
* روما، رضوان علي الحسن






ومؤخراً، ارتدى **فينيسيوس جونيور** هذا القميص المقدس في غياب نيمار، وسجل به هدفاً حاسماً أمام باراغواي، ليقود “السيليساو” إلى كأس العالم 2026. لكن ارتداء الرقم 10 في البرازيل ليس شرفاً فحسب، بل مسؤولية تاريخية، واختباراً حقيقياً أمام عشاق السامبا الذين لا يتسامحون مع أي تقصير.
## **البداية: كيف أصبح الرقم 10 أسطورياً؟**
### **الصدفة التي صنعت التاريخ**
قبل 67 عاماً، وتحديداً في كأس العالم **1958** بالسويد، لم يكن الرقم 10 يحمل أي قداسة. الأرقام كانت تُوزع بشكل عشوائي، أو وفقاً لأرقام الحقائب، أو حتى ترتيب التسجيل في القائمة. ولكن الصدفة أرادت أن يحصل **بيليه**، الشاب ذو الـ17 ربيعاً، على هذا الرقم.
كان بيليه يرتدي الرقم 8 مع ناديه سانتوس، لكن القدر كتب له أن يخط اسمه بأحرف من ذهب بالرقم 10. سجل ثلاثية أمام فرنسا في نصف النهائي، وثنائية في النهائي ضد السويد، ليرتفع القميص إلى مصاف الأساطير. ومنذ ذلك اليوم، أصبح **الرقم 10 في البرازيل هو قميص القادة، المبدعين، وأصحاب العبقرية الخالصة**.
## **من خلف بيليه؟ رحلة الأبطال مع الرقم 10**
### **ريفيلينو: ساحر الكرة السوداء**
بعد بيليه، حمل الرقم 10 **ريفيلينو**، النجم الذي أذهل العالم في كأس العالم **1970** بضرباته القوية وتحركاته الساحرة. كان رمزاً للكرة البرازيلية في حقبة الستينيات والسبعينيات.
### **زيكو: البيليه الأبيض**
ثم جاء **زيكو**، الذي لقب بـ”البيليه الأبيض”، ليرفع سقف التوقعات. كان صانع ألعاب بلمسة سحرية، وقائداً روحياً للمنتخب في الثمانينيات.
### **ريفالدو ورونالدينيو: من المنافسة إلى العظمة**
في العصر الحديث، تنافس **ريفالدو** و**رونالدينيو** على إرث الرقم 10. ريفالدو كان المهندس العبقري في كأس العالم **2002**، بينما حوّل رونالدينيو الكرة إلى لوحة فنية.
### **كاكا: الأناقة والقوة**
حتى **كاكا**، الذي تميز بأناقته وقوته، أضاف لمسة مختلفة للرقم 10 في كأس العالم **2006**.
### **نيمار: الوريث الشرعي… والجدل الدائم**
ثم جاء **نيمار**، الذي حمل العبء الأكبر. موهبة خارقة، لكن إصاباته المتكررة وانتقادات الجماهير جعلت مسيرته مع الرقم 10 مليئة بالتحديات.
## **فينيسيوس جونيور: هل يستحق إرث الرقم 10؟**
الآن، يدخل **فينيسيوس جونيور** على الخط. بعد غياب نيمار، ارتدى القميص في 4 مناسبات، وسجل هدفاً حاسماً أمام باراغواي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: **هل يمكن لفينيسيوس أن يكون خليفة لهؤلاء العظماء؟**
الجماهير البرازيلية صعبة الإرضاء، و**الرقم 10 ليس مجرد رقم، بل هو عهد بين اللاعب وتاريخ البلاد**. فينيسيوس يمتلك الموهبة، لكنه يحتاج إلى **الاستمرارية والقدرة على تحمل الضغط**.
## **الخلافات حول الرقم 10: عندما يُهان الإرث**
لم يسلم الرقم 10 من الجدل. في نوفمبر 2019، أثار **ريفالدو** غضبه عندما منح المديرون القميص للوكاس باكيتا في مباراة ودية ضد الأرجنتين، بينما كان على مقاعد البدلاء. قال ريفالدو:
> **”كنت حزيناً جداً لرؤية ما حدث للقميص رقم 10… إنه قميص يحظى بالاحترام في العالم كله، وليس لكي يجلس صاحبه على الدكة أو يُستبدل بين الشوطين!”**
هذه الحادثة تظهر مدى **قدسية الرقم 10 في البرازيل**، حيث لا يُمنح إلا لمن يستحقه.
## **الختام: الرقم الذي لا يموت**
الرقم 10 في البرازيل ليس مجرد قطعة قماش، بل هو **رمز للإبداع، القيادة، والعظمة**. من بيليه إلى فينيسيوس، مروراً بزيكو ورونالدينيو، كل من ارتداه كتب جزءاً من تاريخ الكرة.
السؤال الآن: **هل سيُضيف فينيسيوس فصلاً جديداً إلى هذه الأسطورة؟** الوقت كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن الرقم 10 سيبقى دائماً **قميص الأحلام، والأساطير، والسحر البرازيلي الخالص**.