الأعمدة

في بيتنا دكتورة

الفتره التي عملت بها بصيدلية ديوان الزكاه بمدينة المناقل،كانت من اجمل الفترات التي قضيتها في حياتي،وكان لها اثرها الطيب فيما بعد، وكان اثرها تمحور في شقين اساسين،الاول انساني والاخر معرفي وثقافي.
بالنسبه للشق الانساني،فقد تزامن عملي بالديوان مع بداية التسعينات من القرن الماضي،ولاول مره اقف فيها علي الحجم الكبير والتمدد المخيف للفقر في اوساط المجتمع السوداني والذي بدا يهتز بفعل الضربات المميته التي كان يوجها النظام الفاشي للاقتصاد الوطني وتحويل كل بنياته الي منصات للانطلاق لتحويلها لمنفعة التنظيم واعضائه المبجلين،ورايت لاول مره ماهالني من اصطفاف الناس اما بوابات ديوان الزكاه وصيدلياته لتلقي الدعم،وقد كان الديوان في ذلك هو بؤرة شعاع وملجأ للمساكين وقد ادى دوره علي اكمل وجه،ولاول مره اتعرف عن قرب عن معاناة الناس مع الامراض وخاصة اصحاب الامراض المزمنه والدائمه،ولاول مره المس معاناة مرضي السكر،وماذا يعني ومما يعاني وكيف يقضي يومه وماهي المخاطر التي تحيط به من كل جانب واثرها علي حياته وخاصه انه اي مرض السكر يصيب جميع الاعمار وفيما مضي كان معروفا كمرض وراثي قبل ان يتحول لمرض شائع يصيب الجميع ولاسباب تحتلف من شخص لاخر،ايضا وقفت علي معاناتهم للحصول علي الانسولين الذي يرافقهم في جلهم وترحالهم،اذكر انني انشات جمعية اصدقاء مرضي السكر تعني بنشر ثقافة ضرورة دعم المرضي ،هذا بخلاف الامراض الاخرى والاوبئه التي تجتاح بلادنا في ذلك الوقت،توقفت الصيدليات وتمت تصفيتها وقد كان قرار كارثي.
الشق الثاني والمتعلق باستفادتي من العمل بالصيدليه،هو وقوفي علي كل الادويه انواعها وشركاتها واستعمالاتها واثارها الجانبيه وكيفية استعماله والامراض التي تعالجها،وفتح لي افاق معرفيه افادتني فيما بعد ان اكون مرافقا ايجابيا لاي مريض اعوده او ازوره بتقديم خدماتي في حدود ما اعرف وحتي داخل الاسره والعائله،واعتقد ان نشر التوعيه والتثقيف الصحي هو عامل مهم جدا لكل انسان واسره للوقوف علي المعرفه التامه باستعمالات الادويه وكيفيتها التي ستجنبك الكثير ،وفيما مضي كانت جمعيات الهلال الاحمر في المدن عامه وفي المناقل خاصة تهتم بهذا الجانب في عمل دورات تدريبيه في التمريض واذكر هنا بالخير الاخت تقوى كمبال فقد كانت من اوائل من اهتم بهذا الجانب في الانخراط في هذه الدورات وتنظيمها،وفعلا تخرجت دفعات كتيره ساهمت فيما بعد في العمل في هذا المجال،كما ان كل المتدربين كانوا عونا لاهلهم وذويهم المرضي،ولاننسي برامج التلفزيون القومي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي مثل برنامج حياتنا الذي كان يقدمه الدكتور ابوعبيده المجذوب ومساهمته الكبيره في نشر الثقافه الصحيه.
ان يكون في بيوتكم طبيب او طبيبه فهذه نعمه ستكفيك شر كثير من المشاكل،وهنا كاسره كنا محظوظين ان تخرج من بيننا ابنتنا طبيبة امتياز ممتازه(د. الاء صلاح مختار)طبيبة الامتياز بمستشفي الحصاحيصا والتحيه عبرها لمدير المستشفي والاختصاصيين ونوابهم في جميع التخصصات الذين تلقت علي يديهم ومازالت كل اسرار المهنه،مما اهلها في ان نجدها بيننا وفي احرج الاوقات كطبيبه سيشار لها بالبنان،شكرا (الويه) شكرا (دينا) للتامين،واتاحة الفرصه لان اعيش حياه سعيده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى