الأخبار

يوسف الكودة : مزمل ابو القاسم والإسلاميون وغياب روح ( عام الجماعة )

 

أن لا يقف الاستاذ مزمل ابو القاسم فى تحليله عند لقاءه بقناة الجزيرة فقط عند خبر لقاء الكباشى بقائد ثانى التمرد وما وراء ذلك من أخبار ليضيف من عنده محللا : إبعاد ممثل جهاز الاستخبارات من اللقاء بقصد أبعاد الحركة الإسلامية لهو أمر وقف عنده الكثير ، والسودانيون فى تعبئة شاملة ضد التمرد انتظمت كل أطياف السودانيين حتى ولو كان للاسلاميين فيها دور باز كافراد لكنهم لم يأتوا تحت لافتاتهم التنظيمية

اقول إذا وعى الأخ مزمل ما يقول من إضافة منع مسئول الاستخبارات من الحضور للسبب الذى ذكره فهو بذلك يتهم بأن جهاز الاستخبارات تقوده الحركة الإسلاميةأوأن هذا الجهاز يتبع للحركة الإسلامية !!

ولعمرى هذا امر عجيب يستحق التوقف طويلا ليس لإثبات تبعية الجهاز للحركة الإسلامية أم لا وانما وقوفا بغرض نوايا انخراط أى تنظيم سياسى فى مساندة الجيش وقتال التمرد فلأن تسعى أى حركة أو اى تنظيم ليتقدم الصفوف أو حتى بغرض حكم البلاد بالطرق الديمقراطية المعروفة فهذا امر مشروع له ولكافة التنظيمات السياسية الاخرى

ولكن ان يكون الهدف لأى تنظيم هو هدف مقدم حتى على هدف الحفاظ على البلاد ووحدتها فبلا شك هو ما يحتاج لوقفة طويلةكما اسلفت واعادة نظر

إن مساندة القوات المسلحة ينبغى أن تكون للحفاظ على الوطن وليس للحفاظ على كيان سياسى أو تنظيم من التنظيمات وإلا كان ذلك امرا غير مشروع

فلا مانع البتة من أن ينتصر السودان حتى ولو ثمن ذلك غياب عدد من التنظيمات غيابا تاما عن المشهد السياسى تماما مثل غياب من يقدم روحه ودمه فيموت فداء للوطن فكذلك الحركة الإسلامية وحزب الوسط والحزب الشيوعى أو اى تنظيم من التنظيمات لا مانع أن تغيب بالكلية

فمتى ما سعت جهة لاعلاء نفسها على الوطن أو اشترطت شروطا للقتال حتى ولو كان القتال لصالح الوطن فهذه خيانة كبرى لا شك فيها

فليبتعد عن المشهد السياسى الكيزان والسلفيين واليساريين إذا كان ذلك طريقا إلى حماية جناب الوطن ، وليكن العمل على الانتماء الاعظم وهو السودان وليس للانتماءات الاخرى الضيقة

والناس جميعا ولا سيما التيار الاسلامى عامة اخوان وسلفيين وغيرهم يعلمون جيدا سبب تسمية (عام الجماعة ) فى تاريخنا الإسلامى وذلك لما تنازل الحسن بن على سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن أبى سفيان وذلك بعد توجه كل منهما إلى الآخر بجيش عرمرم لو كانا قد التقيا لتحدث الناس إلى يومنا هذا بتلك الخسائر فى الأرواح ولصار الحدث مثلا لكل كارثة عظمى تحدث بعده ولكن لما غلب الحسن المصلحة العليا وهى وحدة الصف والحفاظ على الوطن تنازل لمعاوية بن أبى سفيان مقدما المصلحة العامة على مصلحته السياسية ومصلحة من كان يناصره وحفظ بذلك دماء المسلمين من أن تهدر وتلاقى الجميع فقويت شوكة المسلمين واتحدوا بعد فرقة كادت أن تعصف بهم لذلك استحق ذلك العام أن يطلق عليه ب ( عام الجماعة ) والجماعة هنا يقصد بها الإلفة والاتفاق والتعاون وكان هناك من المتطرفين من يرفض تنازل الحسن هذا ويظنه خور وجبن مثل ما موجود عندنا اليوم فكانوا عندما يلتقون بالحسن بن على يحيونه بقولهم ( السلام عليك يا مذل المسلمين )

وللأسف نحن الآن كل منا يسعى للحفاظ له بموقع سياسى بصرف النظر عن ما ستفضى إليه تلك التصرفات وبما لها من تأثيرات سيئة على الأوضاع مما قد يضر بوحدة البلاد

فالعقل والرشد يقضيان بأن يصطف الجميع حول قواته المسلحة حتى ولو أدى ذلك لانتصار الجيش مع عدم أن ينال أى كيان منا حظا من ذلك الانتصار
فالانتصار الحقيقى هو انتصار الجيش على التمرد وإرساء الامن والاستقرار وحذار من التفكير والغرور الذى ربما يصيب جهة أو حركة ما تقاتل مع الجيش ولها فضل كبير مع عدم نيلها نصيبا من النصر فيما بعد ولا اهتمام بذلك الكسب وهذا المجهود من طرف الجيش وربما قاد ذلك التفكير إلى الانسحاب واضعاف الجيش ليبق ذلك تاريخا من العار والخيانة

هذا والله من وراء القصد
د. يوسف الكودة

رئيس حزب الوسط الاسلامى السودانى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى