رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير.. أسامة صالح

الأعمدة

دهاليز السياسة السودانية في تجلياتها الانتهازية تشتغل بالمثل الذي يقول ( الكيشة قدمو والحقو )

صديق اليوم عدو الغد
كمال كرار
دهاليز السياسة السودانية في تجلياتها الانتهازية تشتغل بالمثل الذي يقول ( الكيشة قدمو والحقو ) .. وهذا الكيشة تجمعه بك المصالح ذلت يوم وعندما يستنفد أغراضه ترمي به في سلة المهملات وتبحث عن كيشة جديد .
من مظاهر اخفاقات التجارب البرلمانية في السودان، وبخلاف قوانين الانتخابات المضروبة،أن الأحزاب المختلفة وفي سبيل تحقيق الأغلبية البرلمانية تأتلف ( من ائتلاف) وقت التصويت على اختيار رئيس الوزراء والحكومة، لكنها تختلف لاحقا على الأنصبة الوزارية،فتحدث تفاهمات بين بعضها والمعارضة البرلمانية،ويطرح صوت الثقة في البرلمان ضد الحكومة القائمة فتسقط وتتشكل حكومة جديدة بوجوه أخرى، سرعان ما تسقط بنفس الوسيلة .
وتتحالف جهات وأحزاب مع العسكر للانقلاب على الحكم، وبعد زمن ينقلب العسكر على الحليف ويودعونه السجن ( الترابي نموذجا ) بنظرية الكيشة قدمو والحقو .
وفي السنوات الماضية تحالفت بعض أحزاب قحت مع المجلس العسكري واشتركوا في الحكم ..وجاء اتفاق جوبا فبدل العسكر حليفهم السابق بالحليف الجديد وعملوا انقلاب ٢٥ اكتوبر .. وطردوا الحليف القديم من السلطة ..
والمجلس العسكري نفسه كان حلفا بين الجنجويد والجيش، ولكن نظرية الكيشة شغالة، وفي ١٥ أبريل ٢٠٢٣ انقلبت الصداقة عداوة وحرب ضروس بين الحليفين السابقين ..
ولما انقلب البرهان وحميدتي على ( قحت )، رقصت حركات جوبا طربا، واستعدوا لرئاسة الوزارة والتوهط في الحكم،وقالوا في قحت مالم يقله مالك في الخمر، وبالمقابل طرد العسكر منسوبي الحرية والتغيير في مجلس السيادة فابتهجت نيكولا وناس الهادي ادريس والطاهر حجر،ولم يفهموا أنهم سيؤكلون مثلما أكل الثور الأبيض.. وهذا ما حدث .
الآن يسقى المتآمرون على الثورة وداعمي الانقلاب والحرب من نفس الكأس .. والحرب اللعينة نفسها كشفت الآتية أوصافهم : المتمسكون بالسلطة والكرسي ولو اتمسح السودان من الخريطة، والذين قاتلوا لأجل منصب وزير مالية أو حاكم دارفور، والذين قاتلوا لأجل شفشفة الناس واغتصاب النساء،والذين يتخذون البندقية وسيلة للسرقة والنهب.
والحرب التي رفعت شعارات مزيفة تتأكد اليوم أنها صراع على السلطة، ووسيلة للبقاء في الحكم بأي طريقة .. ومن يحرم من المنصب الوزاري في بورتسودان سيقاتل مع المليشيات غدا لنفس المنصب .. والفي الحلة بجيبو المغراف كما يقولون ..
وأي كوز مالو ؟

زر الذهاب إلى الأعلى