رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأخبار

مبارك المهدي : غارات المسيرات على بورتسودان أسفرت عن دمار واسع في القواعد العسكرية

قال مبارك المهدي، رئيس حزب «الأمة – الإصلاح والتجديد»، إن الغارات الجوية التي استهدفت مدينة بورتسودان في شرق السودان أسفرت عن دمار واسع في القواعد العسكرية التابعة للجيش، بالإضافة إلى تدمير خزانات الوقود في عدة مدن أخرى. هذه الهجمات تعكس تصاعد حدة الصراع في البلاد، مما يثير القلق بشأن الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.

في بيان له، حذر المهدي من أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تحويل الصراع في السودان إلى جزء من صراع إقليمي ودولي أوسع نطاقًا، خاصة فيما يتعلق بالبحر الأحمر. وأشار إلى أن هذا الصراع يتضمن التنافس بين الدول العربية وإسرائيل، بالإضافة إلى التوترات الدولية مع إيران حول النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويجعلها أكثر خطورة.

كما أبدى المهدي قلقه من محاولات إعادة عناصر نظام الرئيس المعزول عمر البشير إلى الساحة السياسية، من خلال تسليحهم وتمكينهم من السيطرة على القرارين السياسي والعسكري في البلاد. وأكد أن السماح بعودة النفوذ الإيراني على الساحل الغربي للبحر الأحمر سيشكل تهديدًا لأمن الدول المجاورة، ويعزز من قدرة إيران على التأثير في الصراع القائم حول هذا الممر البحري الحيوي.

وصف المهدي التطورات الأخيرة بأنها تمثل “إنذاراً أخيراً” لضرورة إنهاء الحرب، محذراً من خطر إقامة قواعد عسكرية أجنبية على السواحل السودانية. وأكد أن تنفيذ “اتفاق جدة” كان من الممكن أن يسهم في إنهاء النزاع، إلا أن الصراع على السلطة حال دون تحقيق ذلك. وأشار إلى أن التهديد الأكبر لمستقبل السودان يكمن في انتشار الميليشيات وتزايد الأسلحة في البلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

دعا المهدي إلى ضرورة أن تُبنى العلاقات الخارجية للسودان على أسس تضمن حماية الأمن القومي، مع التركيز على تبادل المصالح مع الدول المجاورة والمجتمع الدولي. وأكد على أهمية الابتعاد عن سياسة المحاور التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات، مشدداً على ضرورة حل النزاعات من خلال الحوار الدبلوماسي. هذه الدعوة تأتي في وقت حساس يتطلب فيه السودان استراتيجيات فعالة لتعزيز استقراره.

في ظل الظروف الراهنة، يعتبر المهدي أن تعزيز الأمن الداخلي والخارجي هو أمر حيوي لمستقبل السودان. ويجب أن تكون هناك جهود متكاملة للتصدي لتحديات الميليشيات وانتشار السلاح، مع التركيز على بناء مؤسسات قوية قادرة على إدارة الأزمات. إن تحقيق السلام والاستقرار يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية، مما يستدعي التزاماً حقيقياً من جميع الأطراف المعنية.

زر الذهاب إلى الأعلى