الأعمدة

حسن فضل المولى يكتب : ( ثلاثٌ يعِزُّ الصبر عند حلولها ، و يَذهلُ عنها عقل كلِّ لبيب ،

بعد السلام ..
( ثلاثٌ يعِزُّ الصبر عند حلولها ،
و يَذهلُ عنها عقل كلِّ لبيب ،
خروجُ اضطرارٍ من بلاد تُحبها ،
و فُرقة خِلانٍ ،
و فقدُ حبيب ) ..
هذا ( زهير بن أبي سلمى ) ..
أما نحن ..
فيأتي ( العيد ) و مامن أحد منا
إلا و يشكو واحدةً من الثلاث ،
إن لم تكن الثلاث معاً ،
بل ويشكو ما هو أقسى و أمرَّ
و أوجع و أبشع ..
من فقدٍ لأنفُسٍ عزيزة ، و ما هي
بعزيزة على الله ،
و كرائم كانت النفوس بها ضنينة ،
و أمجاد سالت على جوانبها دماء ،
و رؤية الأسوأ ،
و ما هو أسوأ من الأسوأ ..
و لكن ..
مهما اشتدّت بالناس الجراح ..
و استبدت بهم المواجع ..
و عصفت بهم الهموم ..
فإن ( العيد ) مناسبة ،
يسمو فيها المرء فوق جراحه
و مواجعه و همومه ،
و يتحلى بكل مظاهر الرضى
و الفرحة و الفأل الحسن ..
و ليس هناك من احساس
بالسمو و الرضى و الاطمئنان ،
يداني ذلك الاحساس الذي
يتغشى أحدنا و هو يهتف عالياً ،
بصدقٍ و إخبات ..
( الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر
الله أكبر
و لله الحمد ) ..
عندها ..
لن تأسى ،
و لن تخشى ،
و لن تيأس ،
و لن يخالجك شك في أن أمرك
كله خير ،
إن أصابتك سراء فشكرت ، كان
خيراً لك ،
و إن أصابتك ضراء فصبرت ، كان
خيراً لك ،
و ليس كلُّ أحدٍ أمرُه كلُّه ُخيرٌ
إلا المؤمن ،
اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين ..
و اللهم اجعله ( عيداً ) يعقبه نصرٌ
و فرجٌ و راحةٌ و سعادةٌ ..
و مَلأ الله أيامكم أفراحاً
و مسرات و انتصارات ..
و كل عامٍ و أنتم بخير ..
و القابلة ،
كما ترجون و تتمنون ،
و كما تحبون و تشتهون ..
و السلام ..
حسن فضل المولى ..
١شوال ١٤٤٥..
١٠ أبريل ٢٠٢٤ ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى