*أعلن الحرب على الجنجويد : الحلو،، الانحياز لصوت العقل*
*تحالف الجيش والحركة الشعبية نجح في التصدي للهجوم على الدلنج*
*الميليشيا تمارس القتل على أساس عرقي بجبال النوبة*
*هجوم الحلو على مواقع للجيش صدم المؤمنين بمنفستو الحركة الشعبية*
*تقرير إسماعيل جبريل تيسو*
وأخيراً استجاب زعيم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان عبد العزيز آدم الحلو لصوت المنطق والعقل، واستعاذ من شيطان الضلال، فقرر قتال ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة، والدفاع عن المواطنين الأبرياء والعزل، فقد أصبح مواطنو ولاية جنوب كردفان في مرمى نيران الميليشيا التي استهدفتهم بشكل مباشر، منتهجة سياسة القتل على أساس عرقي، فقامت بتصفية ١٨ من أبناء منطقة جبل الداير الواقعة في الجزء الشرقي من ولاية جنوب كردفان، وهي محاولة من ميليشيا آل دقلو لإعادة سيناريو التطهير العرقي الذي مارسته في مدينة الجنينة ضد قبائل المساليت خاصة، وقبائل الزُرقة بوجه عام، فكان أبرز ضحاياه والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر الذي اغتالته ميليشيا آل دقلو بدم بارد في يونيو من العام الماضي ٢٠٢٣م، ومثّلت بجثته في مشهد مرعب أثار سخط واستهجان الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية.
لقد استغرق الحلو وقتاً طويلاً جداً ليميز ما بين الخبيث والطيب ويفرّق ما بين الحق والباطل رغم أن الحقيقة كانت واضحة كالشمس في كبد السماء، بل إن بعض الحماقات التي ارتكبها عبد العزيز الحلو بمهاجمة المواقع التي كانت تضع القوات المسلحة يدها عليها، قد صدم أغلبية مواطني ولاية جنوب كردفان ممن يؤمنون بمنفستو الحركة الشعبية، وتعتمل في نفوسهم وشائج انتماء وجداني صادق لأطروحة الحركة ككيان عسكري وسياسي ينحاز لقضايا الجماهير ويرفض كل أنواع العنف والقهر ويحرص على تقوية وتعزيز أواصر التعايش السلمي والمصالحات ورتق النسيج الاجتماعي، وبناء المؤسسات الحاكمة والداعمة لبرامج مكافحة الصراعات والتصادم والنزاعات.
لقد جاء الحلو متأخراً، وأن يأتي متأخراً خيرٌ من ألا يأتي مطلقاً، وهذه قناعتي التي ظللت أراهن عليها، أن الحركة الشعبية ستبني على موقفها (النبيل) الذي أسست له في يناير الماضي من العام الجاري ٢٠٢٤م، يوم أن اختارت قوات الجيش الشعبي التزام خندق واحد مع القوات المسلحة للدفاع عن مدينة الدلنج بقتال أوباش ميليشيا الدعم السريع، حيث نجح تحالف الجيش الوطني والحركة الشعبية في التصدي للهجوم المجنون الذي شنته ميليشيا الجنجويد، حيث كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والممتلكات، فانفضّ غبار المعركة التي نفذتها القوات المشتركة، بطرد الميليشيا المتمردة خارج مدينة الدلنج.
لقد استبشر مواطنو المنطقة خيراً، بالتصريحات القوية التي أطلقها عبد العزيز الحلو بالدفاع عن الأبرياء والعزل ضد انتهاكات ميليشيا الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان، فقد أزاحت هذه التصريحات جبلاً ضخماً من القلق جثم على صدر المنطقة، على خلفية ما كان يشاع عن تحرك خفي يقوم به رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك للجمع بين بندقية الحلو والهالك حميدتي لتتضامن ضد الجيش من أجل دحره وزحزحته من جنوب كردفان، ليتسنى للحركة الشعبية والدعم السريع تقاسم ( كيكة الولاية )، وهي ليست سوى أضغاث أحلام، وأمنيات ضيزى تتبناها الآلة الإعلامية ( الجنجوقحتية )، ذلك أن ما يفرِّق بين الحركة الشعبية وميليشيا آل دقلو أكبر مما يجمع بينهما ارتكازاً على التباين الواضح في العقيدة السياسية والفكرية والاجتماعية بين الحركة الشعبية والميليشيا الإرهابية.
شكراً كمرد عبد العزيز الحلو على هذه الخطوة الإيجابية باعتزام الحركة الشعبية الدفاع عن المواطنين الأبرياء والعزل في جنوب كردفان، وليت الحكومة تتعامل بجدية مع هذه التصريحات الإيجابية، وتبتدر حواراً مثمراً من أجل تنسيق الجهود والمواقف بين الجانبين بطرد الميليشيا المتمردة من معسكرها بمنطقة ( الدبيبات) تمهيداً لفتح مسارات الطريق الرئيس الأبيض ـ الدلنج ـ كادقلي أمام الشاحنات وحركة المواطنين، فقد اقتربت ساعة الحسم، وانشق قمر نُصرة مواطني جنوب كردفان، لمكافأتهم على ثباتهم وصبرهم الذي تجاوز عاماً كاملاً عانوا فيه كثيراً من الويلات، وأُوجعوا بكثير من الخيبات، وقد حان وقت أن يقطفوا ثمار هذا الثبات فيشعروا بحقيقة الأمن من خوف والإطعام من جوع.