الأعمدة

حــدود المنطق : كباشي في القضارف،، رفع معنويات وتجديد مواقف / إسماعيل جبريل تيسو

وكالعادة صنع الفريق شمس الدين كباشي الحدث، وأثار زخماً كثيفاً، وهو يحطُّ رحله في قضروف سعد، أرض الخير والوعد، الولاية المحظوظة باستقبالها ضيفين رفيعين خلال ثمان وأربعين ساعةً فقط، فلم يكد عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس بحري، جابر إبراهيم جابر ينهي زيارته للقضارف، حتى حزم الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة الانتقالي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، حقيبته ” المستَّفة ” برسائل التطمينات التي أطلقها في فضاءات الشرق، مُحمَّلةً بعبق البشارات وعشم الانتصارات.
اختار الفريق كباشي أن يزور القضارف في السابع عشر من رمضان، ليكون على موعد مع ذكرى غزوة بدر الكبرى، ليستقي منها العظات والعبر، وما أحدثته هذه الغزوة من تحول كبير في مسار الدعوة المحمدية، والرسالة النبوية، ليكون السيف أصدق إيماناً، مثلما كانت بنادق جنود منطقة الفاو أفصح عنواناً وهي تلقن ميليشيا الدعم السريع المتمردة دروساً قاسية في منطقه ميجر ٥ وميجر ٦ ، وتكبدها خسائر فادحة في الأنفس والأرواح والمعدات، وتردها خائبة تجرجر أذيال الهزيمة، لتتأكد هذه الميليشيا بياناً بالعمل أن ولاية القضارف محروسة ببواسل تسد عين الشمس، وأن الجنجويد لن يدخلونها، حتى يلج الجمل في سم الخياط.
من هنا تشرق شمس استعادة ولاية الجزيرة، قالها الفريق شمس الدين كباشي في القضارف، قالها وقد اكتست ملامحه الصارمة، بثقة كبيرة، وانفرجت أساريره عن فرحة عارمة، ارتفعت معها روحه المعنوية حتى عانقت عنان السماء، كيف لا وهو يرى براكين من حماسة تتفجر بين جوانح فرسان منطقة الشرق العسكرية، كيف لا وهو يتحسس هذه الوجوه المخشوشنة، والقلوب المؤمنة، فيطمئن قلبه، أن الجيش في أفضل حالاته، وأن الشعب بوعيه وتضحياته، اجتمع على قلب رجل واحد، وأقسم أن يحفر صبره خندقاً يتقاسمه مع بواسل القوات المسلحة لدحر الميليشيا المتمردة، التي تبدو في أسوأ أوضاعها، تستجدي الحيل، وتحيك الأباطيل، لترفع من روحها المنهارة، وتتناسى أوجاعها، جراء هزائمها المتكررة، ونهايتها الوشيكة والتي يرونها بعيدة، ونراها أقرب من ارتداد الطرف، لو كانوا يعلمون.
شكراً جيشنا على هذه الجرعات المعنوية، وشكراً كباشي على هذه الرسائل القوية، فقد أسمعتَ وأوجعتَ، ومن أجل ذلك يستهدفك هؤلاء الأوباش المتمردون، ومن يساندهم من قوى سياسية تحلم “بالتقدم” وهي في كل ثانية تتأخر، بسقوطها المستمر في امتحان الوطنية، وبفشلها الدائم في محاولات اغتيال شخصيتك، بتلفيق الأكاذيب، ونشر الشائعات، فهم يدركون أهميتك داخل المؤسسة العسكرية التي حاولوا إضعافها بالتشكيك في قدرتها منذ أن اختطفوا ثورة الشباب، وهتفوا ” معليش معليش ما عندنا جيش” فشكراً لك على هذه الهيبة، وشكراً لك على هذا الثبات وعلى الاعتداد بالذات، وإنما ترمي الحجارة الأشجار المثمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى