
“قالوا لي غادري الخرطوم بحري وخذي معاك أشيائك المهمة جداَ. قلت حقيبتي صغيرة.. لا تتسع للنيل الأزرق ولا حلتنا ولا شارع بيتنا ولا ذكرياتنا ولا المقابر التي بها أحب أهلي فحقيبتي صغيرة جداََ فغادرت بدون حقيبتى !!
أبناء بحرى الذين اجبرتهم ظروف الحرب على مغادرتها الى داخل وخارج السودان يعانون من الكثير من الصعوبات والمشاق وعلى راسها الشوق والحنين الى بحرى و ناسها و ترابها وكل مافيها . وشخصى الضعيف على اتصال بصورة متواصلة مع الاخوان والاصدقاء البحراويين فمثل هذه الاتصالات وتفقد الاحوال تساعد كثيرا فى التخفيف عن الام النزوح وفراق الاوطان . وفى مدينة كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة كما انشد الحلنقى رئيس جمهورية الحب كما يطلقون عليه كان لى اتصال بالامس مع صديقنا و اخونا باشمهندس شوكت عبدالرحمن الرمز البحراوى الرياضى الكبير وقطب نادى التحرير والذى اصبح عمدة وممثل بحرى فى كسلا حيث يجتمع يوميا مع اخوانه البحراويين مثل الكابتن عبده الشيخ و الكوتش طبيز ومؤخرا سعدوا بوجود الصحفى والاعلامى البحراوى الكبير احمد الامين وقال لى شوكت بانه بالرغم من جمال مدينة كسلا و حسن استقبال اهلها فانه لا شئ يمكن ان يعوض الابتعاد عن بحرى بكل ما فيها ! وقال لى والتاثر باديا فى صوته انه لم يكن يتخيل ان ياتى عليه يوم يكون فيه بعيدا عن بحرى ولا يمكنه الذهاب اليها فبحرى التى ولد و تربى وعاش ويعمل فيها لا تبارح خياله ولو لحظة وكما تغنى الرائع البحراوى الجميل الاستاذ محمد ميرغنى ” انا كنت فاكر الشوق يغيب لحظة واحدة عن فؤادى ” وقال لى انه يفتقد منزله فى كرش الفيل القريب من ميدان المولد و ورشته فى قلب سوق بحرى القديم شرق سوق الخضار و يشتاق الى نادى واستاد التحرير وكل ناس بحرى و حتى هواء بحرى الذى قال انه يختلف عن هواء كل الاماكن الاخرى , وفى ختام حديثه قال بنبرة كلها امل و رجاء اتنمى وادعو الله صادقا ا بان ارى بحرى مرة اخرى قبل ان اتوفى وان حضرنى الموت ان ادفن فى ترابها فى مقابر حمد وخوجلى .
نسال الله ان يمنح الاخ شوكت ( ابو مجيد) الصحة والعافية وطول العمر ويحقق امنيته برؤية محبوبته و معشوقته بحرى مرة اخرى
والى اللقاء