قراءة فى مسيرة تسعة وعشرين عاما من حكم الإنقاذ الحركة الاسلامية وحزبها الموتمر الوطنى – دكتور عصام دكين

(١).
مستقبل الحركة الاسلامية.
فى لقاء عابر جمعنى بالأخ الصديق العزيز الدكتور محمد المجزوب صالح استاذ العلوم السياسيه بجامعه النيلين والاخوين النبيلين الاستاذ اسامه فضل الله جامعه الخرطوم والأستاذ على محمد احمد جامعه القاهره فرع الخرطوم وشباب مجموعه الأحياء والتجديد دار بيننا حوار عميق حول مستقبل الحركه الاسلاميه. كما يسألني الكثيرين من الاخوه الاسلاميين واخرين كيف ترى عودة الحركه الاسلاميه او الاسلامين إلى المشهد السياسى ومن ثم الحكم او ماهو مستقبلها/مستقبلهم السياسى.
قلت لهم ان الحركه الاسلاميه السودانيه نجحت نجاح كبير لم تحققه مثيلاتها فى العالم العربى والإسلامي مع إختلاف البيئات حيث تحولت من حركه اسلاميه وسط الشباب والطلاب والنخب إلى حركه اجتماعيه رسخت الإسلام من مفهومه التعبدى فقط إلى منهج حياه متكامل وانداحت فى كل المدن والقرى والارياف وأصبح يدافع عن الإسلام كمنهج سائد فى الحياه عدد كبير من فئات الشعب السوداني.
* حيث اكدت الحركه الاسلاميه إلى نفسها والشعب السوداني ان الحكم الفردى من قديم اهلك الحرث والنسل وفرض الوان من الجدب العقلى والشلل الادبى فهو نقيض للاسلام فى كل مناحي الحياة لذلك حاولت الحركة الإسلامية بسط السلطه والثروة للشعب السوداني لكنها ايضا فشلت فى توحيده فانفصل جنوب السودان لانه كان يريد دولة المواطنة اى الدولة العلمانية واقرت بها اخيرا فى دستور ٢٠٠٥م لكنه جاء متاخرا واغرى الجنوبين كمية البترول المستخرج من اراضيهم وحق تقرير المصير خلال خمسة سنوات لم يتوقعها دكتور جون قرنق فى اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥م.
* اكدت الحركه الاسلاميه التى أصبحت تيار اسلامى عريض ان العقيدة هى الأهم ويجب المحافظه عليها من كل الوان الطيف الاسلامى اى كل اهل القبلة لذلك لم تدخل الحركة الإسلامية السودانيه فى صراع وجدال عقدى عقيم مع المجموعات الدينية الأخرى بل كانت تسعى لوحدة المسلمين فى السودان ونجحت فى ذلك لحدا ما وكسبت احترام الجميع او نقول اصبحت محايدة اتجاه قضايا الدين التى تفرق استخدمت المنهج التوافقى فهو منهج اقرب الى العلمانية الغير معلنه.
* اكدت الحركةة الاسلامية بعلميتها ان الاعتقاد فى المنطق القرانى نبت وسط حرية البحث والتأمل وطلب البرهان اى الدليل كما قال الله تعالى(ام اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معى وذكر من قبلى) الأنبياء ٢٤.
* اكدت الحركة الإسلامية ليس هنالك مجال لإلغاء العقل ورفض الرأى الاخر وفرض الإسلام بالقوة لابد من تبادل الحجج ونشدان الحقيقة وحدها لا مكان لتكميم الافواه وفرض وجهة نظر واحدة.
* الحركة الإسلامية الحديثة صاحبه صواب لا تهاب النقاش والحوار والحق فى كل المجالس والايديولوجيات وتحولت إلى تيار اسلامى عام وقف ضد الباطل رغم المضايقات والاتهامات الغير مسنودة، فكان الدكتور محمد على الجزولي والأستاذ حسن اسماعيل والشيخ ابراهيم الكباشي والشيخ نزار المكاشفى والشيخ الطيب الجد والدكتور فرح العقار والدكتور التجانى سيسى والقائمه تطول يدافعون بالمنطق والحجه أمام جبروت اليسار العلمانى المتطرف الارهابى ينادون بالحفاظ على هوية الإسلام والبلاد وسيادتها ووحدتها وشرعية سلطتها وبناء دولة المواطنة.
* ان عودة الاسلاميين ليست مهمه فى تقديرى وليست ضرورية لكن الأهم هو الحفاظ على السودان موحد لا مجال لانقسام السودان بسبب الدين اذا الوحدة مربوطة بالعلمانية علينا ان نعد علمانية ذات خصوصية سودانية والحفاظ على قيمنا واخلاقنا ومبادئنا وهويتنا الاسلامية والافريقية والعربية تحت سودان موحد فكل من ينادي بها ويدعوا لها يجب دعمة والوقوف معه حتى وان كانت الدعوة من ياسر سعيد عرمان بعد تخلية عن أفكارة المخالفة للمزاج السوداني.
* ان كان هنالك عودة للاسلامين ستكون مختلفة فى تقديرى فى محتواها وشكلها ومضمونها وبرامجها وشخصياتها وتأبة ومستغفرة من الانقلابات العسكرية لاغتصاب السلطة لكسب الشرعية والتى مصدرها الشعب عن طريق الديمقراطية الليبرالية.
* قطعا تجربة الإنقاذ تجربة انتهت بأيجابياتها وسلبياتها نتعظ منها ونعضد ايجابياتها وعدم تكرار سلبياتها فهى احدى تجارب السودان الثلاثة الدولة السنارية والدوله المهدية ودلة الانقاذ.
* الكثيرين من الاسلامين وانا منهم تجاوزوا محطة الحركة الاسلامية والان هم فى قطار التيار الاسلامى والوطنى العام المتصالح مع دولة الحداثة الملتزمة بالمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
* الان حركة الإسلام العام فى تقديرى تفوقت على الواقع الحالى فى السودان بقراتها للواقع المحلى والعالمى من خلال كتابها واعلامها وحديث قاداتها وانها اجرت مراجعات كبيرة وكسبت خبرة واصبحت تعبر عنها واجهات عديدة وفى تقديرى الان هى جاهزة لخوض مرحلة جديدة باجيال جديدة اكثر علما وتجربة وعمقا وقراءة للمستقبل فهو جيل ديمقراطى ليبرالى يؤمن بدولة المواطنة والتعدد والتعددية والعدالة والحرية والمساواة.
* ما حدث فى ١١ أبريل ٢٠١٩م لم يكن شرا على الحركة الاسلامية المهمشه والمبعدة اصلا من الدولة منذ الفاصله الشهيرة فى تسعنيات القرن الماضى بل العكس ما حدث من تغيير كان اكبر كسب لها لانها تخلصت من عب الدولة التى كانت تتناوشها جهات عديدة باسم الحركة الاسلامية وتسببت الدولة فى أبعاد الكثيرين الفاعلين والمخلصين للاسلام والسودان وتحولت الدولة إلى دولة شلليات وملشيات وارزقية ومتملقين وحارقى البخور لن تستطيع التمييز بينهم الكل يدعى انه هو الاصل.
* هنالك اجيالا عديدة ابتعدت من الحركة الاسلامية والدولة منذ المفاصله الشهيرة فى أواخر تسعنيات القرن الماضى وانا منهم لم ياتو إلى مؤسسات الدولة او الحزب جلهم انشغلوا بالدراسات العليا تنفيذا لتوجيه الشيخ حسن عبدالله الترابى أيام المفاصله يوصى الشباب بأن اذهبوا إلى دراساتكم وكونوا منظماتكم لا تنشغلوا بالدولة وقادتها انهم فى حالة سكر بالسلطة والثروة ابحثوا لكم عن مخرج فمنهم من هاجر إلى أوربا وامريكا ودول الخليج وما زالوا هناك ومنهم من عاد إلى المؤتمر ومنهم من عاشوا على هامش الحياة فقراء لا يملكون الا كرامتهم.
* الدكتور محمد المجذوب صالح استاذ العلوم السياسيه بجامعة النيلين فى إحدى مراجعاته قال ان عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء لاعادة حقبه الإنقاذ او احد رموزها و ان عادت فإن ذلك هو الخسران المبين وان عودة الاسلاميين ستكون على نحو مختلف شكلا ومضمونا ووفق رصيدهم الاخلاقى وليس وفقا لخبرتهم السابقه فى الخطاب والتنظيم فى العمل العام كما الفوها فى الفترة السابقة فالتاريخ لايعيد نفسه فيكونوا اكثر انسجاما مع منهجهم فى فلسفة التاريخ وفق مراحل التحول والانتقال وان عليهم مغادرة محطه (الحركه/الدوله) وكياناتها الحزبية عاجلا غير اجل كما غادروا من قبل محطه (الحركة/الدعوة) واطرها التنظيمية من قبل الإنقاذ فى حركة التحرير الاسلامى إلى الجبهة الاسلامية للدستور إلى الاخوان المسلمين إلى الجبهة الاسلامية القومية وان قطار المستقبل متوقف على رصيف محطة المراجعات وان يغادر أشكال المؤتمر الوطنى والشعبى والولوج إلى أفق سمته التجديد وإصلاح منظومات العمل الاسلامى دون التخلى عن الغايات فى تفعيل الدين فى الحياة العامة.
(٢).
الحركة الاسلامية وحزبها الموتمر الوطنى لم يقفا ضد سقوط نظام الإنقاذ فى ١١ أبريل ٢٠١٩م.
* اندلعت شرارة التغيير بسبب التفاعلات الداخلية والتاثيرات الخارجية ادت إلى ازدياد ازمه نظام الإنقاذ وذلك لعدة اسباب.
١/ اختفاء القيادات التاريخية مثل دكتور نافع على نافع، والاستاذ على عثمان محمد طه، ودكتور عوض الجاز، دكتور مجزوب الخليفه……الخ التى تمتعت بقدر كبير من الكاريزما والمهابة والقدرة على القيادة والحسم وعمل الف حساب لها اما بالابتعاد او الوفاة او تراجع نفوذها بسبب كبر السن والشيخوخه.
٢/ ظهور انقسامات فى قيادة الإنقاذ مما أدى لضعف الأداء فى حزب المؤتمر الوطنى المسيطر وفقدت قيادات الإنقاذ للوحدة وتشجيع العناصر المعارضة على تحديها.
٣/ التدهور الاقتصادى له دور كبير فى الاطاحه بالانجازات التى حققتها الإنقاذ خلال تسعه وعشرين عاما.
٤/وكذلك تبلور أشكال جديده للمعارضه تجمع المهنيين ، وتحالف القوى السياسية قوى اعلان الحرية والتغيير واذدياد ثقة الرأى العام بخطابها السياسى وقدرتها على التعبئة الاجتماعية وتحدى النظام.
٤/ استمرار القوات النظاميه فى العنف ضد المتظاهرين بقيادة صلاح قوش مدير جهاز الامن والمخابرات.
* بالعودة إلى التاريخ لقد شهدت حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضى غلبة الاهتمام بقضايا التحديث والتنمية واتباع النظم العلمانية فى الحكم والديمقراطية والرغبة فى الاسراع بعملية التغيير الاقتصادى والاجتماعى فى الدول النامية ولكن حدث فى السودان فى تلك الفترة انقلابات عسكرية بتشجيع ومساندة من الاحزاب السياسية حيث قام حزب الامه بانقلاب عبود ١٩٥٨م، والحزب الشيوعى بانقلاب نميري ١٩٦٩م فهى انقلابات على أنظمة ديمقراطية فى السودان عطلت النمو الديمقراطى وساد الاعتقاد بأن نظم الحكم العسكرية التى تقوم على الحزب الواحد او الحكم العسكرى هى الاكثر قدرة على تحقيق مهمات التحديث والتنمية وبناء الدولة الحديثه دولة المواطنة فكان التايد لها من الشعب السودانى ايدناك ياعبود، وابوكم مين نميري، مرحب مرحب برئاسة الجمهورية قلناه نعم لرئاسة الجمهورية مقابل ذلك التجاوز مؤقتا عن الطبيعه غير الديمقراطية بهذه النظم. غير ان هذه التوقعات سرعان ما خبت فى ضوء قصور النظم العسكرية عن تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل مستدام اضافة إلى قصورها الاصلى فى مجال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
* ثم انهارت تلك النظم العسكرية فى السودان بثورات شعبية عارمه فى أكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م فإن انهيارها وسقوطها اثره مباشرة فى شكل عملية الانتقال الى الديمقراطية ودولة المواطنة اى السودان الموحد لكن قبلها اعلن جعفر نميرى الشريعة الإسلامية فى السودان متجاهلا التعدد والتنوع الثقافى والدينى دون استفتاء من الشعب السودانى على تطبيق الشريعة الإسلامية مما ادى لاشتعال الحرب فى جنوب السودان رفضا لدولة الشريعة الإسلامية ومسارها
* ثم جاء انقلاب يونيو ١٩٨٩م بمساندة الجبهة الاسلامية القومية وهى الحزب الثالث فى البرلمان باثنين وخمسون مقعد اهلت الجبهة الاسلامية لدخول فى تحالفات لتشكيل الحكومة ومستقبل الجبهة الاسلامية فى الانتخابات القادمة كان زاهر وواضح لكنها فضلت الوصول للسلطة عبر الانقلاب يونيو ١٩٨٩م.
* بصفة عامة تأثرت عملية سقوط نظام الإنقاذ بالتفاعلات الداخلية والتاثيرات الخارجية.
١/ التفاعلات الداخلية:.
مرتبطة بشكل نظام الإنقاذ والقوى السياسيه الداعية للتغيير واعنى بشكل نظام الإنقاذ مصادر التأييد الاجتماعي له ونمط إدارة النخبة الحاكمة للسلطة واشكال التنافس والصراع بداخلها وعلاقتها مع النخب المعارضة وايضا بتاثير بمدى تماسك النخبة الانقاذية الحاكمة بينما تتسم نظم الحكم الفردى بالضعف والهشاشه مما يؤدي لسرعة الانهيار.
* تمتلك النظم التى تستند إلى قاعدة اثنيه او قبلية قدرة اكبر على المقاومة دفاعا عن استمرارها كما حدث فى ليبيا وسوريا.
* حدث تصدع كبير فى نظام الإنقاذ فى صفوف النخبة الحاكمة وظهور عناصر إصلاحية كتبت وثيقة الإصلاح فى الحزب والحكومة والحركة الاسلامية عام ٢٠١٣م بل نادت بعض العناصر بأن لا يترشح المشير عمر البشير فى انتخابات ٢٠١٥م وتكرر أيضا النداء بأن لا يترشح المشير فى انتخابات ٢٠٢٠م لكنه رفض ذلك فى الإعلان المتوقع مساء ١٩ فبراير ٢٠١٩م مما أدى لفتح قنوات اتصال بين بعض منسوبي المؤتمر الوطنى الغاضبين من البشير فى تلك الليلة وبين القوى المعارضة مع الأجهزة الأمنية التى سهلت لهم الوصول إلى ميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة حتى أعلن وزير الدفاع ونائب الرئيس فى ١١ أبريل ٢٠١٩م عن اقتلاع راس النظام المشير عمر البشير ووضعه فى مكان آمن من قبل لجنته الأمنية بادعائها انها انحازت للشعب السوداني ثم بدأنا نسمع حديثا بطوليا من العسكرين كل يدعى انه قام باعتقال قائده فكانت اكبر صدمه للشعب السوداني ان الذى يتباهى باعتقال قائده كأنه مجرم وهو فى المحراب يصلى الفجر ليس اميننا على الثورة فكانت اكبر خدعه فى تاريخ الثورات .
*كان نظام الإنقاذ قبل نهايات التسعينيات كنظام يستند إلى مرجعية دينية الحركة الاسلامية مدعومة بشرعيه تقليدية غير منتخبه والتى استطاعت ان تدافع عنه وقدمت أبنائها شهداء فى ذلك ثم احتوى ابنائهم المعارضين لنظام الإنقاذ واحتواء دعوات التغيير من فترات إلى آخرى بالمزايا المالية والاقتصادية والوظائف مما جعل النظام منكفيا وانتصر نظام الإنقاذ على المقاومة العسكرية والسياسية لفترة أطول لكنه انهار وسقط عندما تصدعت نخبه.
* اما على مستوى نوعية التنظيمات الداعيه إلى التغيير والتى تفاوضت مع نظام الإنقاذ طيله مسيرته حتى اعلان الرئيس البشير عن حوار الوثبه فى ٢٧ يناير ٢٠١٤م وهنالك تنظيمات قادت الاحتجاجات الشعبية ضده وهى تنظيمات يساريه علمانيه ضد المنهج الكلى لنظام الإنقاذ ومرتبطه بحركات مسلحة فى الأطراف وهى تنظيمات ذات طابع سياسى ايديولوجى واثنى دينى وفئوى طبقى تحالفت فى مجموعات عريضه مثل نداء السودان، الجبهة الثوريه، نداء باريس…الخ.يجمعها هدف واحد هو إسقاط نظام الإنقاذ وفى نفس الوقت كانت تتعامل مع نظام الإنقاذ وتتفاوض معه فى أديس أبابا تحت مظلة الاتحاد الافريقي برعايه الرئيس الأسبق لدولة جنوب أفريقيا ثامبو امبيكى وهنا فى الخرطوم مظاهرات مشتعله وعنف فى الأطراف ودرجه التعبئة كانت كبيرة ومستمرة عبر تحالف يجمع قوى سياسية وحركات مسلحة وتجمعات مهنية وجمعيات حقوقيه دفاعية واستمر الشد والجذب حتى استفحل وضع الازمة السودانية ونضجت الظروف والملابسات التى ادت إلى انهيار نظام الإنقاذ فى ١١ أبريل ٢٠١٩م دون مقاومة من اتباعة فى الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى وفشل نظام الإنقاذ فى مواجهة الوضع القائم ولم يعد من الممكن استمراره.
* انخراطت الاحزاب السياسية فى تحالف قوى الحرية والتغيير لمواجهة نظام الإنقاذ هو الذى فرض التغيير السياسى على اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ مما أدى لتبلور الشعور بحاله الازمة التى ارتبطت بثلاثه عناصر.
١/ ضعف نظام الإنقاذ فى مرحلته الأخيرة ووجود الخلافات بين القيادات الحاكمه وابتعادهم عن القواعد جماهير حزب المؤتمر الوطنى والشعب السوداني وعدم تصدى القواعد للقيادات لضعف الثقه فيهم واصبحت الدوله ضعيفة فى اسس الإدارة السياسية والاقتصادية وعدم تنفيذ السياسات المقرره منذ عام ٢٠١٣م.حكومة ،حركة،حزب.
٢/ تنامى الشعور لدى المعارضة بأن هزيمه نظام الإنقاذ ممكنه بعد ظهور الشباب فى المظاهرات بكثافه وشجاعة فائقة وتحديه للأجهزة الأمنية بعد ان عاشوا فترات طويلة تحت وهم الاعتقاد بقوة نظام الإنقاذ وعدم إمكانية هذيمته او اسقاطه بعد ان انكشف لهم الضعف الداخلى للانقاذ وعدم استعداد منسوبيه فى الحركه الاسلاميه والمؤتمر الوطنى الدفاع عنه مع ازدياد قوة التنظيمات الداعيه للتغيير كما أن اعتقاد حلفاء نظام الإنقاذ انه لم يعد يستحق الدعم فكان هو العامل الاكثر اهميه لاستمرار المتظاهرين فى الشوارع.
٣/شعور قطاع عريض من السودانين بالظلم وعدم المساواة السياسية والاقتصادية ناتجه من نقص الحرية والعدل والمساواة والمشاركة والحيلولة دون ممارسة الحقوق السياسية والحرمان من المشاركة فى عوائد التنمية الاقتصادية نتيجه سياسات نظام الإنقاذ والفساد المؤسسى وضعف ثقه الرأى العام بوعود نظام الإنقاذ على تحسين الأوضاع وحل المشاكل انذاك.
* لقد بداء نظام الإنقاذ قويا شامخا واجهه كل التحديات الداخلية والخارجية وجبهات حروب مستقلا شباب الحركة الاسلامية فى تلك المواجهات بعد ان حقق أهدافه بالقضاء على الحركات المسلحة او الدخول معها فى تسويات قام بأبعادهم من المشهد السياسى فبرزت مجموعة السائحون التى خاضت حوارا مع التنظيمات السياسية والحركه الشعبية تم اخماد تلك المحاولات بحجة ان التفاوض من مسؤوليه الحكومة.
* بابعاد الحركة الاسلامية وشبابها ظهرت الثقوب فى الداخل لذلك انهار نظام الإنقاذ عندما امتلكت القوى الداعيه للتغيير شجاعه تحديها وكشف زيف قوة نظام الإنقاذ .
* استعانه نظام الانقاذ بالقوى السياسية وادخالها فى الحكومة بنسبة ٥٢% من القوى السياسية الأخرى بالمشاركة فى الحكم خارج المؤتمر الوطنى والحركه الاسلامية.
* استبدل نظام الإنقاذ قواته العسكرية الاحتياطية التطوعية بقوة عسكرية أخرى( قوات الدعم السريع ) واعده له قانون واحاله عدد كبير من الضباط إلى المعاش واتهام اخرين بمحاولات انقلابيه من الذين كانوا من المخلصين فسقط فى رمشه عين .نواصل فى مقال عن التأثيرات الخارجية التى ادت لسقوط نظام الإنقاذ.
(٣).
التأثيرات الداخلية والضغوط والعوامل الخارجية المطالبة (الديمقراطية، العلمانية،حقوق الإنسان) اضعفت نظام الإنقاذ مما ادى لسقوطة دون مقاومة تذكر.
* مع ازدياد التأثيرات الداخلية والضغوط الخارجية على نظام الإنقاذ واعتبار الديمقراطية والعلمانية واحترام حقوق الإنسان هدف وقيمه عالمية أصبحت ذات تأثير كبير فى أضعاف نظام الإنقاذ ودعم القوى المعارضة التى تنادى بالعلمانيه والديمقراطية تحت شعار حرية سلام عداله وهى القيم الاثيره لدى فلاسفة الديمقراطية والعلمانية فانتقل التاثير ايضا من ثورات الربيع العربي ودعم ذلك التقدم المذهل فى أدوات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات فى السودان ونمو شبكات الاتصال والحركات الاجتماعية المؤيده لعلمانيته والديمقراطية العابره للحدود.
* أثرت السياسات الاقتصادية والسياسية المشروطه التى اتبعتها اغلب الدول المانحة والمنظمات الاقتصادية الدولية على السودان فأصبح السودان تحت ضغط دولى كبير افقده فوائده فى تلك المؤسسات الدولية والسودان عضوا فيها فهو كان فى أشد الحاجه إليها رغم انه استجابة لتوقيع اتفاقيه نيفاشا ٢٠٠٥م العلمانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تحت إشراف دولى كبير .
* مارست الدول الكبرى والقوى الدولية ضغوطا على نظام الإنقاذ من ناحية وقدموا العون للحركات المسلحة والقوى السياسية المدنية العلمانية المتحالفه معها من ناحية مثل الاتحاد الأوروبي والكنائس وامريكا ومنظمات أمريكية مانحه للمعونه الأمريكية ومجموعة الترويكا…الخ.
١/ الولايات المتحدة الأمريكية:.
اظهرت سياسه الدعم او نشر الديمقراطية ضمن الاستراتيجيه العالمية للولايات المتحدة واستخدامها إحدى أدوات سياساتها الخارجية والتى ارتبطت بتقديم الدعم والمساعدات الاقتصادية بممارسة الدول المتلقيه للمعونه فى مجال التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان وسياسه الإصلاح الاقتصادى الراسمالى وإقامة نظم ديمقراطية علمانية على النمط الغربى أصبحت شرطا ثالثا لتلقى المساعدات الأمريكية.
* تعتبر أمريكا اكبر دولة علمانية ديمقراطية فى العالم وبالتالي تدعم الديمقراطية والعلمانية فى العالم وهى إحدى الأدوات الاستراتيجيه العالمية لمكافحة الإرهاب كل هذه الجهود مثلت ضغط على نظام الإنقاذ ودعم القوى المعارضة له بالتغيير لتحقيق الديمقراطية والعلمانية فى السودان فقامت أمريكا بدعم هيئات المجتمع المدنى وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وتنظيم الدورات التدريبية للنشطا السودانيين.
* الولايات المتحدة الأمريكية أحضرت سفيرها إلى الخرطوم بعد ربع قرن من الزمان بعد سقوط نظام الانقاذ فى ظل نظام غير ديمقراطي فترة انتقالية وتدعى بأنها تريد تعزيز حكم القانون والرقابه على الانتخابات العامة لضمان نزاهتها ودعم توجه اقتصاديات السوق الحر وزيادة دور القطاع الخاص وتطوير نظام التعليم وزيادة دور المرأة فى المجال العام.
٢/ الاتحاد الأوروبي:.
يعتبر الديمقراطية والعلمانية أيضا من القيم المؤسسه للاتحاد الأوروبي وان تطوير الديمقراطية والعلمانية وحكم القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الاساسيه تمثل هدفها رئيسيا للاتحاد وان الديمقراطية احد العناصر الرئيسية فى نشاطه وحكم القانون وحمايه الاقليات واستقرار المؤسسات الديمقراطية بقيام نظام علمانى وشراكته مع دول العالم كلها قائمة على شرط الديمقراطية والعلمانية كل هذه الشروط يرى الاتحاد الأوروبي انها لا تنطبق على نظام الإنقاذ وبالتالي لم يقف مع نظام الإنقاذ حتى سقوطه فى ١١ أبريل ٢٠١٩م.
٣/ الأمم المتحدة:.
لم ترد كلمه ديمقراطية فى ميثاق الأمم المتحدة ولم ترد أيضا فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى ١٩٤٨م ولكن ورد فيه عدد من الحقوق اللصيقه بالممارسة الديمقراطية مثل المشاركة فى شئون البلاد وان الشعب هو مصدر السلطه الحاكمه ويعبر عنها بالانتخابات النزيهه والدوريه كذلك اعلان الألفية 2000م الذى تعهد فيه رؤسا العالم بتعزيز الديمقراطية وحكم القانون وكان السودان حاضرا فى ذلك المؤتمر الدولى لتعزيز الديمقراطية.
* بعد انتها الحرب البارده أصبحت الديمقراطية والراسماليه والعلمانية هدفا للأمم المتحدة وقننته عبر القانون والسياسه فانشات له وحدة المساعدة الانتخابيه ومجلس حقوق الإنسان،وصندوق الأمم المتحدة للديمقراطيه، تعزيز الحوار الديمقراطي، دعم العملية الدستورية العلمانية، النهوض بمؤسسات المجتمع المدنى، تحسين عمليات تسجيل القوائم الناخبين،مساعدة الاحزاب على بناء منظماتها ،بعثات لرقابه الانتخابات، قوات لحفظ السلام وتامين الانتخابات فى الدول التى شهدت صراعات داخليه مسلحة والسودان كان ضمن تلك الدول وصدرت بشانه اكثر من ستون قرار اممى لم يكن فى صالح بقاء نظام الإنقاذ او تطوير الديمقراطية فيه بل جل القرارات كانت ادانات له مم اثر على تعاون الدول والمنظمات الدولية معه.
٤/ المنظمات الإقليمية:.
اغلب هذه المنظمات نصت على الديمقراطية فى مواثيقها وبالتالي يتم تعليق عضوية اى دولة نظامها غير ديمقراطي والسودان حكمه نظام الإنقاذ تسعة وعشرين عاما بقيادة المشير عمر حسن البشير لم يتغير ولم يسمح بالتغيير مما ينفى عنه صفه الديمقراطية المتعارف عليها عالميا ان اى رئيس يقضى دورتين كحد أقصى لمدة ثمانية اعوام . كما أكد ميثاق الاتحاد الافريقي على ذلك فى عام2002م على مبدأ تعزيز المبادى والمؤسسات الديمقراطية والمشاركه الشعبية والحكم الراشد وسيادة القانون باعتبارها اهدافا لدول الاتحاد الافريقي وتضمن وقف عضوية اى دولة عضو يغير نظام الحكم فيها بطريقة مخالفة للدستور.
الخاتمة:.
هنالك دورا للعوامل الخارجية فى إسقاط نظام الإنقاذ فى كل مراحل الإنقاذ، فى مرحلة العمل ضد نظام الإنقاذ باحتواء المعارضة السياسية وغض الطرف عن المعارضة المسلحة ولم يقف الخارج مع مراحل تطور الإنقاذ فى عملية الانتقال الديمقراطي رغم انه أقام انتخابات فى عام 2010م وعام 2015م شهدتها منظمات دولية واقليميه ومخليه ولكن لم يشيد بها العالم الخارجي ويعتمد نتائجها كنظام ديمقراطي فكانت الدول الكبرى انتقائيه وذات معاير مذدوجه ومرتبطه بالمصالح بشأن السودان ولكن عملية الانتقال الى الديمقراطية واستقرار نظام الإنقاذ يعتمد على عدة عوامل داخليه مثل الثقافه السياسيه والتكوين الاجتماعي وانماط العادات والسلوك مع وضع فى الاعتبار العوامل الخارجية التى برتبط نجاحها بالعوامل الداخلية.
* نجح نظام الإنقاذ بأن مكث تسعة وعشرين عاما وتحدى كل المعارضين السياسين والمسلحين والحصار القتصادى العالمى وذلك لذكاء نخبه الحاكمه فى التعامل مع المعارضين باستراتجيات مختلفه لكل نوع من المعارضة وفتح مجالات دولية أخرى مما أطال من عمر نظام الإنقاذ نتيجة القوة التنظيمية لنظام الإنقاذ والتماسك الداخلى للقيادات ومواجهه التحديات فى فترات ذهبيه قبل الانشقاقات وكانوا اكثر حماسا فى الدفاع عن مشروع الإنقاذ وكذلك الخبره المشتركة بين قادة نظام الإنقاذ فى مراحل النضال المختلفة منذ الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثماننيات ضد الانظمة عبود والنميرى وما بعد فترة نميري اكسبتهم خبرى كبيرة كذلك السيطرة على الموارد الاقتصادية مما أدى لاطاله عمر نظام الإنقاذ استخدمت الموارد لشراء المؤيدين وزيادة موارد الأجهزة الأمنية ورفع قدراتها وكذلك درجة الانكشاف فى العلاقات مع الدول الغربية بحثا عن القبول مما أدى لتدخلها ودعم قوى التغيير واتسعت دائرة الاختراق لنظام الإنقاذ فكانت النهاية السقوط المدوى دون أدنى مقاومة تذكر.
(٤).
طبيعة نظام الإنقاذ.
* بداء نظام الإنقاذ سلطوى (انقلاب عسكرى) نقى وتحول تدريجيا إلى نظام هجين جمع حوله الوان الطيف السياسى فى كل مراحله خلال تسعة وعشرين عاما ولكن ظل حزب المؤتمر الوطنى هو المسيطر يوزع السلطة والثروة وفق رؤيته مخالفا سمات النظم الديمقراطية التى تقوم على اسس الحرية والتنافسيه والشفافية والمحاسبة وحكم القانون.
* ان النظم غير الديمقراطية تنهض على اسس الارغام والهرميه والمركزيه والتحكميه والسلطة المطلقه وبالفعل كان حزب المؤتمر الوطنى يقوم على تلك الاسس.
* يمكن أن نطلق على نظام الإنقاذ بعض المسميات لوصف طبيعته التى حكم بها السودان خلال تسعه وعشرين عاما:.
١/ هل كان نظام ديكتاتورى؟
٢/ هل كان نظام استبدادى؟.
٣/ هل كان نظام شمولى؟.
٤/ هل كان نظام حكم مطلق؟.
٥/ هل كان نظام سلطوى؟.
٦/ هل كان نظام ديمقراطي؟.
* ما يحدد طبيعة نظام الإنقاذ الدلالات والسياق التاريخى والفكرى الذى كان فيه نظام الإنقاذ منذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩م إلى ١١ أبريل ٢٠١٩م هو الذى يحدد المسمى الذى يليق بنظام الإنقاذ.
* اعتقد كل المسميات المذكورة أعلاه كان لنظام الإنقاذ منها نصيب لذلك كان نظام هجين ذكى اداره البلاد بحنكه فائقة رغم المشاكل المذمنه للسودان منذ الاستقلال فى ١٩٥٦م إلى اليوم.
* سمات النظم السلطوية النقيه (العسكرية) تتمييز بحكم الفرد المستبد او نظام الحزب الواحد او النظام الثيوقراطى (الدينى) او نظام الحكم العسكرى كل ذلك كان موجود فى بدايات نظام الإنقاذ إلى ان أعده الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابى قانون التوالى السياسى لكسر السلطة العسكرية ولكن هنالك سمات عامه لنظم السلطوية النقيه تتمثل فى:.
١/ وجود سلطة هرميه ذات طابع تصاعدى تبداء من أسفل إلى أعلى فى الجهاز الحكومى وصولا الى قمه السلطة التى تتركز فى يد شخص واحد (المشير عمر البشير) او مجموعة محدده دكتور نافع ، الشيخ على عثمان، الدكتور الجاز،…….الخ كان حول كل شخص مستفيدين ومتمتعين بمزايا الحكم ولديهم شبكه من العلاقات السياسية.
٢/ وجود سلطة مطلقه بدأت الإنقاذ بسلطه لايحدها قانون او ضوابط تمت احاله الالاف من العاملين في الدولة فى الخدمة المدنية والنظاميه إلى الصالح العام وعينت اهل الولاء والمنتسبين دون أن تضع قيود على مجال ممارساتها او اسلوب حكمها كانت سلطة غير خاضعة للقانون فى بدايات التسعينيات وكانت السلطة فى يد الشيخ الترابى الذى يتربع على قمه السلطة ومعه أعوانه ويقبض بيد من حديد على مختلف خيوطها وادواتها ويحتفظ بالحد الأقصى من السلطات القانونية والفعلية حتى جاءت مذكرة العشره من كبار قادة الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى(انقلاب داخل انقلاب) اطاحه بالشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابى وتم حل المجلس الوطنى ووضعه فى سجن كوبر مكث حوالى أثناء عشر عاما فى فترات متقطعة حسب مواقفه المعادية للرئيس عمر البشير وأعوانه ولكن دكتور على الحاج الذى خلفة فى منصب الأمين العام هرب الى المانيا لانه يحمل جوازها كان رجلا مهما فى نظام الحكم المحلى فى نظام الإنقاذ الذى ما زال ذلك النظام الذى خططه سائدا.
٣/ وجود سلطة تحكميه حيث لا توجد قواعد عامه للحكم على الواقع والأحداث وكان يختلف القرار من حاله إلى آخرى وفقا لاهواء القائمين على السلطة ومصالحهم .حيث أدرك نظام الإنقاذ المؤتمر الوطنى خطورة المسلك فانشاه المكتب القيادى لحزب المؤتمر الوطنى الذى يعقد اجتماعاته الراتبه والطارئه ليقرر فى العمل التنفيذى للدولة مع وجود مجلس وطنى تم تكوينه بقياد الاستاذ احمد ابراهيم الطاهر يصدر منه القوانين لتقنين عمل الجهاز التنفيذى وبداء فى أقامه نظم دستورية وقانونية لاتسمح لسلطه التنفيذية بالتمتع بسلطات واسعة خارج الرقابه التشريعية والقضائية.
٤/ وجود سلطة بلا محاسبة بداء نظام الإنقاذ باستباحه كل مرافق الدولة باستخدام السلطة المطلقه دون قواعد وإجراءات مؤسسيه للرقابه والمحاسبة لان الدولة فى حالة حرب مفتوحه لكن ظل الفصل بين السلطات قائم لكنه ضعيف فى بدايات نظام الإنقاذ الأجهزة التشريعية والرقابيهدة المالية والمحاسبية والإدارية والخضوع فقط للسلطة التنفيذية التى يقودها كبار رجال الإنقاذ وكانت هناك سيطرة على الأجهزة الاعلاميه المحدودة والاحزاب دورها مغلقة وتم إلغاء هيئات المجتمع المدنى.
٥/ كانت هنالك سلطة تمارس الاقصاء السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى نظام الإنقاذ فى تسعينيات القرن الماضى لبعض القوى السياسية فى شئون الحكم والاقتصاد على اساس سياسى وليس على اساس اجتماعى او أثنى اونوعى من المشاركة السياسية فى شئون الحكم فى ذلك نجحت الإنقاذ بأن بسطت السلطة للشعب السوداني الكل يحكم نفسه جغرافيا .ولكن كان هنالك تضيق على التنظيمات السياسية فى البدايات ولكنها بدأت تنفتح تدريجيا حتى تم اعداد قانون الاحزاب السياسية ومجلس الاحزاب وبدأت الاحزاب تسجيل نفسها حتى وصل عدد الاحزاب لأكثر من مئة حزب سياسى حيث قام الحزب الشيوعى اللدود لنظام الإنقاذ بعقد مؤتمره العام بقاعه الصداقة بالخرطوم ودعى له قادة نظام الإنقاذ وشاركوا فيه بكلمات وكذلك حزب البعث العربى الاشتراكى عقد مؤتمره العام وبقية الاحزاب السياسية سارت على نفس النهج مستفيدة من ذلك الانفتاح.
٦/ نعم كانت هنالك سلطة احتكاريه بالسيطره على موارد القوة والنفوذ المجتمعى من قبل نظام الإنقاذ فى المجتمع وفى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمجال العام بقدره نظام الإنقاذ على الانتشار فكانت كل التنظيمات المدنية تحت سيطرته اتحادات الطلاب، اتحادات الشباب، منظمه شباب الوطن، اللجان الشعبية، الدفاع الشعبى، الشرطة الشعبية، الخدمة الوطنية، الاتحاد النسائي، الاتحاد المهن الموسيقية والمسرحية، النقابات،……الخ حيث كان الاحتكار السياسى لنظام الإنقاذ.
* رغم هذه السمات منافيه للطبيعة البشرية الا ان نظام الإنقاذ نجح فى انتشار التعليم والسكن فى الحضر والارياف وارتفاع الدخل وتحسين مستوى المعيشة والخدمات وإدارة المجتمع السوداني بشكل ممتاز ذادت شرعية وجماعه الإنقاذ ظاهرة للاعيان دون انتخابات وأصبح نظام الإنقاذ متصل مع كل مكونات المجتمع وان نظام الإنقاذ لم يظهر اى عجز عن الإدارة الكفوءه لموارد الدولة والمجتمع وكوارثه وازماتة بل عمل على تطويرها بشكل ازهل العالم وأصبح الاقتصاد السودانى سادس اقتصاد فى أفريقيا بشهادة دكتور عبدالله ادم حمدوك رئيس وزراء الفترة الانتقالية.
* ادت سمات نظام الإنقاذ إلى وجود حالة عامة من القلق والخوف فى المجتمع السوداني وبين أفراد قادة نظام الإنقاذ الحاكمة من هذه الحالة وضاع الكثيرين من منسوبي الإنقاذ بسبب غياب القواعد القانونية ودخل الكثيرين السجون فى ظل نظامهم ورفدوا من عملهم وتم اتهام أفراد بجريمة لا علاقة لهم بها وبعضهم اعتقل دون توجية تهمة وآخرين قتلوا أمام زوجاتهم واولادهم أمثال الأخ على البشير للذين عارضوا سياسات نظام الإنقاذ وهم جزء من ذلك النظام وعلى رأسهم الشيخ حسن عبدالله الترابى وكان النجاة من ذلك انذاك هو الصمت والاعلان الولاء للمؤتمر الوطنى وعمر البشير وجماعتة. أيضا كان هنالك ضعف المشاركة السياسية وانتشار حالة العزوف السياسى وعدم المشاركة فى الانتخابات العامة من الاحزاب الكبيرة الا من احزاب صغيره تسمى احزاب الفكه يقودها أشخاص لا قيمة لهم سياسا فعلا كانت هنالك مقاطعة للانقاذ والتمرد السلبى من بعض منسوبيها الذين لم يفسح لهم المجال لوجود لوبيات داخل نظام الإنقاذ واعتبار العملية السياسية غير شرعية ولا تستحق التأييد من الاحزاب الكبرى والتاريخيه الا بعد انقسامها إلى عدة احزاب .
* تمت شخصنة السلطة باستمرار البشير فى الحكم لمده تسعة وعشرين عاما لم يقبل التغيير وكان بعض قادة الإنقاذ يرفضون ترشيح البشير أمثال دكتور آمين حسن عمر ولكن وجد البشير التأييد للترشيح من خارج المؤتمر الوطنى أمثال الدكتور احمد بلال وحميدتى قائد قوات الدعم السريع والوالى انس عمر ومجموعتة ولكن سقط البشير بانقلاب عسكرى بمؤمرة ولم يكون مؤيد تنظيميا من الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطنى لإنقاذ الموقف الحرج وترجيح كفه السلامة الوطن والحركة الإسلامية وأعتقد هذا تصرف ممتاز من القيادة فى ١١ أبريل ٢٠١٩م فى ذلك الوقت ولكن لم يقابل باحترام من قبل قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية.
* فى أواخر عمر نظام الإنقاذ انسدت محاولات التداول السلمى للسلطة فكانت اخر محاولة فى فبراير ٢٠١٩م قادها الفريق اول صلاح قوش المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطنى بعد تنثيق كامل مع القوى المعارضة عندما أعلن أن الرئيس البشير سيعلن اليوم مفاجأة عبر خطاب لشعب السوداني يعلن فيه عدم ترشحه فى انتخابات 2020 م وتكوين حكومة قومية فكان الشعب السوداني والقوى السياسية فى حالة ترقب وفرح لان البشير أصبح المعضله الحقيقية فى تلك الفترة العصيبه فى تاريخ السودان ولكن تفاجاه الشعب السوداني والقوى السياسيه وصلاح قوش بخطاب مغاير تماما على ماهو متفق عليه وبالتالي المعارضة وصلاح قوش غيروا من خطتهم. اذا قبلوا بذلك الوضع الذى اعلنه البشير فإن السلطة لن تغيير بنحو مؤسسى وقانونى اصبح أمرا مستحيلا مما دفع بالقوى المعارضة إلى استخدام أساليب الاحتجاج والمظاهرات والاعتصامات والعصيان المدنى لاسقاط نظام الإنقاذ فوجدت المعارضة دعم خارجى بسبب التحولات العالمية واذدياد الاهتمام بقضايا الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وفى نفس الوقت عدم قبول نظام الإنقاذ بالتطور إلى نمط ديمقراطي.
(٥).
ازمه نظام الإنقاذ التى ادت إلى سقوطة.
* ظهر مفهوم السلطة الهجين فى العالم فى حقبه التسعينيات بداية نظام الإنقاذ من القرن الماضى للدلالاله على بعض النظم التى أدخلت تغييرات سياسية على بعض جوانبها بإرادة ذاتية او تحت ضغط شعبى او دولى وفعلا فعلت الإنقاذ ذلك الذى اكسبها سمات جديدة عن النظم الانقلابية فجمعت الإنقاذ بين بعض سمات النظم الانقلابية وبعض سمات النظم الديمقراطية مما جعلها نظاما هجين .
* أصبح نظام الإنقاذ نظام سلطوى تنافسى لكنه مضبوط من قبل حزب المؤتمر الوطنى الحاضنة السياسية له فهو حزب نشأ فى ظل السلطة الانقاذية.
* حمل نظام الإنقاذ بعض مظاهر وسمات النظام الديمقراطي مثل تعدد الاحزاب وإجراء الانتخابات البرلمانيه والرئاسيه بشكل دورى فى عام 2010م و2015م وتقاسم السلطة مع بعض القوى السياسية فى عام 2005م وإضافة عناصر عديدة إلى المؤتمر الوطنى من القوى اليسارية واليمينية وكانت هنالك حريه نسبية لأدوات الاعلام ونظام قضائى يحظى بدرجة عالية وملموسة من الاستقلالية لكن هذه المظاهر تمارس فى إطار هيمنة حزب المؤتمر الوطنى والرئيس عمر البشير له سلطات دستورية واقعيه واسعة فتستخدم الاغلبيه البرلمانيه بطريقة متعسفه لتمرير القوانين من دون إتاحة الفرصه الكافيه لمناقشتها كما تعمل أغلبية المؤتمر الوطنى على اجهاض محاولات نواب المعارضة باستخدم أدوات الرقابه البرلمانيه كما حدث التلاعب بالنصوص القانونية لاقصاء المنافسين من الترشيح فى الانتخابات.
* فعلا شهد السودان فى عهد نظام الإنقاذ تعددية حربية لكنها غير حره وغير عادلة فهى رغم وجود حريه تكوين الاحزاب السياسية ولاتوجد قيود معروضة على انشائها او شروط صعبة من مجلس تسجيل الاحزاب لكنها احزاب بلا سند جماهيري يمنحها شرعية بل تعتمد على جماهير حزب الموتمر الوطنى.
* كانت المنافسة بين حزب المؤتمر الوطنى المسيطر والاحزاب الأخرى معدومه ولا تتسم بالتكافوء بل كان حزب المؤتمر الوطنى يقوم بتفريغ الدوائر لاحزاب لأنها لا تستطيع منافستة على صندوق الاقتراع لان المؤتمر الوطنى كان يستند إلى شبكه من علاقات النفوذ والمصالح على المستوى المحلى مع الشيوخ والعمد والنظار وقادة المجتمع والى أغلبية برلمانيه وحكومة وجهاز اعلام رسمى مؤيد له مما أدى لاستخدام موارد الدولة لمصلحة إنجاح مرشحى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى الانتخابات وكان هنالك رجال أعمال مؤيدين له ولنظام الإنقاذ إذ يتبرعون بالمال لدعم حملات تأييد حزب المؤتمر الوطنى والرئيس عمر البشير وذلك مقابل ما يقدمه لهم نظام الإنقاذ من تسهيلات وامتيازات. مما اثر على المظهر الخارجي للديمقراطية فى نظام الإنقاذ واصبحت الإنقاذ أسيرة لسلطات الرئيس عمر البشير من ناحية وانتهاك معايير المنافسة الحره من ناحية والعادله من ناحية ودور الأجهزه الأمنية من ناحية والطابع التحكمى للعملية السياسية من ناحية والتضيق على السياسيين والاعلاميين المعارضين من ناحية وادى هذا الوضع إلى عدد من الاختناقات والتوترات فى مجالات عديدة منها:.
١/ الانتخابات.
٢/ القضاء.
٣/ البرلمان.
٤/ الاعلام.
٥/ المنظمات الاجتماعية والفئويه.
* الانتخابات فى ظل نظام الإنقاذ كانت شكليه وفى ظل غياب منافسة حقيقية با ستثناء انتخابات ٢٠١٠م ورقابه على نزاهتها وغياب رقابه المجتمع الدولى والمدنى وادوات الاعلام الوطنية والاجنبية وعدم اشرافها تحت مظلة قضائية مما جعلها مصدرا للتوتر السياسى.
* القضاء كان مجالا رئيسيا للصراع مابين نظام الإنقاذ والمعارضه حيث كان يصدر أحكام غيابيه فى حق المعارضين لدرجة الإعدام.
* البرلمان فى ظل نظام الإنقاذ كانت المعارضة الحقيقية غائبة والموجوده كانت ذات طابع مظهرى وشكلى بحت .
* الاعلام فى ظل نظام الإنقاذ كانت هنالك سيطرة على القنوات الرسمية ولكن سمحت الإنقاذ بقيام اعلام خاص قنوات واذاعات إضافات لحدا ما.
* المنظمات غير الحكومية كانت خاضعة لنظام الإنقاذ تماما رغم كثرتها واذداد نشاطها فى المجالين الحقوقى والدفاعى وقامت بدورها.
(٦).
صلاح قوش يخدع قادة المؤتمر الوطنى.
* تحول نظام الإنقاذ إلى نظام هجين مما أدى لاطاله عمره لحوالى تسعة وعشرين عاما وأعطى انطباع للشعب السوداني بأنه استجابة لمطالب الشعب فى الديمقراطية وقام بتوزيع الثروة والسلطة بين مكونات الشعب السوداني ولكن فى تقديرى يصعب وضعه فى نقطة وسطيه بين الدكتاتورية والديمقراطية وانه فى مرحلة من الدكتاتورية إلسلطويه إلى الديمقراطية لكنه كان يمثل نوعا من الانفتاح السياسى المرحلى الذى يهدف إلى توطيد أركان نظام الإنقاذ وليس إلى إجراء تحول ديمقراطي حقيقي وبالتالي المعارضة الحقيقية التى قادها الأمام الصادق المهدى لم تعول عليه فى التطور إلى نظام ديمقراطي كما اوضحت تجاريه على أرض الواقع.
* كان ممكن لنظام الإنقاذ ان يتطور فى إحدى المسارين.
١/ قد يتطور إلى مذيد من الديمقراطية تحت وطاة استخدام القوى السياسية الداعية إلى التغيير و منافستة فى الانتخابات لاسقاط مرشحى حزب المؤتمر الوطنى للرئاسة الجمهورية عمر حسن البشير فى ظل إشراف دولى على الانتخابات 2020م.
٢/ او تنتكس وتتراجع مساحة الحريات الديمقراطية التى سمحت بها الإنقاذ ويكشف عن وجهه الأمنى اذا شعرت بأن التطور الديمقراطي يهدد وجودها ومصالحها الاساسيه واستمرارها فى السلطة.
* ان أزمة نظام الإنقاذ تنبع سماتها الرئيسية وتتمثل فى.
١/ التعدديه الموجهة الغير فاعلة عزيمه الشخصية السياسية المستقلة كل الاحزاب كانت ترلات للمؤتمر الوطنى كما يقول الامام الصادق المهدى.
٢/ الانتخابات المقيده .
٣/ القمع الانتقائى.
مما أدى إلى التناقض الكامن فى نظام الإنقاذ إلى مجموعة الاختناقات والاحتقانات وفشل نظام الإنقاذ لانه لم يكن يؤمن بالديمقراطية او السعى إلى انشاء نظام ديمقراطي بل تطور لأسباب عملية لمواجهة ازماته الاقتصادية والسياسية واستجابة لضغوط خارجيه ورغبة نظام الإنقاذ فى إيقاف الحرب الدائرة فى الأطراف التى ارهقته ماليا وبشريا وفى مواجهة المطالب الشعبية ومطالب الهامش وبحث قادة الإنقاذ إلى شرعية جديدة لاستمرارهم فى الحكم الذى بدأت تقل تدريجيا من خلال المظاهرات التى بدأت منذ العام ٢٠١٣م مما ادى الى اعلان حوار الوثبة فى يناير ٢٠١٤م.
* كان نظام الإنقاذ متناقض داخليا سياسيا واجتماعيا بين عضوية ملتزمة ديننا أتت من الحركة الاسلامية وعضويه غير ملتزمة جاءت من أجل المصالح او بعلاقات شخصية وأقارب قيادات الإنقاذ النافذه مما أدى لضعفه وتغويض أركان نظام الإنقاذ.
* نظام الإنقاذ تبنى مظاهر النظام الديمقراطي وتوسع فى مجال النقاش العام والعمل الحزبى وأنشطة المجتمع المدنى مما خلق حراك سياسى لم يتمكن حزب المؤتمر الوطنى من ضبطه فى اتاحته للحريات والحقوق العامة رغبة منه فى التنفيس عن الرغبات المكبوته وتصورا منه انه مازال ممسك بخيوط اللعبة اللعبة ومتحكم فيها.
* فى إحدى اللقاءات السياسيه التنويريه بحضور قادة الإنقاذ جاء صلاح قوش المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطنى ليقدم تنويرا عن الوضع السياسي فى الشرق الأوسط والسودان فى عام ٢٠١٨م واتيحت لى فرصة للسؤال فوجهت سوالى إلى صلاح قوش هل هنالك ثورة فى السودان قادمة فى ظل الازمة الاقتصادية والسياسية التى يعيشها السودان؟ وكانت المظاهرات فى الشوارع. قال صلاح قوش ليس هنالك اى ثورة كل القيادات السياسية المعارضة مئتان شخص يتم اعتقالهم فى اى وقت وفى زمن وجيز ليس هنالك اى ثورة فقط احتجاجات مقدور عليها وقال المشكلة فى المؤتمر الوطنى غير قائم بواجبه ودوره.. انتهى كلام صلاح قوش.
لكن كان الحراك فى الشارع مستمر ويذداد يوم بعد يوم والاجهزة الأمنية متواجدة فى الشوارع بشكل مستمر وصلاح قوش يكذب على قادة المؤتمر الوطنى ان هنالك متظاهرين يحملون السلاح وان هنالك بنت تحمل بندقية صيد قتلت بها متظاهر فى منطقه برى والحراك مستمر واصبحت كل يوم مدينة متحركة وتحرق دور المؤتمر الوطنى فى الولايات والحراك مستمر مما أدى إلى امتلاك القوى الجديدة الداعية للحراك وهى مجهولة الهوية ولم تعرف من اى جيه والى اى وجه تتبع وكل يوم تمتلك الآليات الذاتية وقدرتها التنظيمية مبهره وعلاقاتها الداخلية والخارجية تذداد بما يتجاوز ارادة نظام الإنقاذ الذى سقط سقوطا مدويا فى ١١ أبريل ٢٠١٩م بايادى اللجنة الأمنية والفريق صلاح قوش احد اعضائها الذى يدعى سيطرته على القوى السياسية..
* صدر بيان خجول من الفريق اول بن عوف وزير الدفاع ونائب الرئيس بانهم انحازوا إلى الجماهير ثم انسحبه هو ورئيس أركان الجيش السوداني الفريق كما عبدالمعروف من المشهد وخرج صلاح قوش ولم يعد
* اخيرا كل دورا اذا ماتم ينقلبوا.
*انتهت الإنقاذ بعد كل هذه الصولات والجولات كما قال الشاعر التونسي اذا الشعب يوم إرادة الحياة لابد ليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر …..
*انتهت أسطورة الإنقاذ.
* كل ما جاء فى فى قرأت فى (١،٢،٣،٤،٥،٦) هو جهدى الخاص وخبرتى وتجربتى المتواضعة جدا ربما يكون صحيحا وربما لا يكون صحيحا فقط أردت أن اساهم فى التوثيق والتقيم والنقد وفق منهج علمى تحليل يقوم على المتغيرات لمسيرة تسعة وعشرين عاما كنت جزء من فتراتها بداءت فى عام ٢٠١٣م بعد انضمامى لمركز ركائز المعرفه للدراسات والبحوث بعد المفاصله الشهيره فى ١٩٩٩م كنت تائه تماما إلى اى الوجهتين انضم لكن مركز ركائز المعرفه للدراسات والبحوث هو الذى قربنى من نظام الإنقاذ.
* تعلمون لم أكن يوما موظفا مرموقا او دستوريا معتبرا بل مجرد مدرس ومازلت لكنى اسلامى سودانى والحمد لله هذه شهادتى لله وللتاريخ فإن اصبت فمن الله وان اخفقت فمنى ومن الشيطان وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
* أسباب تعثر الإسلاميين في السودان كثيرة ونجاحاتهم ايضا كبيرة.
* اليسار العلمانى يطلق على الاسلاميين تسمية الإسلام السياسي وكأن الاسلام ليس فيه سياسة بل يريد السخرية.
* اليسار العلمانى يطلب من الاسلاميين الاعتذار وكأنهم فردين او ثلاثة او حتى جماعة بل الاسلاميين امة كاملة فى السودان والاعتذار يصلح للافراد وليس للامم.
* اليسار العلمانى يطالب الاسلاميين بالمراجعات الشاملة ليصحح الاسلاميين مسارهم وكأن اليسار العلمانى له تجربة ثرة تستحق الوقوف عندها.
* الاسلاميين اجروا مراجعات شاملة تناولت مختلف الجوانب فى العمل الإسلامي منذ فترة طويلة وهم دائما فى حالة مراجعات فافكارهم حية ومتجددة ويبحثون دائما عن الجديد مع ثبات القيم والمبادئ.
* السؤال:- هل لليسار العلمانى والآخرين لهم تجارب تستحق التقيم نقف عندها وناخذ منها العبر والدروس؟
* بحثت كثيرا لاجد تجربة يسارية علمانية وآخرين نقوم بالاطلاع عليها اقتصادية، سياسية، اجتماعية لكى نقيمها ونستفيد منها للأسف لا توجد اى تجربة نقف عندها فقط نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.
* هنالك مذكرات عبدالماجد ابو حسبوا الشيوعى وكتاب الديمقراطية فى الميزان لمحمد احمد المحجوب فيهم شى من صنائع اليسار العلمانى المخيبة للامال قرأتهم وانا فى المرحلة الثانويه لم اجد فيها الا خيباتهم فقط.
* تعجبني تجربة اليسار العلمانى الشعرية والغنائية.
ولكن عندما كتب الدكتور امين حسن عمر قصيدتة يابنت الدهقان صب قهوة مما تخبى فى دهاليز الزمن، وما كتب الشهيد عبدالقادر على حورية الحسناء، وما كتب الشهيد جمال دكين ارفع الراية العاليا وما كتب الشاعر صديق المجتبى توريت يا للسماء او روضة الحاج نخلات الشمال اوعندما استمع للمنشد زين العابدين طه او العافية حسن فتا اخلاقة مثل (بضم اللام) ايقن تماما ان الاسلاميين إبداعو فى كل شى حتى فى الفن.
* ان الاسلاميين أجروا مراجعات على مستوى المؤسسات والفكرة والمستقبل عبر آلية التنظيم ام على مستوى الافراد وكتاب الاسلاميين اعتقد لم يتركوا شاردة او واردة الا وكتبوا عنها فى كل جانب فى مسيرتهم خلال التسعة وعشرين عاما من الحكم كتبوا فيها نقدا لتجربتهم وجلدا لذاتهم.
* ماكتبته من وحى تجربتي الخاصة فى الحركة الإسلامية وتقيمى لفترة حكمها فهى مطروحة للتقيم والمساهمه
* اضاءه على تفكيرنا:.
وجدت الاشاده من الكثيرين وعلقوا بأنها أصابة الحقيقة وآخرين لم يتقبلوا النقد لتجربة الحركة الإسلامية خلال تسعة وعشرين عاما من الحكم وواجهت فيها الحركة الإسلامية انقسامات عديدة واجهاتها السياسية.
بعض الاخوان يحتاجون إلى صدمات كهربائية لتصحيح وعيهم وايقاظ ما تخدر من احساسهم ونحن يجب أن نفوق بعد سقوطنا فى ١١ أبريل ٢٠١٩م من تلك الصدمة وضياع حكمنا. مثل هذه الصدمات تساعد فى تحسين وتجويد التصرف والعمل والخلاص مما حل بناء والسير على نهج يشبه او يقارب نهج الراشدين من اسلافنا والاندماج فى المجتمع السوداني والدولى عبر آليات الديمقراطية وقيمها الاسيره لدى كل بلد ديمقراطي فى العالم (الحرية، التعددية الحزبية والتنافسية، المشاركة السياسية، الكرامة، المساواة، العدالة، السلام، حقوقالإنسان، ).
نحن كحركة اسلامية جزء كبير من المجتمع السوداني ولدينا رصيد اخلاقى كبير وهو المعيار الحقيقى لدى الشعب السوداني لكننا تخلفنا عن المسار الديمقراطي أيضا هو المعيار العالمى لتعامل معنا. لكن كل مظاهر الحكم التى خضناها خلال تسعة وعشرين عاما لم تبنى نظام ديمقراطي عادل يقنع الشعب السوداني فى التخلى عن الاقتتال والاحتراب والمعارضه الداميه من أجل مستقبل السودان اولا ومستقبلنا نحن كاسلامين يجمع الشعب السوداني بأن ماحدث أشكال وصور من الديمقراطية الغير حقيقيه.
* ما الذى اوصلنا إلى هذه الحالة عندما خرج الشعب السوداني علينا فى ١١ أبريل ٢٠١٩م ورفع شعار حرية سلام عدالة وكل كوز ندسوه دوس بغض النظر عن عدم نجاح قوى اعلان الحريه والتغيير المركزية فى إدارة السودان نحن نتحمل المسؤلية عن الوضع الذى يعيشه الشعب السوداني الان لان الشعب قدم للحركة الإسلامية فلذات اكباده وامواله.
* اخواني فى الحركة الإسلامية عامة وتنظيماتها السياسية المختلفة ان التقدم والتأخير ليس حظوظا عمياء ان ماحل بناء هو نتاج لمقدمات وازمات عاشتها الحركة الإسلامية وتنظيماتها هدت قوانا جيلا بعد جيل منذ حركة التحرير الاسلامى وجبهة الدستور الاسلامى والإخوان المسلمين والجبهة الإسلامية القومية والمؤتمر الوطنى والمؤتمر الشعبى والإصلاح الان ومنبر السلام العادل….الخ.
* لقد أصاب أجسام الحركة الاسلامية مرض عضال فى سن مبكره ولكن هذمته عافية الشباب مما أصابها من عطب.
* ان الحركة الإسلامية كانت خلال تسعة وعشرين عاما تعرضت لأمراض وبيله وقد قاوم كيانها الصلب هذه الأمراض وقد بداء للعين المجردة كأنها سليمة ومعافية.
* عندما اصطدمت القوى المعادية المعادية والحركة الاسلامية حاملة لواء الإسلام فضحتنا فى معركه ١١ أبريل ٢٠١٩م التى يقودها اليسار العلمانى وسقطت الحركة الإسلامية وواجهاتها السياسية وتهاوت تحت ضربات اليسار العلمانى واصبحت بين عشية وضحاها أسيره تدميها القيود ويرهقها الازلال من قبل لجنه إزالة التمكين اليسارية العلمانية وتم حل بعض احزابها وتسريح منظماتها (الدعوة الإسلامية) وشركاتها .
* لقد حدث تغيير فى ١١ أبريل ٢٠١٩م كان لابد ان يحدث لان الحركة الإسلامية فقدت كل اسباب التمكين فى أرض السودان فعصفت بهم الرياح وان الرياح مهمما اشتدت لن تنقل الجبال ولكنها تنقل كثبان الرمال وفعلا خلال تسعه وعشرين عاما كانت الحركة الاسلامية قوية. ولكنها اختلت فى اخيرا
* اذا أردنا نحن فى الحركة الإسلامية وتنظيماتها السياسية النهضة علينا أن نجرى مراجعات شاملة وبدقه وبامنه شديده وببصيره ناقده لما اصابنا فإن العافية لاتتم الا بالتشخيص الدقيق وليس بدواء مرتجل والنصر لاياتى باقتراح مرتجل أيضا.
* قادة حركة الإسلامية تصدروا قيادة العالم بجداره أمثال جمال الدين الافغاني وابوالعلاء المودودى واحمد عرابى وعمر المختار ومحمد احمد المهدى واحمد ديداد وكتور زاكر والشيخ حسن الترابى…..الخ وللأسف الاخلاف لهولاء القادة ملئوا ذيل القيادة العالمية بجدارة أيضا الهتهم الدنيا امتلكوا المال والبنايات والشركات والفارهات اى ركنوا إلى الدنيا فاصبحوا يتنافسونها فاصبحوا أخطر من الراسمالية العلمانية ذات الشركات العابره للقارات.
* لقد نقدنى الكثيرين بانى جزء من ذلك التاريخ نعم اتشرف بذلك فانها تهمه لا انكرها وشرفا لا ادعيه وقالوا ان الأعداء للحركة الإسلامية يقولون شهد شاهد من أهلها هذا كل همهم ان يشمت فيهم اليسار العلمانى ولم يتحمسوا لمستقبل حركتهم الاسلامية ولنصرة دينهم وإصلاح اعوجاجها التى تنعكس على السودان خيرا لكن يحملون فى دمائهم وعقولهم الثنائية المتضادة التى تحدث عنها كثيرا دكتور التجانى عبدالقادر.
* عندما كتبت مقالا عن ياسر بن الاستاذ سعيد عرمان اعتبرونى اخرين كانى خرجت من الحركه الاسلاميه وعلق صديقي الدكتور عبدالحفيظ جبرالدار بانى جننت ونسو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقدم دعوته إلى الداء اعداءه ابى لهب،ابى جهل ،ابى سفيان ،عمر بن الخطاب فاستجابة بعضهم ورفض الإسلام بعضهم ويكفي هند بنت عتبه اكلة كبد سيد الشهد حمزه بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلها فى الإسلام واصبحت عضوا فى مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم. عندما سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايسرق المؤمن قال اجل ايزنى المؤمن قال اجل ايكذب المؤمن قال كلا ثم نهضت هند بنت عتبه وقالت اتزنى الحره يارسول الله لم يقل لها اجلس يا اكله كبد سيد الشهد.
* الثنائية المتضادة يسارى علمانى واسلامى فى تقديرى هى نوع من الفوضه وعدم توفر ثقافة قبول الاخر وتقبل النقد ويجب أن لا نركن إليها فى الحركة الإسلامية نحن أصحاب دعوة وليس قضاه كما قال الشيخ الهضيبى كذلك الجهالة والتعصب هو من اخر الحركة الإسلامية السودانية المتقدمة على اقرانها فى العالم اجمع .
* عليه فبمتابعتى للمداخلات للأخوة لمقالتى بعنوان الاسلاميين يسقطون نظامهم فى ابريل ٢٠١٩م واصبحوا معارضة شكرا جزيلا لهم جميعآ فادركت ان هولاء لا يتحركون من مواضعهم وأنهم لا يستطيعون نقل أقدامهم إلى الأمام ولن يضيفون الى هذائمنا فى الحركة الإسلامية وربما تكون هزائم كبرى تدخلنا فى صراع مع العالم باثره اليوم.
* من أجل ذلك جاءت قرأئتى (،٦،١،٢،٣،٤،٥ ) من أجل استثارة الهمم لبداء نهضة جديده واعية هادية للحركة الإسلامية السودانية وتنظيماتها السياسية معتصمين بالغايات الكبرى الله غايتنا والرسول قدوتنا والموت فى سبيل الله اسماء أمانينا بدعوة الحاكم إلى الجهاد عبر القوات النظامية ونتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ونستفيد من القرون الماضية التى مر بها المسلمين لكن بفراغ الفكره وافساد البطانة قد يجر كوارث على الإسلام ولا يذيد الطين الا بلة.
الديمقراطية هى وسيلتنا للحكم رحم الله اخونا الشهيد دفع الله الحسين من آخر أجيالنا فى الحركة الاسلامية المتعاقبة وإخوانه فى معارك ابو كرشولا.
*جيلى وجيل المصباح المستجيش ضروة.
والخزى والعار للذين يهربون حتى ملاقتنا.
