الأعمدة

مالك عقار ..القندول الشنقل الريكة !

على إثر القرار الاحادي الذي أصدره الفريق اول عبد الفتاح البرهان بإقالة الفريق اول محمد حمدان حميدتي من منصب نائب رئيس مجلس السيادة وتعين الفريق مالك عقار رئيس الحركة الشعبية شمال في ذات المنصب ..تلاحظ ان تحولات كثيرة ليس على مستوى مجريات الحرب الدائرة رحاها بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع المتمردة عليه بل وعلى مستوى المواقف السياسية والتحالفات التكتيكية التي فرضتها هذه المرحلة المفصلية والحرجة في تاريخ البلاد .
فتعيين القائد عقار الذي اعلن حياده دون الانحياز لاي طرف من قطبي هذا الصراع العسكري الدامي والمدمر وقال إنه سيسعى بكل جهدة لإخماد هذا الحريق وتوجيه الحل ناحية مسار التفاوض .
غير انه من الواضح ان تعيين الرجل قد شكل مفاجاة داوية لاركان حرب البرهان المقربين الذين كانوا ياملون ان يكون بديل حميدتي واحدا منهم والمقصود هنا اعضاء المجلس السيادي العسكريين.. الفريق كباشي والفريق العطا والفريق جابر ..لذا فقد سارع البرهان إلى امتصاص غضبهم بترضيات شكلية إذ جعل من الكباشي نائبا للقائد العام للجيش بينما اوكل لكل من العطا و جابر مهام مساعدي القائد العام .
كما انه مثل صدمة ايضا للإسلاميين الذين يديرون هذه الحرب من غرفة تنظيمهم الخلفية القريبة من خندق قادة الجيش التي سرب اسرارها الاسيران انس عمر و محمد علي الجزولي و هو تسريب باعد ما بين البرهان شخصيا مع تلك الجماعات ويبدو انه حاول التنصل من ورود عمليات التنسيق بينهما خشية ان يضعف ذلك التقارب من الدعم الشعبي له وبالتالي يجعله في مواجهة مع الجهات الإقليمية والدولية التي ترعي المفاوضات في جدة وتتحسس من دخول تنظيم الإخوان المسلمون إلى جانب الجيش مما يهدد بخلط الاوراق ويؤدي إلى إضعاف ثقة الوسطاء في مصداقية قائد الجيش الذي يريدهم ان لا يعتبروا قوات الدعم والجيش في كفتين متعادلتين في المسئولية عن الصراع .
ولعل هجوم قناة طيبة المحسوبة على الاخوان خير دليل على نقمة التنظيم على البرهان باعتباره غير موثوق في تحالفه معهم و يشكل تحولا دراماتيكيا في دعمهم له شخصيا بالرغم من تظاهر الحركة الاسلامية بثبات تاييدها للجيش في حربه ضد الدعم السريع !
وليس ببعيد ان يكون تعين عقار تجاوزا لاعضاء المجلس السيادي من ابناء دارفور الطاهر حجر والهادي ادريس وكذلك جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي ان يكون في ذلك إشارة تعبر عن غضب البرهان الذي كان يتوقع موقفا عسكريا مساندا له في حربه مع القائد الدارفوري حميدتي بالقدر الذي جعله يلقي بظلال الشك ويفسر ذلك الموقف سلبيا لا يطمئن با يغلب الجانب الجهوي في لحطة ما مصالحه الذاتية و يجعل القيادات الدافورية تقلب عليه اي البرهان ظهر المجن متى ما شعروا بتقدم قوات الدعم السريع في الميدان مركزيا وولائيا ..طالما ان ذلك سيوفر لهم الضمانات باحتفاظهم تلقائيا بمكاسبهم التي حققتها لهم اتفاقية جوبا ..لاسيما وان حميدتي هو الذي مهرها بتوقيعه معهم بعد ان ترك له المفاوضون المحبرة والريشة اثناء تلك المفاوضات !

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى