الأعمدة

الانتهاكات التي حدثت في حق المدنيين بالاشتباه من طرفي الحرب لو وزعت على العالم لكفته

الانتهاكات التي حدثت
في حق المدنيين بالاشتباه
من طرفي الحرب لو وزعت على العالم لكفته
وما يدهشني احتفاء واحتفال بعض من نظن انهم على درجة من الوعي بها ..
والادهى والأمر كذلك تصفيقهم للخطاب الشعبوي الذي تسيد الساحة والخطاب الشعبوي، الذي نعني هو الخطاب اللا عقلاني، التعبوي، الدعائي، المحرض على الكراهية، ولم يعد هذا الخطاب حكرا على العامة و”اللايفاتية” وانما بات هو السمة الملازمة لكل من يصعد منبرا داعيا لما يعرف بالمقاومة الشعبية وبحسب متابعتي لا هي مقاومة ولا هي بشعبية وإنما هي شحنة عاطفية عنصرية بغيضة ينتهي مفعولها بانتهاء اللمة وتوقف العرضة والمبارزات الكلامية.
يهدف الذين ينخرطون في هذا النوع من الخطاب أمثال والي نهر النيل الذي هرب اسرته ومحافظ شندي الذي هرب بأسرته الي إثارة مشاعر الناس وشحنها بعداء لكل مختلف، مستخدمين ترسبات تاريخية ولغة موغلة في تحقير والحط من قدر الآخر ظنا منهم انهم بذلك يقودون الجماهير وهم لايعلمون ان جميع التعريفات الأكاديمية تقول أن الزعيم الشعبوي لا يقود، بل يقاد من قبل الجماهير التي يظن قيادتها، يركب الموجة الجماهيرية ويتملقها صوابا أو خطأ، ولو على حساب مصالحها الحقيقية.
ومعلوم سهلا جدا أن تقول لشخص بقربك ماتفعله عين الصواب وسهل جدا أن ترفق ذلك بكلمات (رهيب، جميل، خطير) ولكن ستتردد آلاف المرات لتقول له أن ما تفعله خطأ ونتائجه كارثية.
هدف الشعبويين الجدد هو
الوصول إلى السلطة، ولو داسوا على كل القيم والأعراف، يتبنون الان خطابًا معاديًا للبناء الاجتماعي القائم وللقوى السياسية، ويتبنون في سذاجة بائنة نظرية ان البلاد تتعرض لمؤامرة كونية يتكالب فيها كل العالم عليهم.
وهنا تحضرني واقعة إبان الفترة الأولى لنشوء الحركات المسلحة في دارفور راجت قصة أن تلك الحركات على صلة مباشرة باسرائيل وان العدو ال ص ه ي و ن ي يخطط للاستيلاء على إقليم دارفور عبر تلك الحركات وكانت الصحف تتبارى
لتعضيد تلك الرواية ويتطوع الصحافيون في إنتاج المواد تجعل لتلك الكذبة سيقان تقف عليها.
اذكر يومها تجرأت وتواصلت مع متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي اسمها (سميرة لا أذكر اسم ابيها حاليا) وسألتها عن تلك العلاقة فاول ردها قالت لي أين تقع دارفور هل هي في اسيا ام أفريقيا، وكانت جادة جدا في انها لم تسمع بدارفور ولاتعرف أين هي.
فالحرب الدائرة الان اي توصيفات لها غير انها صراع جنرالين على السلطة ومن خلفهم تنظيم يفتقر للاخلاق هو محاولة لخلق قضية من العدم تبرر لمتعطشي الدماء الاستمرار في رقصهم مع الشيطان.
وبس
#اللهم_لا_ترفع_للكيزان_راية_ولا_تحقق_لهم_غاية_واجعلهم_للعالمين_عبرة_وآية
#جدة_غير_وفيها_الخير
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي
#تقيف_بس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى