الأعمدة

(فقدت امدرمان الرجل القوي شبك) … يوميات محمد فرح عبدالكريم

فقدت امدرمان رجل قوي من أبنائها الا هو سليمان احمد التوم اسمالشهرة (شبك) من الأسر الامدرمانية العريقة السكن شارع الكاشف يفصل حي الركابية وحي العمدة جنوب، جوارهم يسكن عمنا شيخ الضوء شيخ الحارة وايضا تسكن شمالهم أسرة الشاعر التجاني يوسف بشير وأسرة دوليب، الدكتور أمام دوليب لاعب الهلال وطبيب الفريق القومي وشقيقه الشاعر السر دوليب وقتها امدرمان اغلب مبانيها من الطين في ايام الخريف البزبل مسكنه بالزبالة يعتبر من الاغنياء والحياة بسيطة اغلب سكنها من الحرفين.
ولد الراحل شبك في هذه المنطقة والده احمد التوم شاهدنا ونحن صغار يطلق عليه السقاي كان يحمل على كتفيه جوزين من صفائح الماء يتحصل عليها من بئر زريبة (خضر ) موقعها شارع كرري جوار منزلنا بحى المسالمة شرق بها حطب وفحم كانا يشكلا ثنائية للوقود لأهل أمدرمان انذاك، عمنا احمد التوم يحمل الموية للسكان في الحى يملا بها الازيار في المزيوه ولا يخلو منزل منها وتشكل الثلاجة بنقاط الزير ويضع عليها جنا الجداد ونجد جنب المزيره التكل به الدوكة والقرقريبة والطايوقة والخمارة المشلعيب الدانقة بالشعبة المرق الكبير يتوسطها والمستراح والراكوبه وزريبة الغنم ان شاء نتحدث في مقال قادم عن هذا التراث وعن (امدرمان القرية) اغلب هذا العمل الذى يقوم به عمنا احمد التوم مساعدة وعمل خير للجيران وأهل الحي الذى شب عليه ابنه سلمان شبك كان يشارك اهل الحى ايضا في الافراح والاتراح مثال لذلك عندما يكون في زواج بالحى جمع عدد من الأولاد لنصب الخيمة وتركيبها وكذلك في الاتراح وفى دفن الموتى دائما يتقدم الصفوف بدون ضوضاء ولا إعلام كان هو ادرى واسرع ما يقوم بهذة المهمة يذهب للمقابر بنفسه لإعداد القبر يقوم بالحفر بل كان بارعاً في تحديد وحفر ود الأحد بشكل هندسي ممتاز اكتسب خبرة لمداومته بهذا العمل كما ساعده في ذلك كانت مهنته بناي ماهر يطلق عليه المعلم والضرقام من قوة تحمله للمحن والصعاب كما لم يكن هناك حرج في المواعيد وقته متاح حتي لو كان الثلث الأخير من الليل في دفن الموتى وكان يتاسى بسنة رسولنا الكريم في استعجال دفن الميت كما كان يسعد بذلك دى حال أهل امدرمان من التكاتف والتراحم بينهم كان دائما يردد كلمة (القبر جاهز) وبعدها من المبادرين في اقتحام غرفة تجهيز الجثمان من الغسيل والكفن هو يعرف كيف يبدأ ومتى ينتهى اي من الألف إلى الياء يقوم بكل العمل الجليل في صمت تام وهدوء لا تسمع صوته كما تصحب علو الأصوات والتوتر احيانا في مثل هذه الحالات وكان رياضياً لعب لفريق حى العرب بامدرمان فريق عريق مع ابن الحى يعقوب حطبة حارس مرمى والد حاج موسى الطاهر صاحب عربة تاكسي يكنب علي ابوابها وعبارة (ياحباب رفقا بالباب ويقول ده نظامه هو ناس تاكل كسرة بموية وناس تاكل حمام )
ومن ابداعاته شبك لابناء الحي لم شملهم كون لهم فريق كرة قدم أطلقوا عليه فريق البرازيل كانت وقتها طالعه في الكفر ضم شباب الحى حقق انتصارات علي فرق روابط امدرمان ورابطة المسالمة ذكر من لاعبيه صديق سلامة واحمد كجلات انجليزى واليوم قرشي وشقيقه عامر والفاتح عبد الكريم وفاروق ابو داود مهدى قلي مصطفى محمد على إدريس وازهرى الصادق والزين الحورى والزين سعد ومروان محمد احمد وآخرين وأغلبهم لعبوا لفريق الزهور وكلهم كانوا مبدعين كما كان اغلب حال أهل الحي والاحياء المجاورة والذين سبقوهم على سبيل المثال أمام دوليب والياس عبد الرحمن وشرفي وبرعي احمد البشير محمد عربى هاشم محمد عثمان واسامة اغا وزه وحبشى ود البليك وفريق البرازيل الذى كونه شبك كان يلعب في الخلاء بمقابر البكرى قبل ذلك بسنين كان الظلط حتى نهاية شارع كرري وحي العمدة بدونه وعندما تزوج شبك ذهبنا معه مكان الزواج الحارة الأولى الثورة كانت جديدة المباني بالعداد بدون نور الإضاءة بلمبات الجاز والرتينة وايام العرس كان سبعة شارك في الغناء الفنان محمد جعفر من حي المظاهر رغم شهرته في حفلات الأحياء لم يتقدم للإذاعة وكان احمد الديب الحكم يغنى هاوى كنا ذهاباً واياباً كداري زعم المشقة كانت امدرمان سلام وأمان قالها شاعرها عبد الله محمد زين و بالهجمة تغير حالها حتى ما وصلت اليه أصبحت ركام.
اللهم ارحم شاهرها وارحمها وارحم ابنها البار سلمان احمد التوم (شبك) رحمة واسعة واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون واجعل العمل الجليل الذى قام به نحو مواطنين الحى وأهل امدرمان في ميزان حسناته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى