الأعمدة

ثرثرة حول ظلال الراحلين علي المك وابو داؤد الجزء الأول

بعد الترحم علي روح الفقيدين المك وأبو داود ويذكر برعي له حسن الثواب
ابو داؤد وعلي المك فقيدا الأدب والكلمة/ الشعر والقصة والفنون والنكتة والبديهة الحاضرة وشجن الحديث وشجئ الغناء وشموخ الطرب وسماء الخطابة وروعة الكتابة وجمال التهكم وفرح السخرية المستطابة ..
ويكثر الحديث ويحلو كلما جاءت سيرتهم العطرة وتتعالي ذكريات عطرات بالهوى
استهل بعدي من دياركم ابو داؤد والمك رغم قربها وكلنا بعد ساعة الي الله منقلبون .. استهلها برائعة الغائب الحاضر عبد الرحمن الريح
بعيد الدار
بعيد الدار طال بي بعدك
متي يا مولاي تنجز وعدك
بعيد الدار
متين ياظبي تكون حاس بي
تزيل البي .. انا في عرضك..
بعيد الدار
ويتساءل بروف علي المك:
ابظلالها تتميز الأشجار ام بثمارها !!فيجيب ابو داؤد بعزوبة دافئة برائعة علي المساح لكم الرحمة جميعا :
غصن الرياض
يا غصن الرياض المايد
يا الناحِلني هجرك وانت ناضر وزايد
تهجرني ليه.. وأنا ليك رايد
يا غصن الرياض المايد
ما أظن عن غرامك لو أموت ما احايد
سهران ليلي طال والعينين
صِحن ما _ هجايد
تعبان قصدي ليمك وإنت ناضر وزايد.
وهنا يتساءل بروف علي المك:
ابالحانه العذبة المتفردة تميز المغفور له برعي محمد دفع الله أم باختياره لأبو داؤد لمشاركته في إيصال هذا الشجن المشبع خرافي الاندياح مع صياغتة لحبات ذلك العقد اللؤلؤئي المتفرد المورث لشعب الخليل شيبا وشبابا جيل بعد جيل !!
ويضيف بروفسور علي المك متعجبا ! :
تري ماذا لو ان الكائنات فقدت ظلالها !!!
ويرد ابو داؤد واقفا للذات العلية وينشد لابن الفارض:
أنتم فروضي ونفلي..
أنتم حديثي وشغلي ..
ياقبلتي في صلاتي
اذا وقفت اصلي
الله .. الله
عرف ابو داؤد مع ولعه للطرب والتطريب بنفحاته الصوفية وعشقه وحبه لمدح الرسول عليه الصلاة والسلام مازالت احتفظ ببعض شئ من مكتبتة الصوفية التي كان يختار منها بعض مدائحه ومنها كتاب الإمام البوصيري الذي كان له رفيق وانيس وجليس مع ديوان ابن الفارض لهم الرحمة جميعا.
لابو داؤد في مكتبة الإذاعة كثير انشاد للإمام البوصيري أذكر منها البردة الهمزية في خمسة اجزاء .
تنتهي صلاة ابو داؤد وابن الفارض والبوصيري ولكن لا تنتهي تساؤلات بروفسور علي المك عن الطبيعة الكونية وعلاقتها بنا نحن وبالاشياء وبظلال الكائنات والجمادات
ويسأل المك في حيرة :
هل يستقيم العود والظل اعوج ؟
ويمتنع ابو داؤد عن الإجابة لانشغاله في ورشة شجن استمحان النغم المباح ورفيقه مبارك المغربي ورائعته
نسمات الشمال .. كان انشغالهم في البحث عن ذلك الحبيب الغائب
ويغرد ابو داؤد :
هل يفيد الاسي والنواح !!
ما بيفيد الاسي والنواح
اين ذاك الباسم الصدود ..
هل نساني وخان العهود
فاض غرامي وفات الحدود
السعادة تعود لو يعود .. غبت عني
امتي الوصال !!.
كان بروفسر علي المك يشبه رفيق دربه ابو داؤد بالفنان وداعية السلام الأمريكي الأسود بول روبنسون المتوفي في أوائل السبعينيات كانا الاثنين يتصفان بطول وضخامة القامة والصوت الجهوري وكانت لهما المقدرة علي امتلاك قلوب كل من يحضر لمشاهدتهما والاستماع لهما بالإضافة لاشتراكهما في سمرة البشرة المائلة للسواد اكثره.
وحين تحضر السمرة يحضر ابو داؤد بقوة شجن الكلمة ويبحث عن شامخ الحقيبة محمد البشير عتيق ويجده في ايقونة درر الحقيبة اول نظرة لهم الرحمة جميعا ..
ويلتقيان في عشقهم للسمرة ويطربنا ابوداؤد:
من اول نظرة ..
فيك ياذو الأمرة عاجباني رشاقة
تبسيمة وضمرة
في لونك سمرة
وفي عيونك خمرة .. الليل والقمرة
ضدين اجتمعوا.. لي قامتك رنعوا
ولي ثمارك ينعوا.
تغني الراحل المقيم ابو داؤد لكثير من شعراء الحقيبة والحديث لكنه كان يعشق درر عتيق وعمر البنا وعبد المنعم عبد الحي والطاهر محمد عثمان وإسماعيل حسن وعبدالرحمن الريح لهم الرحمة جميعا آمين يا الله
مازلنا في ثرثرة شجية بصحبة الراحلين علي المك وابو داؤد لهم الرحمة والمغفرة
هذا هو الجزء الأول في الغالب سوف انشر الجزء الثاني والثالث لو ربنا احيانا والموت خلانا .
اقف هنا احبة الكلمة واواصل في الأسبوع القادم باذن الله
إحترامي والتجلة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى