


في عالم كرة القدم، حيث تسطع أسماء اللاعبين والمدربين، يبرز اسم **بييرلويجي كولينا** كواحد من أعظم حكام التاريخ، ليس فقط لمهارته الفائقة، بل لشخصيته الكاريزمية التي جعلت منه أيقونة تفوق حدود التحكيم التقليدي.
## **الرجل متعدد المواهب: العقل واللغة**
لم يكن كولينا مجرد حكم يفرض القانون على الملعب، بل كان **عالمًا في كرة القدم**، يتقن أربع لغات بطلاقة: **الإيطالية، الفرنسية، الإسبانية، والإنجليزية**، مما مكّنه من التواصل بسهولة مع اللاعبين والمدربين في مختلف البطولات. وقبل كل مباراة، كان يدرس **خطط الفريقين وأسماء اللاعبين**، ليضمن فهمًا عميقًا للسياق التكتيكي، مما أعطاه ميزة نادرة في اتخاذ القرارات الحاسمة.
## **الأسطورة التي أخضعت الجميع**
في **نهائي كأس العالم 2002** بين البرازيل وألمانيا، لم يكن كولينا مجرد حكم، بل كان **الرجل الذي سرق الأضواء**. بعد المباراة، أهداه **”الظاهرة” رونالدو** قميصه تقديرًا لأدائه العادل، كما حصل على الكرة التذكارية كرمز للاحترام. حتى لاعبو ألمانيا، الذين خسروا المباراة، هنّأوه على **صرامته ونزاهته**، خاصة في إدارته للبطاقات التي حافظت على روح المنافسة الشريفة.
## **أيقونة ثقافية: من الملعب إلى ألعاب الفيديو**
كولينا لم يكتفِ بكونه حكمًا استثنائيًا، بل أصبح **أول حكم في التاريخ يظهر على غلاف لعبة فيديو**، عندما تصدّر غلاف **Pro Evolution Soccer 3 (PES 3)**، مما جعله رمزًا عالميًا يتخطى حدود الرياضة إلى عالم البوب الثقافي.
## **”الفار” في عينيه: سر هيبته**
اشتهر كولينا بمظهره الفريد، حيث كانت **عيناها الحادتان** تشبهان عيني الصقر، مما أكسبه لقب **”الحكم الذي يمتلك الفار في عينيه”**. كان ينظر إلى اللاعبين بنظرة تخترق الأبعاد، كأنه يقول: **”أنا هنا لفرض العدالة، ولن أتسامح مع الأخطاء”**.
### **إرث لا يُنسى**
تقاعد كولينا في 2005، لكن إرثه بقي خالدًا. لم يكن مجرد حكم، بل كان **سفيرًا للنزاهة والاحترافية**، وضع معايير جديدة في التحكيم الرياضي. اليوم، يُذكر كولينا ليس فقط بسبب صفارته الحاسمة، بل لأنه **جسّد روح القيادة والعدل في عالم كرة القدم**.
> **”في ملعب كرة القدم، الحكم هو القاضي الذي يملك سلطة العدل.. وكولينا كان الأفضل بينهم.”*