

هل أُس المشكلة خلاف على المصالح أم اختلاف بين دولة الإمارات والسودان في حركة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي ، أم هناك شيء آخر ؟
لقد وصف الدستور القانوني دولة الإمارات العربية وصفا قانونيا وعالميا يليق بها وبه من حيث صياغته المتفردة بأنه دستور ( مرن ) غير جامد أي متحرك ووضع بترتيبات قانونية تتناسب مع شعب الإمارات وعصرها الحديث ومع العلاقات الإقليمية والدولية العالمية .
من شارك في وضع الدستور الإماراتي وصياغته هو الدكتور حسن الترابي المعروف بانتمائه لحركة الإخوان المسلمين في السودان منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي
ووضع دستور الإمارات عندما توحدت الإمارات السبع وهو اليوم الذي يحتفل به بتاريخ ٢ ديسمبر ١٩٧١ م
آذن هذه لم تكن المشكلة وقتها لدى القيادة السياسية الجديدة في الإمارات بزعامة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عليه رحمة الله
ثم بعد ذلك للكثيرين الذين لا يعرفون بأن من أسهم في تخطيط مدينة أبوظبي وتولى أهم منصب فيها وهو ( مدير بلدية أبوظبي ) لسنوات طوال منذ منتصف ستينيات القرن الماضي حتى عام ٢٠٠٤ م نهاية حكم الشيخ زايد بن سلطان هو المهندس أحمد عوض الكريم الذي قدم تجربة فريدة وحديثة في تطوير المدن والمشاريع والبنية التحتية ونموها بإمارة أبوظبي
المهندس أحمد عوض الكريم حفظه الله ورعاه هو واحد من أعضاء حركة الإخوان المسلمين في السودان وكان له دور فعال بالمركز الثقافي بأمدرمان عندما تم انتخاب أول لجنة له في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وكانت المنافسة على تولي وإدارة مركز أمدرمان الثقافي منذ نهاية الأربعينيات بين حركة التحرر الوطني ( الشيوعيين ) وحركة البرنامج الثقافي ( الإخوان المسلمين ) بزعامة الشيخ محمد الحسن محمد علي وعلي عبد الله يعقوب والشيخ يسن عمر الإمام وغيرهم
إذن من شارك في صياغة دستور دولة الإمارات ومن تولى منصب مدير بلدية أبوظبي هما عضوان فاعلان في حركة الإخوان المسلمين لم يشكلوا أي تهديد بهذا الانتماء على دولة الإمارات العربية المتحدة .هناك الكثيرون ممن تولوا مناصب ووظائف مرموقة في دولة الإمارات ووضعوا بصمات مشرفة وهم ينتمون لحركة الإخوان المسلمين في البلديات والإعلام والصحافة والصحة والاتصالات والتعليم والجيش والشرطة والمؤسسات المالية والمؤسسات الحكومية العامة والخاصة وغيرها لا يسع المجال لذكر أسمائهم ..
إذن ما هي المشكلة بين الإمارات والسودان هل نتيجة لتغير الأنظمة الحاكمة ما بين عهد الشيخ زايد بن سلطان والرئيس السابق نميري ومابين عهد الشيخ محمد بن زايد والبشير ثم البرهان وحميدتي ، أم ماذا ؟؟
هل هنالك سبب غير معلن مدفون في كواليس السياسة والمعاملات لا يريدون إظهاره للشعبين الشقيقين والمحبين الإمارات والسودان ، هل اتلدغت الإمارات وانخدعت في صفقة ما أو مصلحة مشتركة تتكتم عليها الأطراف ، أم تريد الإمارات تحقيق مخطط مستقبلي للسودان يتوافق مع مصالحها ؟
إذن علينا أن نتابع ونتقصى الحقائق عن هذه العلاقة منذ نهاية عام 1988 مرورا بسنوات الفترة الانتقالية 2019م حتى اندلاع الحرب 2023 م لنبحث عن سر الزيارات المتكررة التي تمت في هذه الفترة مابين البرهان وحميدتي والوفود للسودان وإلى دولة الإمارات والتي كانت بدون مؤتمرات إعلامية كافية ولا وضوح وشفافية للشعب من هذه الزيارات التي لم تكن متبادلة على المستوى الرسمي بين الدولتين كما أن الشيخ محمد بن زايد لم يزر السودان نهائيا ولا مرة واحدة في هذه السنوات وبالمقابل كان البرهان وحميدتي يزورونها في مرات كثيرة . .!!
ثم ماذا بعد !!!؟؟؟