جيلى من الشهداء رحمة الله عليهم والاحياء أطال الله في أعمارهم. فهو جيل عاش وترعرع فى عهد نظام الإنقاذ فهو مواليد السبعينات وائل الثمانينات لم نعيش تفاصيل ما قبل الإنقاذ الا القليل منا ولكن عشنا كل تفاصيل نظام الإنقاذ ونحن طلاب ثانويات وجامعات ومعاهد عليا لقد صادفنا الانقاذ فى اولها وهى تخوض معارك الجهاد والاستشهاد فى جنوب السودان قمنا بدورنا كطلاب مساندين لنظام الإنقاذ ووقفنا مع القوات المسلحة جنبا إلى جنب و قاتلنا معها فى ارض العمليات العسكرية فى جنوب السودان وشرق السودان وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق واصيب بعضنا باصبات بالغة أصبحت عاهت مستديمة لبعضنا واستشهد عدد كبير من جيلنا فى العمليات العسكرية وهم شباب بين الثامنه عشر والخامسة والعشرين من العمر انذاك تاركين مقاعد الدراسة من أجل السودان وقيمنا واخلاقنا وديننا لم نخزل قيادتنا انذاك لان الواجب كان يفرض علينا حماية وطننا السودان ونظرا للظروف الصعبة والمنعطف الخطير والتحديات الكبيرة التى واجهت السودان فى بدايات تسعنيات القرن الماضى ومازال الشباب يواصلون مجاهداتهم مع القوات المسلحة من جيل أتى بعدنا بسنوات أمثال الشهيد دفع الله الحسين والأخ شهاب الدين برج فى الالفنيات تكملة للمسيرة تقبل الله الشهداء فى علين وبارك الله فى الأحياء منهم وشفاء الجرحة والمصابين حتى الآن.
* قيادتنا فى الحركة الإسلامية وحزبها الموتمر الوطنى فى عام ٢٠٠٥م اجرت مفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة دكتور جون قرنق وتوصلت لاتفاق سلام او قفت بموجبة نزيف الدم وفقدان الأرواح والحمدلله رب العالمين قبلنا بذلك برغم ما فقدنا من أرواح سودانية شبابيه طاهره.
ثم حدث انفصال جنوب السودان المفجع فى عام ٢٠١١م وكان لابد من احترام ارادة شعب جنوب السودان الذى صوت بنسبة 99% نسأل الله ان يجعله بلدا مستقرا أمننا لدى اخواننا الجنوبين وان تتاح لنا الفرصة فى سلام ومحبة وأمان لنزور دولة جنوب السودان ونترحم على تلك الأرواح الطاهره.
* تجاوزنا مرارة المفاصلة الشهيرة فى أواخر تسعنيات القرن الماضى للحركة الإسلامية وتعددت واجهاتها السياسية لكن لم تتغير مبادئنا والتزم العديد من جيلنا الصمت لان عدونا اليسار العلمانى متوحد ومتربص بنا ويريد ان يقضى علينا بضربة واحده.
* حدث تغيير فى أبريل ٢٠١٩م رغم المؤامرة ولكنها ملحمة وطنية من جيل ولد وتربى وتعلم فى عهد نظام الإنقاذ مواليد التسعنيات والالفنيات ثار ضد الظلم والتهميش والعطاله وصعوبة الحياة الاقتصادية التى كانت عامه علينا وهذا من حقه وثارة معه الكثيرين من أبناء الاسلامين والشباب الحركى يريدون التحول الديمقراطي وممارسة حقهم كجيل فى قيادة السودان والحزب والحركة أمثال هشام الشوانى واخوانه ولكن للأسف تمسك القيادة بذلك ورفضهم للشباب والتبادل السلمى للسلطة فى الحزب والحركة والحكومة حتى جاء الطوفان من الداخل والخارج بتنسيق من داخل الحكومة والحزب واللجنة الامنية لنظام الإنقاذ التى يتراسها المشير عمر حسن أحمد البشير قبلنا بذلك التغيير لأنها سنة الحياة رغم مرارة الخيانة العظمى حفاظا على الارواح والسودان عامة واحتراما لارادة الشعب السوداني التى طالب فيها بالحرية والعدالة والسلام قبلنا بذلك مهما كان الثمن من زلة واهانة وتشريد واعتقالات واتهامات باطلة زجت ببعض اخواننا فى السجون لشهور عديدة من أجل تفويت الفرصة لاعداء هذا الوطن ومنعا للتدخلات الخارجية.
* نعم نحن نرغب ونسعى للحرية والسلام والعدالة والديمقراطية وقيادة الشباب لمسيرة الوطن الظافره.
* نحترم ونقدر ونثمن دور قواتنا المسلحة الباسله التى خبرتنا وخبرناها فى معارك ضد أعداء الوطن.
* نترحم على كل الأرواح التى ذهقت فى هذا التغيير الكبير ( ديسمبر٢٠١٨م وابريل٢٠١٩م) نسأل الله أن يتقبلهم ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
* التحية والتقدير والاحترام والتجلة لجيل الشبل المصباح وإخوانه وهم مواليد التسعينيات والالفنيات وهم يكملون المسير ويتقدموا الصفوف الامامية فى حرب الكرامة ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية وجناحها السياسى قوى اعلان الحرية والتغير اليسارية العلمانية فى حرب مدعومة من سبعة عشر دولة تستهدف وجود شعب السودان واستبدالة وهويته وثروته فقدموا اروع التضحيات والاف الشهداء فراية الحق والجهاد لن تخفض بل تظل مرفرفة يتبادلها جيل بعد جيل حفظ الله المجاهد المصباح وإخوانه المستنفربن.
* نتمنى من كل قادة السودان السياسين والعسكريين اعلاء قيم الوطن والاخوة وتغليب المصلحه السودانيه العامه وان يتوافقوا على فترة انتقالية تشمل الجميع وتكوين حكومة كفاءات مهمتها إصلاح معاش الناس وامنهم والإعداد للانتقال الديمقراطي عبر انتخابات حره نزيهة شفافه يشهدها كل العالم.
* ايها الساسه السودانيين افسحو المجال للشباب ليقود المسير لانه اكثر تضحيات فى الماضى والحاضر وان لا تكرروا تجربة الحركة الإسلامية وتنظيماتها والاحزاب السياسية الأخرى بالتمسك بالسلطة والقيادة وعدم تركها الا بالممات او الطوفان لان الشباب أصبح اكثر وعيا وادراكا وتضحيات فى اى تغيير حدث فى السودان فى أكتوبر ١٩٦٤م وابريل ١٩٨٥م وابريل ٢٠١٩م كانوا اساسين فى التغيير.
* ايها الشعب السوداني تمسك بالفترة الانتقالية القصيره لأنها ذات أهداف محدده ولا تظهر فيها الاختلافات ومن ثم التحول الى حكم ديمقراطي مدنى الذى هو مطلب كل الشعب السوداني.
* ما يهمنا مصلحه الوطن والحفاظ على وحدتة وهويتة الإسلامية والموروثات والاعراف والتقاليد والتنوع الثقافى للشعب السوداني وإطلاق الحريات العامة وكفالة حق التعبير والتجمع والاحتجاج واستمرار الحوار بين مكونات الشعب السوداني دون ثنائية متضادة.
* كما يجب تقديم كل المفسدين إلى العدالة و محاكمه عادلة واسترداد الحق العام والخاص وطلاق سراح المعتقلين الذين ليست لهم ادانة جنائية او حق عام.
* شكرا للقوات المسلحة التى حفظت دماء الشعب السوداني وانحازت للتغيير وقبلنا بذلك والذى اصلا كان سيحدث يوما ما واصبحت محايده تماما فى ذلك التغيير وأن تكمل ذلك بخروجها من العملية السياسية.
* ام الجنرلات الذين كانوا فى اللجنه الامنيه لنظام الإنقاذ برئاسة المشير عمر حسن أحمد البشير وتباروا وتباهوا بالقبض عليه وهو يصلى فى المحراب صلاة الفجر لكى ينالوا ثقة قوى اعلان الحرية والتغيير المركزية انذاك والتى لم تثق فيهم طالما خانوا قائدهم قامت بطردهم من المشهد السياسى واصبحوا لاجئين فى دول الجوار وآخرين فى الداخل يحلفون بالطلاق انهم أبطال ذلك التغيير انها الخيانة لله ورسوله والمؤمنون وسلموا البلاد للاجانب التى حافظ عليها قائدهم الذى خلعوه بعد حوالى ثلاثين عاما. وأيضا تقبلنا ذلك فى إطار واجبكم وتقديراتكم بالقوات المسلحة لكن المحزن ان تتباهو بذلك وتاتوا إلى مناسبات الذين خنتوهم بكامل اناقتكم دون حياء اللهم لا تنزع الحياء من وجوهنا.
* فى الختام اخوانى فى الحركة الإسلامية والتيار الوطنى و الاسلامى العريض عامه والاحزاب السياسيه اليمينية ان ارتم بقاءنا معكم وإصلاح ما يمكن إصلاحه ابعدوا عنا كل متامر وخائن حتى لا تستفزونا وتوقفوا عن تلك الرسائل المتبادلة مع رئيس مجلس الشورى بحزب الموتمر الوطنى كلكم مخطئون فى السابق والحاضر اتركوا لنا ما تبقى من مستقبل لنصلح ما افسدتم.
* بعض الاخوان الذين مازالوا مستمرين فى الوظائف العامة الان لا يقبلون بأن نلتقى بهم حتى ان كان فى مكان عام خوفا على وصفهم بانهم كيزان والاحراج العام لهم هولاء المنافقين فى العهد السابق والان متواجدين اصبحوا متخوفين على مواقعهم ويريدون من جيلنا والجيل الحاضر ان يحميهم فقط ولا يلتقى بهم.
* التحية إلى المجاهد الشيخ الناجى عبدالله والمجاهد خالد الضو حاج الزين ….الخ مازالوا يقاتلون مع جيل المصباح وتكملة المسير والخذى والعار لاخواننا للذين يرفضون حتى تحيتنا لهم فى مكان عام بعد ان صبحوا ولاة ومعتمدين ووزراء طز فيكم.
كتبت هذه الملاحظة الأخيرة ان احد المعتمدين الكيزان تواجهنا بالصدافة بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم فقام جاريا مسرعا خوفا من ان اسلم عليه مباشرة ويراه الناس انه يلتقي بامثلى.
دكتور عصام دكين