الأعمدة

صور وذكريات من حي الوابورات بمدينة بحري

كان حي الوابورات او حلة الميرى كما كنا نطلق عليه قبل زواله ووفاته في عهد الإنقاذ مثل الكثير من المعالم والمرافق التي لحقت ” امات طه” في ذلك العهد. حي الوابورات الذي يمتد من حلة حمد من الغرب وحتى كبري المك نمر الحالي، يعود تاريخه إلى العام (1920)، ويعد من أقدم وأعرق أحياء الخرطوم بحري. الاسم الحقيقي للحي هو (حي النقل النهري)، وأطلق الأهالي عليه اسم (الوابورات) ويقصدون بها القوارب الحديثة والسفن النهرية التي جاء بها الإنجليز وكان الحى يتميز بموقعه الفريد في جبين مدينة بحرى وعلى شاطئ النيل الأزرق حيث كان سكان الحى يتمتعون بكافة الخدمات التي كانت قريبة منهم مثل السوق و المستشفى وكان كل سكان بحرى يعرفون الحى من خلال سماعهم لصوت الصافرة والتي كانت تطلق ثلاثة مرات في اليوم اليوم الصافرة الأولى لدخول العمال للعمل والصافرة الثانية لخروجهم لتناول وجبة الإفطار والصافرة الأخيرة للانصراف، وقد اهدانى الصديق ( الدفعة) د. معتصم إبراهيم النور الذى ولد وتربى في هذا الحى مجموعة من الصور التي تنشر لأول مرة عن الحى ويقول فيها : كانت تتكون بيوتها من :- القطاطي ويسكنها العمال وأفراد البوليس.
البيوت الوسطى تتكون من غرفتين وبرندا ومطبخ وحمام ويسكنها رؤساء الاقسام من البرشمجية والهندسة والموضبين والنجارين والحدادين وقسم الديزل وقسم الكهرباء وتعتبر وظائف ساكنيها وظائف قيادية. اما البيوت التي تقع غرب الجمعية تتكون من ثلاثة غرف وبرندتين امامية وخلفية ويسكنها مدراء الأقسام، وهناك بيوت تتكون من اربعة غرف وبرندتين امامية وخلفية وتوجد بها حديقة تحفها الاشجار وبعض الفواكه مثل المانجو والجوافة وكانت تعرف باسم بيوت الجناين. ايضا بها نادي يسمى بنادي البحرية كان يوجد به عدة مناشط مثل السلة وكرة القدم وكان رواده من عمال وموظفي مصلحة الوابورات. وحلة الميري كانت عبارة عن سودان مصغر يضم كافة قبائل السودان
في مقالات سابقة لي بعنوان “الخرطوم بحرى قصة مدينة عمرها الانجليز و دمرها السودانيين” كتبت فيه عن ان كل ما بناه الانجليز لتعمير ونهضة بحرى مثل النقل النهري و النقل الميكانيكي و المخازن و المهمات و المنطقة الصناعية و حديقة البلدية قد تم تدميرها على يد أبناء الوطن والذين كان من المفترض الحرص على الاحتفاظ و رعاية و تطوير هذه المنشآت لا تدميرها و ازالتها ودونك النقل النهري و حي الوابورات كمثال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى