من الأقوال المأثورة، عن أمير المؤمنين أنه قال:” لو عثرت بغلة في العراق ، لخفت أن يسألني الله – عنها : لِمَ لَمْ تصلح لها الطريق ياعمر “!
خروج:
حجاجنا ، ضيوف الرحمن، ما بال قوم يقصرون في خدمتهم ورعايتهم، وشاهدنا مقاطع فيديو ، لاحوالهم، ”حفنة فول+بيضة+ كمشة شعيرية”، بجانب عدم الراحة في كل النواحي خاصة ” السكن والاعاشة” ورغم التكلفة العالية قدرها البعض بما يعادل 20 الف ريال ، لم ينعم حجاجنا بالراحة والمعيشة الجيدة .
هروب :
يصح ان نطلق على بيان المجلس الأعلى للحج والعمرة “هروب” من تحمل المسئولية ، والبحث عن شماعة، وكان العنوان ” حملات التشويه الإعلامي”، والمعلومات المغلوطة ،وينسون إن الإعلام مرآة تعكس الواقع ، وأداة للرقابة عند غياب الضمير والتنصل عن تحمل المسئولية . فضلاً عن غياب الشفافية .
ملاحظات:
– لم يضع البيان الرسمي حقيقة واحدة يمكن القبول بها ، بل انكر وجود اخفاقات، بل حاول التضليل بحديث عن “نجاحات محققة” رغم التحديات، فتسجيل الحجاج “11.500” ليس نجاحاً، بل من الواجبات ، فالنجاح الحقيقي في خدمة ” ضيوف الرحمن” حتى يؤدون المناسك بسلاسة ودون شكوى من تردئ الخدمات ” السكن والاعاشة والتنقل”.
– ليس هناك معلومات مغلوطة ، وإنما حقائق مجردة حول اخفاقات، جرى توثيقها “صوت وصورة” ومن ارض الواقع ، وكان حرياً بالمسئولين الاعتراف بها ومعالجتها فوراً وليس انكارها ببيان لايساوي الحبر الذي كُتب به!
– الارقام لا تكذب ، والصور تنقل الحقيقة، وكلام الحجاج ،وهم في مقام صدق ، لا يمكن لهذا البيان ان ينكر كل ذلك ، وليس صحيحاً ان تكلفة حجاج السودان الاقل مقارنة بدول أخرى ، وفي متوسط تكلفة الحاج الواحد هناك دول اقل تكلفة :”العراق- سلطنة عمان – الاردن – سوريا- فلسطين -الكويت”- انظر الجدول المرفق.
– القول بانه لم تسجل ازمة غذاء في سجل إدارة المشاعر، هذا قول مردود عليه، لان حجاجنا لم يسجلوا شكوى لديها، ولكنهم كشفوا التقصير في الخدمات – خاصة “الاعاشة”-من خلال الأعلام الذي هو أداة للرقابة والتوثيق وكل الناس شاهدوا حالهم .
– البيان المطول اعتمد على نشر الاجراءات التنظيمية – معلومة بالضرورة- ومنها على سبيل المثال التعاقد مع شركات الاعاشة ،ودائما السعي يكون لافضل العروض التي تحددها البعثة، وليس الاقل تكلفة وجودة، هذا الشركات تعمل حسب الطلب ، وما تم عرضه” حفنة فول+بيضة+ كمشة شعيرية” . لم يتم توضيح تكلفة الوجبة الواحدة للفرد !
– محاولة توفير غطاء أو حماية من المساءلة ، بالقول ان خطة الحج أجازها مجلس الوزراء تحت إشراف مجلس السيادة ، لا يعفي من المسئولية والمحاسبة في ظل الاخفاقات التي تحتاج لعلاج حاسم لانها تتعلق بالافراد وليس الخطط او السياسات . كما ان الاحتفاء بالشراكة مع السعودية ، ليست في محله لان المملكة تقوم بواجب ورسالة تجاه كل مسلم ودولة على قدم المساواة . والمملكة نجاحاتها مشهودة في تنظيم وتسهيل الحج ولا شكر على واجب ثوابه عند الله بان جعل هذا البلد آمناً.
– ليس مقبولاً ان تكون التغطية الإعلامية ، حكراً على جهة خاصة، وهناك أجهزة دولة رسمية هذه مهمتها فأين ” الاذاعة – التلفزيون- وكالة الأنباء”.
– اللجوء الى التذكير بان الحج عبادة وليس عملاً روتيناً، حجة على المجلس الاعلى للحج والعمرة ، ولم يرتفع إلى مستوى هذا الركن من أركان الإسلام ، وهنا المسئولية أعظم في ظل الاخفاقات والتجاوزات !
اخيراً:
– هل هناك مسؤول في بعثة الحج مخالف لأنظمة الإقامة في السعودية؟
– هل سيلتزم رئيس الوزراء بوعده بالتحقيق في تجاوزات الحج هذا العام ، ويعلن النتائج في اقرب فرصة للرأي العام ، وان تتم المحاسبة ، وهل سيأخذ بالمقترحات المطروحة للإصلاح وفي مقدمتها حل المجلس الأعلى للحج والعمرة وتمكين وزارة الأوقاف من القيام بمهامها عبرة إدارة الحج والعمرة ؟
مقرح ..الحل في الحل:
– حل المجلس الأعلى للحج والعمرة
– تعود المسئولية الى وزارة الأوقاف ممثلة في إدارة الحج والعمرة .
– الغاء ما يسمى أمراء البعثات .
– اشراك حجاج كل ولاية في ادارة البعثة .
– سبل السفر والتنقل تتم عبر عطاءات ووفق كراسة مواصفات .
– الخيام والضيافة تتم عبر جهة قادرة وتوفر خدمات ذات جودة وباسعار معقولة .
– اختيار البعثة الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة.
– التغطية الاعلامية الرسمية ( الاذاعة – التفلزيون – وكالة السودان للانباء) ولا حاجة لجهة خاصة .
– تخفيض تكلفة الحج .
– تقليل عدد حجاج البعثة الادارية او الرسميين .
– منع الذين تورطوا في هذه التجاوزات من المشاركة في البعثة مدى الحياة ومحاسبتهم وان يحجوا مستقبلا على نفقتهم .
– رئيس الوزراء مطالب بتنفيذ وعده بالتحقيق والمحاسبة وإعلان النتائج خلال 30 يوماً وعبر مؤتمر صحفي .
– البعثة الادارية تتغير سنويا ، بمعنى المشاركة لمرة في العمل الاداري .
– تنظيم دورات تدريبية في الادارة والتنظيم والجودة وإدارة الحشود والتوعية في اداء المناسك والاستفادة من تجارب دول اخرى بزيارة بعثاتها .
– السفارة والقنصلية في السعودية عليها مراقبة اداء البعثة وتذليل كل الصعاب والتعاون لخدمة حجاجنا .
