رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

بأي ارض تموت؟

اخي الأصغر وابن عمي الظريف شقيق زوجتي عبد الله عمر المسمى تيمنا بوالدي ..ربما لم تختفي تلك البسمة الوضاءة عن ثغرة الضاحك إلا مرتين ..مرة يوم أن ودعنا باكيا وهو يحزم حقيبته في طريقه الى رحلة لطالما تمنع في قبول دعوتها من شقيقه الأكبر محمد عمر الوجيه المعطاء الذي أصبح رقما سودانيا بارزا في مدينة الفجيرة الاماراتية قريبا من أهلها كبارهم وصغارهم من مواطنيها والقاطنين بينهم وهو الناشط الدؤوب قولا وفعلا بين أفراد الجالية على مدى ثلاثة عقود تقريبا والذي كان قلقا في ظل انهيار النظام الصحي هنا بعد الحرب على صحة عبد الله الشهير بعبدو وقد سبق له أن أجرى عملية قلب مفتوح منذ سنوات تتطلب المراجعة الدورية والمتابعة.
واختفت هذه البسمة البريئة إلى الابد بعد ان نام عبدو ليلته الأخيرة وقد ضحك كثيرا مع اهل المنزل حتى الساعات الأولى من من صباح الثلاثاء ليكتشفوا عند محاولة ايقاظه لصلاة الفجر وهو حمامة المسجد الذي لا يغيب عن صف الجماعة بأنه قد غفا إلى الابد ..ليصل دوي الفاجعة الينا في القرية هنا ليزيد من جراحات الاسى التي ظلت تخيم في زوايا النفوس من جراء الحرب اللعينة والتي لا تدري كيف ومتى و باي ارض تموت مثلما لم يعلم عزيزنا الذي فقدته المنطقة حيث ظل يعمل سائقا لإسعاف مركز بر الوالدين بمناقزا ولم يتوانى في كل الظروف وحتى في ساعات الليل المتاخرة عن تلبية طلب أية جهة لنقل الحالات الحرجة من المركز إلى المستشفيات الكبرى بالحصاحيصا ومدني والخرطوم وغيرها .
ذهب عبدو كظل الطير خطفا غريبا شهيدا باذن الله وترك ملامح تلك البسمة تلوح خلف غلالة الدمع التي تحجرت تسد الأفق أمام عيون كل الاهل وقبلهم بالطبع والدته الحاجة التومة ووالده الحاج عمر المكلومان بفقده الأليم وابنته صفية وابنيه نور الدين وحمزه الذين أكتملت دورة يتمهم وقد فقدوا والدتهم الشابه وهم مازالوا وقتها اطفالا يفعا وهاهو والدهم يغيب كنجم وضاء خلف عتمة الثرى.
نسال المولى الكريم أن تمضي روحه إلى بارئها راضية مرضية وان يمن على الجميع بجميل الصبر وعاجل السلوان في غيابه المر بعيدا عن الوطن ..ولا نملك إلا أن نقول ما يرضي الله.
انا لله وانا اليه راجعون والحمد والشكر له في الضراء قبل السراء .أنه اللطيف الرحيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى