الأعمدة

حرب الفجّار في السودان : كلا طرفي حرب السودان..فئة باغية ظالمة!!! محمد الفاتح حضرة

هذه الحرب ..قد وقعت بين فئتين أو شريكين كانا يحكمان السودان ، ثم كلاهما في 25 أكتوبر 2021 قد إنقلبوا علي النظام الدستوري وقاما بتقويضه وإنفردا بحكم البلاد..ثم لاحقاً وبسبب الصراع حول السلطة ، نشبت بينهما هذه الحرب العبثية 15 أبريل 2023 .
لقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع المسلم سلاحه في وجه اخيه ، وبين لنا انه في هكذا قتال فإن القاتل والمقتول كلاهما في نار جهنم والعياذة بالله..
لا أعتقد أن أحداً من طرفي هذه الحرب جديراً بنيل صفة مجاهد أو شهيد ..
لا نستطيع أن نصف شخصاً ما أيا كان بأنه شهيد ، إلا من شهد له الله ورسوله .
هي حرب تشابهت وتطابقت فيها أخلاق وأفعال الطرفين المتقاتلين..
كلاهما ..قد سرقوا ونهبوا وتسببوا في قتل وتشريد الملايين وكلاهما قد قصف الأحياء السكنية والمستشفيات ودمر الخدمات والمرافق العامة ..
كلا طرفي الحرب..لم يقوموا بواجبهم بشأن حماية المدنيين وحماية بيوتهم وأموالهم..
الدعم السريع ، أطلق يد أفراده فنهبوا البيوت والسيارات..
الجيش..أطلق قذائف المدفعية وصواريخ الطائرات الحربية فأحرق ودمر سيارات المدنيين المنهوبة ودمر بيوت المدنيين المغتصبة المسكونة بجنود الدعم السريع!!!
بالله عليكم..كيف لعاقل أن يحترم المؤسسة العسكرية السودانية ويدعو الي مساندتها بينما هي علي الإطلاق لم تقوم بواجبها تجاه حماية المدنيين وحماية ممتلكاتهم وأعراضهم
المغفلون والكيزان وحدهم من يعتقد أن الجيش أو الدعم السريع قد قام بواجبه تجاه الشعب السوداني!!!!
الجيش والدعم السريع..هم من يدمرون السودان الآن وهم من يقتلون الشعب السوداني وهم من ينهبون البيوت وهم من يعتقلون الأبرياء من الساسة والنشطاء ويعذبونهم ويفعلون بهم الأفاعيل
معلومٌ .. أن كلا طرفي هذه الحرب ..قد قاموا بفض اعتصام القيادة العامة وقاموا بالتسبب في قتل الشباب وإغتصاب النساء..ثم إدارأوا فيها !!!
فكيف لعاقل أن يظنَّ الخير الآن بالبرهان وحميدتي وجنودهما
لاتنحازوا الي أحد طرفي هذه الحرب العبثية..بل إعملوا علي وقفها وأسألوا الله في كل ساعة أن يوقف هذه الحرب العبثية التخريبية التدميرية ..
واسالوا الله أن يتوب علي من قصفوا البيوت والأسواق والمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء وتسببوا في موت الأبرياء وتشريد الآمنين ، ولم يتورعوا عن نهب سيارات المدنيين ولا عن التمثيل بالجثث وأكل أحشاء وأكباد الموتي
لا تنخدعوا بالعلماء وشيوخ الدين الذين شجعوا علي إستمرار الحرب وشجعوا علي كل زيادة مشاهد جز الرؤوس وفقء العيون وبقر البطون وقالوا زوراً وبهتاناً أنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم!!!!
لاتتفاجأوا بمواقف وفتاوي هكذا علماء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أن أول من يدخلون نار جهنم إنما هم عالم ومجاهد وجواد كريم !!!
انهم ..منافقون وليسو علماء ولا مجاهدين ولا اهل كرم وصدقات .
لا تبتئسوا إن طال أمد الحرب ولم تتوقف ، فلعل حرب البرهان حميدتي إنما هي عقاب الله علي من إرتكبوا مجزرة فض اعتصام القيادة العامة..
لعل هذه الحرب هي عقاب الله علي أهل السودان جميعاً بسبب صمتهم علي ما كان يجري في بلادنا من شتي انواع الظلم والانتهاكات منذ العام 1989
لعل هذه الحرب عقاب السماء لنا بسبب سوء أفعالنا وسؤ أخلاقنا ، فنحن أسوأ مثال في الدنيا لأخلاق الإنتهازية والجشع والابتزاز واستغلال حوجة الناس..
نحن..أصحاب أقسي وأسوأ القلوب ، فنحن نقتل الأبرياء ونغتصب النساء ونقطع الرؤوس ونبقر الأحشاء ونأكل لحوم البشر وهم أموات
نحن..لانخشي الله ولانخاف عقابه .
نحن ..نرتكب كل هذه الجرائم والانتهاكات ثم نخرج للناس نهتف قائلين:
هي لله هي لله..
براؤون يارسول الله..
نحن مجرمون لا نستحي أن نقول عن ما نرتكبه من جرائم وانتهاكات أننا ما فعلنا ذلك إلا طاعة لله وأن الله هو من أمرنا بفعل هذه المنكرات
رسالتي وتذكرتي هذه ليست للكيزان ولا لأعوانهم ، وإنما هي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..
لافائدة من إسداء النصيحة إلي الكيزان..فإنهم ضآلون يحسبون أنهم مهتدون.
الكيزان..لا قلوب لهم ولا عقول!!!
أيها الشعب السوداني.. إن أردتم رفع هذا البلاء ووقف هذه الحرب ، فتوبوا إلي الله وأحسنوا العمل وأصلحوا أخلاقكم..
وإلا والله فإن ما أنتم فيه من موت ودمار وخراب وتشتت ونزوح ولجؤ ومرض وفقر ..سيستمر معكم الي الأبد !!!
إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم..
ومانزل بلاء إلا بذنب وماارتفع إلا بتوبة .
توبوا إلي الله..قبل أن يداهمكم ملك الموت.
اللهم أهلك من أشعلوا هذه الحرب وأهلك من عملوا على إستمرارها وتأجيج نيرانها..
اللهم إملأ بالأمراض أجسادهم وعذبهم عذاباً شديداً في الدنيا والآخرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى