الأعمدة

جئنا نفتش الماضي ام المستقبل !

الحياة على المستوى العام أو الخاص تنقسم مراحلها بعفوية إلى ثلاثة أجزاء الماضي والحاضر والمستقبل ..وحيث ما مضى هو حقيقة عشناها ولن تعود باي شكل من الأشكال فإن الحاضر يصبح وهما كالظلال التي لن تلبث ان تغوص في مساحة الجسد متى ما عبرت عليه الشمس في تعامدها ..ويظل المستقبل هو الهم الشاغل لبني البشر ككائن حي يفكر ويتدبر بين الخوف من الفناء والغفلة عن تلك اللحظة التي ستأتيه ولكن متى لا احد يعلم وهذه حكمة بقاء الامل في نفس الإنسان فتراه مجتهدا مكدا وكأنه سيعيش ابدا !
وهكذا اخذتنا الاحلام نجوب ارض الرحمن الواسعة نبحث عن الرزق حينما ضاقت بنا سبله في خصوبة تربتنا رغم وفرتها ولكنها ضنت بحكم عدم الرؤية الثاقبة لإدارتها .
أن تغيب عن وطنك لمدة تفوق سنوات عيشك فيه فذلك لن بنسيك انك محض غريب مهما ملكت من وسائل العيش المريح فلا ينفك الاحساس الداخلي يشدك إلى منبت جذورك وان كانت الفروع أو الاوراق قد شربت من ماء الغربة و تشبعت من هوائها الرطب و اغتسلت بشمسها اللاسعة .
كالطائر العجوز وجدت نفسي بعد أربعة عقود احاول تحريك اجنحتي المجهدة الريش لاحلق في رهق نحو فضاءات العودة من ماض في غربة متعثرة السنوات إلى مستقبل مجهول القسمات في وطن يتلقاني ببسمة صفراء مبهمة وكأنه يسخر من عودتي في زمن هو نفسه يشكو من وحشة الضياع ..فاعاتبه بدمعة حرى تنسكب من عيون مفزوعة من بشاعة المنظر …وأساله في حيرة وحسرة ومن سيبنيك غيرنا ..فيطاطي رأسه في اسي وخجل ..أسال من دمروني وقد تاتي الإجابة التي قد لا ينتظر قدومها من هم في وهن سيقانك ..ولكن عسى أن يتلقاها جيل غيرك و لا عزاء لاهل الماضي و لأن ظلال الحاضر ستنحسر في أجساد. واقعها الاليم تحت الشمس ..فالتعويل يكون على شروق الغد ولكن كيف و يبقى السؤال حاضرا و لكن مواقيت الإجابة قد تتمنع قليلا في غيابها !

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى