الأعمدة

العامية السودانيه /منشأها وأثرها علي الفعل الثقافي السودانوي علي تقلب الاجيال والحقب…1بقلم : محمد دنقلا

الي ما بعد توقيع اتفاق البقط بين النوبه رماة الحدق والعرب الغزاه ،لم يكن للعاميه السودانيه (المستعربه)اثر أو وجود أو تأثير يذكر حيث أن نصوص الاتفاقية ترجمت الي اللغه النوبيه التي ربما اندثرت هي الأخري
وترحلت منها بعض المترادفات الي القاموس العامي وتوزعت مصطلحات اخري علي لغات قبائل النوبه المحليه التي تعرف (بالرطانه) حيث أن مصطلح بقط يعرف في رطانة الدناقله ب(بقيتي)واذا نشط البحاث في هذا الإتجاه فلربما ازالوا الكثير من الغموض واللبس الذي ران علي تاريخ السودان .
الحوجه الي العاميه؟؟؟
نبعت من اهمية الاتصال والتواصل بين أطراف العقد الإجتماعي الناشئ بين العرب الغزاه والمكونات المحليه فيما يخص ضروريات الحياه والسائد عند العرب أن العلم بلغة الآخر امان.
تولدت العاميه السودانيه بل استنسخت من اللغه العربيه الام بالتعامل في مجالات الحياة المختلفه وطبيعي أن تشوه بعض الكلمات وتنطق بنحو غير صحيح مع تحوير في بعض الحروف المتشابهه مثل السين والثاء وإقلاب الثاء تاء وقس علي ذلك،ويبدو أن امر استنباط اللغه الوسطي
كان مكلفا وشاقا لكلا الطرفين واستغرق
وقتا طويلاً في الجرح والتعديل لكن الأمر استحق العناء.
لا احد يعرف علي وجه التحديد متي تخلقت العاميه لغة التواصل الرئيسه في بلاد ملتقي النيلين لكن يبدو أنها تجددت وتطورت وتحدثت في محتواها علي مر الحقب وتقلبها .
تأثرت العاميه السودانيه يتقاطع وتداخل التيارات الوافده بدءا من دخول العرب السودان مرورا بنشوء الدوله السناريه ثم دخول الأتراك السودان ثم التماذج الهائل الذي أحدثه اختلاط قبائل السودان عند قيام المهديه والذي أعقبه دخول الانجليز السودان ووضع لبنات الدوله الحديثه ونشوء مجتمع متمدين عماده المثقفون والعاملون بدواوين الدوله وكل فتره من تلك الفترات آنفة الذكر أضافت للعاميه السودانيه ووسعت قاموسها الفضفاض أضف إلي ذلك تأثير الدراما بشقيها السينمائي والتلفزيوني العربي منها والاجنبي فضلا عن الانصهار والتصاهر مع الأقباط والشوام والاغاريق والجنوبيين والوافدين من غرب أفريقيا واجناس أخري ويكفينا استدلالا بعثمان ابوبكر دقنه العظيم وهو كردي من ديار بكر وعبدالكريم الكابلي الفطحل ذا الجذور الافغانيه ..
نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى