الأعمدة

قصة قصيرة الشيخة صفية السعيد. فاقد تربوي. .

لصفية السعيد ذاكرة خربة اصابها العطب تسير ايامها بلا غاية محددة. هي تحاصر عتمور وهو يحاصرها. كانت لها طموحات في ان تواصل دراستها الجامعية. ولكنه تزوجها. وكان متربصا بها كالموت.
فانهارت احلامها كقصور من الرمال.
ولازالت تتحسر علي وئد احلامها التي لم تتحقق. وعاشا كذئبين متوحدين في واد. سد الطرق امامها عتمور. قبلته وانجبها دستة من الابناء والبنات الجميلات. وصارت ايامها مليئة بالفراغ والوجع. وذاكرتها ملوثة ومثقوبة. لا امل لها في التغيير
كانت تحلم وتتوهم ان تصير شخصا مهما ولكنها تنقصها الامكانات والارادة.
فاصيبت بانفصام الشخصية وصارت
تصدق نفسها بانها
شخصية مهمة. تلك حكاية اخري.
وصفية تعتقد انها تكون بجانب الحقيقة ناسية المسكينة ان للحقيقة وجوه عدة.
راسها مليء بالمغالطات وتتارجح
في مخيلتها الازمنة
والامكنة. وللحكاوي
عندها ظلال تتماوج.
ما يكون مستحيلا. عندها ممكن الحدوث. الحديث معها غير مجدي. وبلا معني.
كانت منذ صباها الباكر مصابة بالبله. والعته والجنون. تخاف ان يفارقها عتمور بالطلاق. عتمور الذي
كٱبو الهول تماما تمزقه الحرارة والرياح. والخواطر
الشريرة وذلك الشح
والبخل ونوبة الربو
والسعال. وتصير ذاته حبيسة وحدتها
دائما ماتوهن رابطة الزواج بينهما وتتمني صفية موته
وتصاب بالدوار. يتداخل عندها الصدق والكذب واعادة حكي الايام
الماضية والتخيل يهتز ويطير في السماء…

عتمور زوج الشيخة صفية السعيد.
2
وكان اسمه عتمور. من صعيد مصر جاء.
وكان شابا وسيماوجذاب. شحيح كصحراء رملية ممتدة. كانا مع الحاجة صفية يتعثران في وحل المتناقضات يغضبان
اياما ولايكون بينهما
صلح او سلام. لايحب عتمور الضيوف ولا النازحين الوافدين
الفارين من الحرب. ولا الآتين من غرب
افريقيا. كانت حياتهم جافة كاوراق
شجرة النيم المتساقطة مرة وجافة. هما الاثنان ثمرات فاسدة لزمان
التية والعتمة. انكفٱ عتمور علي نفسه يشعر بثقل رجليه وجفاف حلقه. وجسده واهن. بكي بحرقة وهو يتٱوه ويغض طرف عينيه
ويعرف انه عاش حياة تعسة وكئيبة. كشجرة صبار. ضئيل
وسط رؤاه الكارهه لكل شيء.
دائماً ضجر ويتململ
لابسط الاشياء. وهو المشطط. لايري الحياة بشكل موضوعي ولايملك القدرة علي تحليل الاحداث ليخرج منها الدلالات والمعاني. هو اسير
للعادة والتكرار مما اورثه غباء وعناد لازم سنواته الثمانين

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى