
الموسيقى هى علم يؤثر على السلوك البشري وقد عُرف منذ قديم الزمان مع الإنسان البدائى عندما كان يستأنس بالغناء عن طريق صوته فى مرحلة مبكرة ثم مرحلة تصنيع آلات موسيقية بدائية من وحى الطبيعة وهكذا إلى أن توصّل هذا المجال لقواعد ونظريات خاصة به، ولكل شعب ثقافته الموسيقية الخاصة به، ويمكن أن يُقاس رقي أمم وتقدمها بالنظر فى موسيقاها والنهج المتبع فى توليفة أغانيهم ولاسيما التراثية والفلكلورية منها.
الموسيقى فى أساسها تتكون من شقّين وهما اللحن (أى النغمات) والإيقاع (أى الرتم).
اللحن هو مجموعة النغمات المتتالية التى تكوِّن فى النهاية السلم الموسيقي (المقام) المُستخدَم بأبعاد موسيقية محسوبة ومُقدَّرة بين كل نغمة والنغمة التي تليها.
والإيقاع ينقسم إلى عنصرين: إما الأشكال الإيقاعية الداخلية للحن، أو الرتم الخارجي المصاحب للمقطوعة المعزوفة عن طريق آلات الإيقاع مثل الطبلة والرق.
ولذلك فعندما أقول أن الموسيقى علم فلا يستغرب البعض لأنها فى الأساس بمثابة الرياضيات والحسابات والأرقام، فبعد مؤتمر الموسيقى العربية والذى عُقد فى مصر سنة ١٩٣٢ وهو أول مؤتمر للموسيقى العربية جمع نُخبة من الموسيقيين والباحثين من الشرق والغرب لدراسة وتوثيق الموسيقى العربية، تم الاتفاق والتوصّل إلى تردد نغمة “لا ديابازون” بتردد ٤٤٠ هرتز حتى يتم قياس دوزان كل الآلات الموسيقية على هذا التردد لتوحيد النغمات والعزف والمقامات الموسيقية، وبالتالي أصبحت الموسيقى ذات أبعاد دقيقة ومدروسة ولكل تغيير منها يجعلنا فى مقام موسيقي مختلف.
أما المقامات فى الموسيقى العربية فهى بحر واسع، استقر خبراء هذا العلم على تحديد المقامات الأساسية وانبثاق عائلة لكل مقام منها تحت مسمى المقامات الفرعية.. وسوف أستعرض لكم تلك المقامات الموسيقية بالتفصيل وكذلك عنصر الإيقاع وأهميته فى العمل الموسيقي وهناك عناصر أخرى أيضاً لا تقل أهمية عنهما مثل عنصر التظليل فى كيفية الأداء للمقطوعات أو المهارات العزفية المطلوبة على كل آلة موسيقية أو استخدام هارمونيات وتآلفات تصاحب العمل وهكذا.