الأعمدة

الثقافه السودانيه وما تفرع عنها من آداب وفنون 9 … بقلم محمد دنقلا

ذكرنا سابقا أن الفنانين الاوائل تجشموا رهقا كبيرا كان مخاضه قبول المجتمع بالفن كرساله وبالفنان كعضو فاعل في المجتمع وما كان ذلك ليكون لولا الموهبه الكبيره وصدق العزم كما فصلنا.
بعد أن سجل عبدالله الماحي الاسطوانه الأولي بالقاهره1928 خرج الاستماع للفن من بيوت الافراح والتجمعات العامه الي القهاوي وبيوتات الطبقه الراقيه ثم بدأت الهجرات تتري صوب القاهره بعد نجاح الاسطوانه الأولي،يُذكر أن الانجليز وخوفا من شعارات الوحدة مع مصر حاولوا منع الفنانين من السفر إلي القاهرة بذرائع متعددة ،منها
إشاعة أن الفنان يفقد (صوته) الي الابد بمجرد الانتهاء من التسجيل مستغلين سرعة سريان الاشاعه أواسط (المجتمع السوداني) لكن ديمتري البازار المُدرٍك لطبيعة اهل السودان والصفات التي تتسم بها قبائله
آثار حفيظة التحدي في روح الفنان عبدالله الماحي( الجعلي) الذي قبٍل وسافر إلي القاهرة برفقة البازار وتبعه آخرون وربما ضاع ذاك التراث الثر لولا حٍنكة ودهاء
البازار وشجاعة عبدالله الماحي.
الفنانين القدامي عانوا ايضا من تنمُر
الصياع والسكاري ومحاولاتهم اثبات الذات
عبر إشاعة الفوضي في ليالي الافراح وتلك ايضا كانت ظاهرة دائمة التكرار تغلب عليها كرومة وسرور بالذات بردع المعتدين وضربهم حتي توقفوا عن إنفاذ مخططاتهم
وتلك ايضا كانت مساله يمكن أن تعيق تطور الفن وتمنع أو تُبطئ قبول المجتمع به لأن مشاكل بسيطه آثارها بعض الغمار في مجتمعنا عصفت بأفكار كبيره ومثل هذا التشويش المتعمد لا زال موجودا في المجتمع السوداني بصور متعدده اختلفت باختلاف الازمنه..
بعد اعتياد المجتمع علي اسطوانات الفونوغراف
ودخول الراديو الكهربائي شرعن المجتمع
الفن وقبٍل به صاغرا ولك أن تتخيل أن شيخا بقامة العارٍف قريب الله اُغمي عليه حين سمع كرومة ينوح في هدأة الليل..
يا ليل ابقالي شاهد
علي نار شوقي وجنوني..!!!..
اظن ان تلك الواقعه مثلت تحول برزخيا في تاريخ الفن السوداني ووضعت كرومه وسط دائرة الضوء تماما.
كرومة الطامح المُتصاعٍد لم يتوقف عند هذا الحد بل اجتذب شركة تصنع العطور للتعاقد معه ووضعت الشركة صورة كرومة النجم علي قوارير عطرها..
انظر بالله عليك كيف تولد الابداع من رحم المعاناه
نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى