تقدم عنهم نحو الشعب بخطوة ذلك الاعتذار الذي لا يكفي الكلام فيه وحده طبعا ما لم يتبعه عمليا ايقاف تلك التفلتات و انسحاب قواته من خطوط الرعب التي رسمها اوباوشه في الكثير من المدن و المناطق والقرى !
فبكل أسف لم يفكر حتى الآن لا قائد الجيش ولا كورس التهريج الذي يقف وراءه ودعاة الحرب من مواجهة أنفسهم اولا ومن ثم الاعتذار ولو بهمسة لهذا الشعب المكلوم في وطنه المهدد بالضياع نتيجة استهتارهم وعدم إحساسهم بعظم المصيبة التي أوقعوا فيها البلاد والعباد ولم يفلحوا في إخراجهما من حفرتها العميقة تلك .
لا سامحهم الله وهم كافة اطراف هذا الصراع التخريبي ومن ظل يدفعهم لشئ في نفسه الإمارة بكل السوء !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى