الأعمدة

أسوان عاصمة السياحة العربية …مدينةمصرية بنكهة سودانية (الحلقة 1)

أسوان.. كنز تاريخي.. وقصيدة الطبيعة.. كتبها النيل وغناها السد العالي ” هكذا توصف اسوان من قبل الادباء والشعراء
يقول الاديب الكبير عباس محمود العقاد عن مدينة اسوان حيث ولد وتوفى بها ومازال قبره في منتصف المدينة مزارا سياحيا رواد تلك المدينة الجميلة بطبيعتها الغناء وطيب أهلها الكرماء. يقول: “ولدت فيها بمشيئة القدر، ولو ملكت الأمر لولدت فيها بمشيئتي ”
في اتصال مع صديقي البحراوي من مدينة اسوان قال لى انه لم يشعر بالأمن والامان والطمأنينة طوال رحلة نزوحه من الخرطوم بحري الى مصر والتي كانت محفوفة بالمخاطر والمصاعب الا عند وصوله بالسلامة الى مدينة اسوان بوابة مصر الجنوبية وذكر لى انه قرر البقاء فى اسوان وعدم مواصلة الرحلة الى القاهرة كما كان مخطط له وذكر لى بانه فى اسوان انتابه شعور غريب بالالفة والراحة تجاه اسوان كما لو انها مدينة سودانية. وما ذكره هذا الصديق هو عين الحقيقة فمدينة اسوان العريقة نستطيع ان نقول بانها مدينة مصرية بمذاق ونكهة سودانية، فكل ما فى هذه المدينة الجميلة والتى يسمونها درة النيل له مذاق خاص وطعم متميز مختلف عن بقية مدن مصر المحروسة فهى مدينة مصرية نوبية افريقية عربية ولذلك ليس من الغريب او المستغرب ان يقع الانسان فى عشقها وحبائل حبها! السودانيون فى اسوان لاتميزهم عن اهل اسوان فهم يتشاركون نفس الملامح والشبه كما قال الشاعر الجميل صلاح حاج سعيد بالوانهم السمراء كسمرة نهر النيل الذى يوحدهم ولا يفرقهم , وفى شواع اسوان تستطيع ان تستمع الى الاغانى السودانية المنبعثة من البيوت ” وردى و صلاح بن البادية والكابلى و حمد الريح ” وقال لى احد الاصدقاء بان الاسوانيين يدهشونك بحبهم للاغانى السودانية فمنذ ايام مطرب اسوان العملاق على كوبان فى الخمسينيات الى الكينغ محمد منير و الجيل الحالى تامر الصحافة و حسن الصغير وحمو اسماعيل المشهور بترديد الاغانى السودانية فجميعهم تاثروا بصورة كبيرة بفن الغناء السودانى و يعتبرونه الاجمل فى العالم واذكر فى مقابلة مع الفنان محمد منير ابن اسوان الوفى انه قال انه يعتبر الفنان محمد وردى استاذه الاول وانه افضل فنان فى العالم ويذكر بانه كان قد تغنى برائعة وردى ” وسط الدائرة” ( فرحى خلق الله ) للشاعر اسحاق الحلنقى .
النوبيون المصريون لديهم حب خاص لأسوان ولأهل السودان! فهم يعتبرن ان اسوان امهم وعاصمتهم وعنوان حضارتهم منذ الاف السنين فأسوان تعتبر من أقدم المدن المصرية! والنوبيون والذين هم من أقدم سكان مصر يؤمنون بان النوبة فى مصر والسودان شعب واحد فصلت بينهم الحدود السياسية وان النوبة تمتد حدودها من جنوب اسوان وحتى الخرطوم وان مدينتي وادي حلفا واسوان هما العاصمتين للنوبة! والحق يقال فان هنالك تداخل وتصاهر كبيرين فى هذه المنطقة حيث نجد اغلب سكان شمال السودان ينحدرون من اصول نوبية مصرية ولعل خير مثال لذلك هي قبيلة الكنوز والتي من فروعها قبائل الشلالية المشهورين عندنا فى السودان وجاءت التسمية من اصلهم فى منطقة الشلال الاول جنوب اسوان , والكنوز على خلاف ما يعتقد هي قبائل عربية وذلك على حسب الكثير من الدراسات التي تقول أن قبيلة الكنوز ينسبون إلى ربيعة بن بنزار معد بن عدنان من البطون الكبيرة في الحجاز ومرتفعات نجد في 854 م خلافة المتوكل في عصر الدولة العباسية، هاجرت أعداد كبيرة من ربيعة إلى مصر وتفرقوا في جهات كثيرة في أسوان وشمال النوبة رافقت قبيلة جهينة إلى قبائل البجة شرقا وحدث اندماج وتزاوج بين ربيعة والبجة وبدأوا بالتنقيب عن معدن الذهب في العلاقي فكثرت أموالهم واتسعت أحوالهم وصارت لهم مرافق ببلاد البجة، في الشرق وقاموا بإنشاء قرية لنماس وحفروا آبارها، ثم استقرت ربيعة في بلاد النوبة للبحث والتنقيب عن الذهب وينسبون إلى كنز الدولة شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك أول ملك عربي يحكم بلاد النوبة، وهي من القبائل العربية المشهورة من قبائل المحاربين والثوار في عهد السلطان المملوكي قلاوون، وتقع بلاد الكنوز من غرب أسوان إلى عمدية المضيق لمسافة 150 كم وهم يتكلمون (الكنزية ما توكي) قريبة من لغة الدنقلة في السودان، وتقع قراهم ومدنهم في : دابود، دهميت، أمبركاب، كلابشة، أبوهور، مرواو، ماريا، جرف حسين، قرشه، كشتمنه غرب، الدكة، قورتة، العلاقي، السيالة، المحرقة “المشرفة .
ونواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى