الأعمدة

ثم ماذا بعد غزوة الجزيرة !

في سنة من سنوات حكم الرئيس الراحل جعفر نميري وكان في ذلك الوقت على عداء سافر مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ..أن اغارت طائرة عسكرية ليبية عابرة كل هذه المسافة لتضرب محطة إذاعة ام درمان وقد سقطت بعض الشظايا قريبا من منزل الراحل الامام الصادق المهدي المجاور لحوش الإذاعة والتلفزيون والمسرح !
فعلق الفنان الراحل عبد العزيز محمد داؤد بقوله ساخرا
( والله البلد دي لو كان حارسها سبت دودو كان تمكن من صد هذه الهجمة )
في إشارة إلى أشهر حراس المرمي في ذلك الزمان كابتن الهلال والفريق القومي ..طيب الله ثراه .
يا ترى ماذا كان سيعلق ابوداؤد لو قدر له أن يعيش حتى يرى فضائح قدلة ورل الدعم السريع المشاغب في غياب تمساح الجيش العجوز عن حراسة مداخل ومخارج الولايات والحاميات ..وهاهو ذلك الورل المغرور ولأنه بلغ درجة من الاستخفاف باي احتمالية للتصدي له قبل أن يتحرك او يبلغ أهدافه ..يتجرأ بالامس على اختراق الفضاء الشرقي الرابط بين ولايتي الخرطوم والجزيرة في خطة يبدو أنها لم ولن تنتهي بهذا المدى من التوغل الذي ارعب الناس الأبرياء في تلك الانحاء وكذلك سرد من جديد أعدادا من الذين ظنوا أن مدني ستكون عصية على الغزاة وهي التي كانت ملاذا لمئات الآلاف من النازحين الذين فقدوا موئلهم في العاصمة بعد ان استباحها الجنجويد وفتحوا الطريق للصوص من بعدهم لإكمال الناقصة حتى أصبحت الكثير من احيائها أما اوكارا للمستوطنين الجدد وأما خرابات ينعق فيها البوم .
وكل ذلك يدعو لاعلاء صوت العقل لينطلق مجددا من لسان كل حادب وطني مخلص و يدعو صادقا لوقف هذه الحرب بالوسائل السياسية والتفاوضية المثلى من الداخل أو حتى الخارج حفاظا على ما تبقى من مواطيء الأقدام التي لم تدنسها بعد أحذية هؤلاء الانذال الذين لم يتوانوا ولن يتورعوا عن التمدد في كل مساحة مرمى لا يجدوا فيها حارسا في براعة سبت دودو أو خفة حركة حامد بريمة ..عليهما الرحمة .
و التحليلات المحذرة من هذا الخطر الماثل في مخيلة التشاؤم تقول إن الدخول الى عمق الجزيرة ماهو الا محاولة لعزل بقية الولايات المجاورة باعتبار أن موقع هذه الولاية الوسطى كمعبر رئيس تربط طرقها القارية الكثير من المدن شرقا حتى بورتسودان ..بالقدر الذي يجعل من اقتحامها يشتت من انتباه الجيش ومن ثم لتسهل على قوات الدعم السريع للإتيان من الظهر إلى ولايات نهر النيل والشمالية ومنها إلى البحر الاحمر لتحقيق أهداف عبثية و انتقامية لا تخفى على أحد !.
فهل سننتظر تلك اللحظة حتى نستفيق في ذات صبح دامس لنسمع أن مروي أو دنقلا أوالقضارف أو كسلا ومن ثم بورتسودان إما أنها سقطت حربا أو تسليما أو أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سلاح التمرد ..لا قدر الله ..لتنطلق طائرات الجيش بعد فوات الاوان و تتبعها صيحات من يقاتلون بحناجر التحريض وبلمس الاصابع على مفاتيح الأجهزة الرقمية وهي البعيدة عن النار فتنفعل تحميسا وحضا على البل والجغم بتلك التبريرات الفطيرة التي لن تحرر قطية أو تأوي مشردا .. !

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى