الأعمدة

ارتباك خطاب المنظومة العسكرية الرسمية !

اذكر تماما ومنذ اليوم الاول لانطلاق شرارة هذه الحرب اللعينة ..قد طالعنا رسالة باسم الفريق ياسين ابراهيم وزير الدفاع المكلف يناى فيها بنفسه عن المشاركة في هذه المعركة التي وصفها بانها لاتعني الجيش في كثير او قليل بل وقال صراحة انها محض عبث مفتعل يخص عناصر النظام البائد و من يتبعون لهم من الضباط الإسلاميين في المؤسسة العسكرية .
وقال إنه تعبيرا عن ذلك الراي وكموقف مبدئي فقد ذهب إلى مسقط راسه في مدينة ام روابه ليعتكف هناك !
لم يصدر من مجلس السيادة او قيادة الجيش ما يدحض تلك الرسالة او يشير إلى غير ذلك ..بينما اصدر رئيس مجلس السيادة قرارا بإقالة وزير الداخلية المكلف الفريق عنان حامد الذي اشيع بانه تولى في يوم الزحف الكبير وغادر البلاد في ظرف بتطلب وجوده لتامين الجبهة الداخلية التي غرقت في هذه الفوضى العارمة .
اليوم فوجئنا ببيان قيل إنه صادر من وزير الدفاع الذي يفترض انه معتكف اعتراضا على الحرب اساسا ..يطلب من العسكريين المعاشيين الالتحاق بمراكز استلام السلاح للمشاركة في محاربة الدعم السريع ولجم تفلتاته التي دخلت في لحم كرامة الوطن وتجاوزته إلى سحق عظام عرض المواطن .
ولكن لم تمض الا سويعات قليلة حتى باغتنا بيان صادر عن اسرة وزير الدفاع تنفي فيه علاقة الرجل بقرار استدعاء جيش الاحتياط المزعوم رسميا .
وفي غمرة هذا الارتباك ضاعت الحقيقة وسط تضارب هذه الخطابات وغيرها من البلاغات المتناقضة من قيادات المنظومة العسكرية الرسمية حول مجريات الاحداث وفي ظل غياب المسئولين شبه الكامل عن مكاشفة الامة التي ارقها الملل من تطاول نيران هذه الحرائق ..ولا احد يستطيع ان يقول او يعلم من الذي يدير هذه المعركة تحديدا على الجانب العسكري الرسمى او من الذي يصدر القرارات على قلتها..وجماعة الحركة الإسلامية يعقدون الاجتماعات على رؤوس الاشهاد و بخططون كما يحلو لهم الرقص على طبول الحرب و ينادون بتسليح الشعب بدعوى الجهاد من اجل حماية الانفس و المقتنيات وهو الذي لاقبل له بكيفية استعمال الاسلحة ايا كان نوعها !
بينما الآلاف من رجال الشرطة والاحتياطي المركزي وهم الذين تدربوا على الاقل على استخدام اسلحة الحماية الخفيفة والمتوسطة و يتقنون طرق فض المظاهرات و ملاحقة اللصوص. و المتفلتين ..نراهم يجلسون في المكاتب و المساكن دون استنفارهم بقرار ملزم لحماية امن المجتمع !
وهذا كله يؤكد ان إدارة الدولة يتنازعها اكثر من فريق متعاكس الاتجاهات و إدارة المعارك ايضا يبدو انها لا تخضع هي الاخرى لقرار موحد و هو إرباك سيمكن قوات الدعم السريع من ان تسدر في غيها و تعبث كما تشاء وتثير الرعب والخراب رغم تفكك منظومتها المركزية وتبعثرها طالما انها اطمأنت لعدم تطابق الرؤى او عدم تجانس قرارات القيادة في مواجهتها بالقدر الذي اجل كثيرا.. بل و باعد تباعا بين وعود الجيش و احتمال حسم المعركة لصالحه والشواهد عديدة للعيان واولها اختلاف الاقوال مع الافعال !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى