الأعمدة

الاستاذ امام عبدالنبي النور: صفحات حافلة بالعلم و التجربة

تجرعنا قسوة اليتم وكان هو بعذوبة حديثة الجاذبة وشفافيته. اصبغ علينا حنوا بطريقته الصارمة والحازمة أبوه يلائم بها تمزقنا. تفتتنا وتبعثرنا في مطلع الستينات. ا/أمام عبدالنبي النور
كسب الرهان وهو المشرف السياسي والتربوي للنيل الأبيض. في زمن مايو،وهو المعلم ذو المشاعر الإنسانية المحتفظ باخلاقة الريفية وملامحة الودودة وقد ادي رسالته علي اكمل وجه رسالة معبرة. وأحلام وآمال عريضة راح يواصل منهجه. وهو خريج بخت الرضا
مكتبتة الزاخرة بشتي ضروب المعرفة أتاحت لنا الكثير من الطرق والدروب للأفكار الجديدة والنيرة في زمن وجيز. والصعاب تلفّنا من كل جانب كريح بأرض بقاع. ولعنا الزائد بالاطلاع وشغفنا الأكيد بالقراءة في الليالي الشتوية الباردةالطويلة. وتحلق زملاؤه وطلابه حوله في بخت الرضا.مبروكة. الدويم الريفية. قلي ود رجب. قلي الهبيك. ودشمام. الوساع المدرسة. الحي يشوف. السريو وأم دوم. لم ينفضوا من حوله تقديرا لاحكامه النيرة واحتراما لسلوكه المميز وخدمته لهم. صالونه عامر بالضيافة والثقافة والأدب. من تلاميذه الوزير محمد ادم احمد سعيد والشاعر محمد الريح الطيار محمد ادم السقا المسرحي عيسي تيراب والممثل سيد سنوسي دكتور عمر بليل ويحي محمد احمد الحلو
وكثير من الاقتصاديين ورجال الاعمال هذا علي سبيل المثال وليس الحصرتوازنه .وسطيته حبه للاستقلال والحرية والديمقراطيةالف القلوب حوله. مما جعل أرواح طلابه الكثر تتعلق به. لقد جعل للحياة معني في ناظريهم وجعلها محببه وتستحق أن تعاش. لإمكان للانتهازية. المراوغة أو النفاق. حبه لتجويد عمله. أداء لمهمتة باتقان .جعل ليالي من حوله تفيض بالشجن.
شيد عشرات المساجد بدار الجمع والشنخاب وهانحن بعد مرور السنوات استعصي علينا فهم صرامته. تشدده. وتعنته أحيانا. لقد سهل لنا مصاعب الحياة بهذا الود الجارف. وهانحن اذا ما حققنا شيئا بفعل مدرسته الصارمة لحد العناد. كان مولعا بالرايء والرأي الآخر. وراق لنا استبصاره ودقة حدسه ومواقفة الصلبة إزاء الخصوم. الجرأة في الرأي والحداثة ويمكن القول بتقدمية وواقعية شكلت حياته الزاهية والمفعمة بالخير. انتصاراته في المعارك التي خاضها وابتعاده عن الخبث والحسد منهجا سار عليه. كان رياضيا بارعا ومسرحيا يجيد التمثيل وفي منتصف الستينات كانت بصيرته العميقة والناجزة أخرجت طلابا وشبابا يافعا من العتمة الي النور. ثمة أشياء كقوس قزح لاتمسك طيبة متناهية وايثار استطاع بهما أن يؤثر في أجيال متتالية ساهم في تعليمها معني الوفاء. فهو عبقري يمتاز بذكاء نادر. يشكل وجه الطفولة العذب بخطوط لاتمحي. ويعرفحماعي مواهب تلاميذه ويشجعهم لايستطيع ابدا امساك انصاف الحلول جاب أطراف السودان القصية معلما صغيرا بطموحات كبيرة. تراكمت رؤاه بالاطلاع والمعرفة وحمل هموم الوطن سياسيا اجتماعيا وشعبيا دون تفريط فكان له مكانة في قلوب محبيه وعارفيه. وعندما هبت رياح التغيير والسنوات لم يخضع ولكنه واصل بناء الروح وبني المساجد والمدارس وفي سعيه للتجويد كان يكشف الخداعات المتلونة ويدرك انه يمتلك تجربة عميقة تمتليء بنظريات ومناهج وان لم ينقصه الخيال. موضوعيته جعلته سائغا. هو مبدع علي طريقته. الخاصة خطة الجميل المموسق. ممارسته للمسرح والرياضة في شبابه ساعدته كثيرا. عي سجيته شيد من القلق أغنيات لاتزال تشدك لجيل الإداريين الأكفاء الذين بنوا السودان. حسه الصوفي وتلك النفحات جعلته يفهم الدين علي حقيقته ولاباس من كسيه بالروح السودانية. وبنجابته وكونه ودودا رسم لوحة زاهية من الحب والوفاء. عرف تخلف مجتمعه وسعي لتعليمه وتغييره فكان له ما أراد. تبوأ طلابه أكبر المراكز فمنهم العالم.والاداري والطبيب والمهندس والمحامي والوزير والصحافي والشاعر. يؤكد زملاؤه أن عشقة الأول الوطن وانسانه والرياضة والقراءة .وقبل ذلك فطرة دينيه عصمته من كثير من الشرور. احاديثة الممتعة والساحرة. حكمه والامثال وامتحاناته واختباراته والغازة التي لازمان لها كانت تثير الدهشة. لقد كان معلما شاملا غادرته العادية. كان يحب المسرح والأدب والإبداع ويشجع تلاميذه عليهما وهو الذي تتلمذ علي يدي أحمد الطيب. عبدالرحمن علي طه. الفكي عبدالرحمن. عبدالله الطيب. لقد تأثرت به أجيال عديدة وترك بصماته في أرواحهم وهم الان يثرون الوطن. يجعلك تفخر به لأن لا أحد يضاهيه أو يملأ مكانه. إنه من اؤلئك الناس المدهشين. سر تفوقه إيمان بالله .اخلاصه وذلك الصدق. لقد خطا خطوات واسعة في دروب المجد ودخل التاريخ من أوسع أبوابه بحماسه الدفاق وهو يمتطي صهوة الصعاب بثقة. سميت في كوستي مدرسة باسمه تكريما له سلوكة المشبع بالإيمان والايحاء. شخصيته الجاذبة ومظهره الأنيق. لقد فهم روح عصره فكان مزاجه وميوله تعبر عن هذه الروح. لقد عكس شخصية الريفي المتعلم والقروي الملتزم بكل حيوية والتزم في بساطته واحساسه بمعاناة الإنسان. حيث جسد الواقع بحساسية نادرة مزج فيها العلم بالخبرة لقد خط صفحات من المجدفي الحياة مؤثرة وفاعلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى