
في تطور أمني خطير يعكس تصاعد العنف واستمرار التدهور الأمني في السودان، شنّت مليشيات مسلحة هجومًا بطائرة مسيّرة على محطة الضخ رقم (3) التابعة لشركة بترولاينز “بتكو”، يوم الإثنين 21 أبريل 2025، ما أسفر عن استشهاد اثنين من الفنيين أثناء تأديتهما لواجباتهما داخل المحطة.
وأعلنت وزارة الطاقة والنفط استشهاد كل من أحمد عبد الرسول الفكي، وفرح الفتح علي حامد، مقدّمة تعازيها لأسر الضحايا. وأعرب الوزير محي الدين نعيم عن بالغ حزنه، مشيرًا إلى أن الهجوم يُعد جزءًا من سلسلة اعتداءات متكررة تستهدف المنشآت النفطية الحيوية، مما يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن البلاد واقتصادها.
وتقع محطة الضخ رقم (3) في منطقة حدودية بين ولايتي النيل الأبيض والجزيرة، وتؤدي دورًا محوريًا في نقل نفط جنوب السودان إلى موانئ التصدير على البحر الأحمر عبر الأراضي السودانية. وكانت المحطة قد تعرضت في مارس 2024 لهجوم مماثل أسفر عن توقف مؤقت لتدفق النفط.
ورغم تأكيد وزارة الطاقة في وقت سابق على استمرار تدفق النفط عبر محطة العيلفون شرقي الخرطوم، فإن الهجوم الأخير يثير مخاوف بشأن سلامة مسار الإمداد النفطي إلى موانئ بشائر، خاصة في ظل غياب بيان رسمي يوضح تداعيات القصف على العمليات الفنية.
ويُعد هذا الهجوم مؤشرًا مقلقًا على تفاقم هشاشة الأوضاع الأمنية في البلاد، وتهديدًا مباشرًا لقطاع حيوي يعوّل عليه الاقتصاد الوطني.